القصف الإسرائيلي ومحور الممانعة
بدأت قبل يوم أمس عمليات قصف العصابات الإسرائيلية لقطاع غزة، التي استهدفت قائداً كبيراً من قادة الجهاد الإسلامي، الشهيد تيسير الجعبري، الذي قضى ومعه عشرة مدنيين عزل، وقد قامت الفصائل المسلحة من حماس والجهاد الإسلامي بالرد على ذلك القصف بعشرات الصواريخ محلية الصنع ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار مرتين في وقت مبكر في مدينة عسقلان وبلدات أخرى في جنوب الكيان الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة.
تأتي هذه التراشقات بين الكيان المغتصب والمقاومين من حماس والجهاد الإسلامي في وقت حساس للغاية، وبشكل ممنهج ودقيق لخدمة أجندات لا تهم الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد، بل هي تسيء للمقاومة الفلسطينية بشكل كبير وتجعل منها أدوات مأجورة ليس إلا.
إن التراجع الذي حصل في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في نهاية شهر يونيو/حزيران 2022، الذي أدى إلى إعلان استقالته وتسليم مهامه إلى وزير الخارجية يائير ليبيد، وأيضاً تسليم قيادة حزب يمينا إلى وزيرة الداخلية ونائبته في الحزب إيليت شاكيد معلناً اعتزاله الحياة السياسية، كل هذا فتح الباب لشهية الليكود للعودة إلى السلطة من خلال إرهاب المواطن الإسرائيلي وجعله في حالة خوف دائم من تلك الصواريخ التي تعلم قيادة جيش المغتصب مكانها وعددها بشكل دقيق، بل تعلم أن أكثر مواد تصنيعها تأتي من داخل حدود الكيان الصهيوني.
ومن ناحية أخرى جاء الإيعاز الإيراني بالقصف لقادة حماس حتى تشكل تلك الصواريخ ورقة ضغط لصالح إيران في مفاوضات النووي القادمة مع الغرب.
ليس في مصلحة الفلسطينيين أبداً وفي هذا الوقت بالذات ممارسة هذا التخبط وهذا الارتجال كما يزعم بعضهم وأنا أؤكد أنه ليس ارتجالاً، بل جاء بأوامر من القائد الأعلى في إيران الذي تتملقه حماس وقادتها كما يشاهد الجميع، وما نراه من خلاف بين غزة والضفة ليس إلا شرخاً يخدم إيران وإسرائيل فقط؛ ويؤخر أي حل أو نصر للقضية الفلسطينية ويجعل العالم مستمر في دعم الكيان الصهيوني، كذلك نسمع التصريحات الجوفاء من محور المقاومة والممانعة بشكل سخيف وتافه، حيث قال متحدث حزب الله اللبناني بأن الرد سيكون حاسماً هذه المرة وسوف تمحى إسرائيل من الوجود، أما رئيس فيلق القدس فقد أكد أن الرد سيكون في الوقت المناسب وسيغضب إسرائيل، وقد سمعنا من قبل عشرات التصريحات منهم ومن رأس النظام السوري قائد المقاومة والممانعة، لكننا لم نر رداً حتى هذه اللحظة رغم تكرار عشرات الغارات على سوريا وقواتها وكذلك على القوات الإيرانية الموجودة في سوريا، ما يجعلنا متأكدين من كذب ودجل كل قادة تلك المقاومات المزعومة ابتداءً من رأس النظام السوري مروراً بحسن اللبناني الايراني وانتهاءً بقيادات إيران وفيالقها المارقة وعصاباتها المشبوهة، في النهاية أجد أن كل من إسرائيل ومحور المقاومة بكل أطرافه يشكلون عصابة واحدة مصالحها مشتركة وما يقوم به المغرر بهم من الشباب الفلسطيني في غزة عبث عسكري لا يغني ولا يسمن من جوع.