الشيخ خالد المجبل القيادي في تنظيم “الحركة الوطنية السورية” لـ نينار برس: نتطلع أن تكون سورية دولة مدنية ديمقراطية تحتضن كلّ مكوناتها ضمن نسيج مؤتلف
تحتاج سورية في مرحلة ما بعد نظام الاستبداد إلى جهود كل أبنائها من كلّ مكوناتها الاثنية والدينية والطائفية ضمن مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.
نينار برس تواصلت مع شخصية وطنية قيادية من تنظيم “الحركة الوطنية السورية” الشيخ خالد المجبل ووضعت أمامه أسئلتها التالية:
السؤال الأول:
تنظيمكم “الحركة الوطنية السورية” حدّد لنفسه أهدافاً يعمل على تحقيقها. ما هي أهم أهدافكم السياسية التي يتبناها برنامجكم السياسي؟
مشروعنا دولة حريات وعدل
يجيب الشيخ خالد المجبل القيادي في “الحركة الوطنية السورية” والمنحدر من منطقة “مسكنة” التابعة لمحافظة حلب والواقعة على ضفة نهر الفرات اليمنى، فيقول:
لا يخفى على أحدٍ إن سورية ولمدة 54 سنة وهي تعيش في ظلّ حكم ديكتاتوري امتاز بالنزعة الفردية للحاكم المطلق، واعتمد في حكمه على الركائز الأمنية، بحيث أصبحت البلاد توصف بالدولة الأمنية بامتياز، وتمّ من خلال ذلك مصادرة قرار الشعب، وصودرت الحريات وحتى الآراء.
ويضيف الشيخ المجبل: ونحن نتطلع كمشروع سياسي أن تكون سورية دولة حريات وعدل، ويكون قرارها هو قرار الشعب كدولة مدنية ديمقراطية، تحتضن جميع السوريين بكل مكوناتهم الدينية والقومية والطائفية والعشائرية، وبنسيج مؤتلف، والكلّ فيها متساوون في الحقوق والواجبات تحت سقف القانون، وهذا ما ننشده.
السؤال الثاني:
أنتم في “الحركة الوطنية السورية” دخلتم بتحالف مع قوى ومنظمات سورية أخرى تحت مسمى تحالف استقلال سورية.
ما المهام السياسية القريبة والمتوسطة لهذا التحالف؟ نريد شرح ذلك.
تحالفاتنا هدفها الحفاظ على سورية
يجيب الشيخ خالد المجبل على سؤالنا فيقول:
دخلنا تحالفاً مع قوى ومنظمات سورية أخرى تحت مسمى “تحالف استقلال سورية”، ووقعنا على ميثاق معهم، وهدفنا القريب هو السعي والعمل باتجاه التماسك المجتمعي السوري الذي يضم كل أبناء سورية، ثم العمل للخلاص من النظام القائم الآن وإزالته، إذ لا يمكن أن تنطلق لهدفٍ آخر دون زواله.
ويتابع الشيخ المجبل إجابته على سؤالنا فيقول:
أما الأهداف المتوسطة هو أن تنشأ مؤسسات مدنية ديمقراطية، وتتمتع بصلاحيات واسعة دستورية وقانونية عبر أقنية شرعية يختارها الشعب، وتكون ممثلاً شرعيّاً له من خلال دستور جديد ينظم العلاقة بين الشعب والسلطات الثلاث، ومن ثمّ الانطلاق نحو بناء سورية جديدة.
السؤال الثالث:
بسرعة انهارت قوات نظام أسد أمام قوات فصائل غرفة عمليات “ردع العدوان” وغرفة عمليات “فجر الحرية”.
ما سبب هذا الانهيار السريع لميليشيات نظام أسد وقسد؟ هل الأمر يتعلق بنوعية التسليح وعزيمة التحرير والمباغتة؟
قوى الثورة صاحبة حق
يجيب الشيخ خالد القيادي في “الحركة الوطنية السورية” على سؤالنا الثالث فيقول:
سبب الانهيار السريع لميليشيات نظام الأسد وقسد لا يتعلق بالسلاح، فميليشيات الأسد تمتلك من الأسلحة ما لا تملكه القوى الثورية، فهم يملكون سلاح الطيران وحتى الأسلحة المحرّمة دولياً. ولكن السبب الرئيسي في الانهيار هو إن القوى الثورية تمتلك العزيمة والتصميم والإرادة القوية والعقيدة الثابتة، إنها صاحبة الحق في انتزاع حريتها وكرامتها والحق يؤخذ ولا يعطى.
ويضيف الشيخ المجبل:
خلال 14 عاماً من المعاناة خلقت خبرة عسكرية لدى مقاتلينا بحيث جعلتهم أهلاً لاستلام عنصر المبادرة والمباغتة من خلال التخطيط والتدريب والمتابعة. والعقيدة الجيدة تمكّن اليد من استخدام السلاح، ولكن النظام والمرتزقة التي تسانده لا يمتلكون هذه العقيدة، لذا تجد أياديهم تتراخى في استعمال السلاح.
السؤال الرابع:
حلب المحررة يعني محافظة كبرى خرجت من سيطرة ميليشيات معادية للشعب السوري.
هل ستدار هذه المحافظة من سلطات الأمر الواقع أي من غرف العمليات؟ أم ستشكل قيادة مدنية؟ نريد توضيح ذلك.
قرار إدارة حلب بيد أبنائها
في إجابته على سؤالنا الرابع يقول القيادي في الحركة الوطنية السورية الشيخ خالد المجبل:
أما عن إدارة مدينة حلب فهذا القرار بيد إرادة أبنائها، وستكون إدارتها بيد أهلها، وذلك بإنشاء مؤسسات مدنية تقوم بواجبها المدني، بما ينسجم وطبيعة هذه المدينة العريقة بحضارتها ورقيّها، فهي بلا منازع العاصمة الاقتصادية لسورية على الدوام.
ويضيف الشيخ المجبل:
إن قوى الثورة التزمت باتفاق خفض التصعيد، وبشكل دقيق على حساب المتفق عليه، ويكون هناك تقدّم في الحل السياسي وفق القرارات الأممية. إلا إن الجانب الآخر “نظام أسد وحلفاؤه” لم يلتزموا بهذه الاتفاقات مما أدّى إلى الوضع القائم اليوم، ونتيجة لخرق الاتفاقات من جانبهم بشكلٍ مستمر.