fbpx

الصراع على منبج

0 27

من أجل أن نفهم مجريات اليوم علينا أن نقلب صفحات الماضي لنجد البذور والجذور فيها.

قبل انسحاب النظام من الشمال، ومنبج بشكل خاص في 19/7/2012، كانت أغلب الفصائل تتلقى دعماً من لواء التوحيد المدعوم مادياً ومخابراتياً من تركيا وقطر، وهي أقرب إلى الإخوانية، إضافة إلى كتائب ذات صبغة إسلامية مدعومة من السعودية والكويت، وذات صبغة سلفية.

جاءت داعش بتوافق دولي فهزمت الجميع، وشكلت دولة لها من مدينة الباب غرباً في سوريا إلى تخوم بغداد محطمة لحدود سايكس بيكو المعترف عليها دولياً؛ مما جعلها محل استهداف من القوى الغربية لشناعة سلوكها وإرهابها.

وعاشت هذه الفصائل بين جرابلس وإعزاز تعاني ما تعانيه من فقر وعوز وإهمال؛ مما اضطر كثيراً من منتسبيها الشرفاء لتركها والبحث عن مورد رزق لهم، والذي بقي اضطر إلى القيام بأعمال لا تليق بالثائر وربما كان هذا الأمر مقصوداً.

كانت علاقاتهم بتركيا غير ثابتة متحركة بحسب تحرك الملف السوري من السير في تكويعات استانا ومنعطفاتها المذلة إلى القبول بالمصالحة مع بشار قبل سقوطه في8/12.

كانت عملية ردع العدوان، وخاصة بعد أن تحطمت خطوط دفاع النظام وفرار بشار مثل الفأر صباح الثامن من ديسمبر، استدارة كاملة لهذه القوى التي كانت تسير وفق ساعة حليفها التركي الذي وجد الفرصة مؤاتية لطرد عناصر قسد من تل رفعت بالاتفاق مع الروس، ومن منبج بالاتفاق مع الأمريكان وهو ما حصل وحقن دماء الناس.

غير أن التنافس التركي الفرنسي على شرق الفرات أعاد اشتعال المعارك على جبهة سد تشرين الحيوي الذي يغذي كل هذه المنطقة بالكهرباء، وجسر قره قوزاق الرابط بين الضفة اليمنى والضفة اليسرى لنهر الفرات، فتركيا تريد أن تربط منطقة نبع السلام شمال الرقة بمنبج حتى تبعد قسد وحزب العمال عن حدودها الجنوبية ذات الأغلبية الكردية، وفرنسا مع بعض دول التحالف لها مصالح مشتركة مع قسد لا تريد لتركيا أن تتمدد خارج حدودها حسب معادلة التنافس بين دول الإقليم والدول الكبرى في تقاسم النفوذ على خريطة سوريا.

بقي أن نقول زبدة الكلام، وليفهمه جيداً أبناء منبج، علينا أن نبحث عن طرق أخرى للحصول على حقوق وأمن الجميع، فشعبنا أنهكته الحروب وهو يدرك أن دماء أبنائه مهدورة في البورصة الدولية، ولن يصيبه منها إلا علف للأدوات في حين ينظرون باغتباط إلى إدارة العمليات وهي تدير ملف قسد بما هي جغرافيا سوريا بهدوء وروية بحيث تطرد عناصر قنديل، وتعطى بعض الحقوق الثقافية للإخوة الأكراد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني