الرجوع إلى الفرات
حين نرجع إلى الفرات سنجد عذراً
حين نرجع إلى الفرات سنقول له:
“ذهبنا لنأتيك بقوارب النجاة كي تنزح إلى أرض غريبة قبل أن يتغير لونك”
لن يصدق
سنقول له:
“ذهبنا نبحث لك عن نهر أنثى
لتبقى سلالة الفرات خالدةً”
لن يصدق
سنقول له:
“جلبنا الخيام لتلجأ إليها
والفنانين ليتسوّلوا لك
والكاميرات لتشهرك
والصحفيين لتحكي لهم عن أولادك المفقودين”
لن يصدق
سنقول له:
“ذهبنا نعرض صورك في البلاد وأنت تخاصر شجرة (غَرَبٍ) خريفيّة،
وقلنا لهم: هكذا كان، شاباً قوياً وجريئاً وجميلاً،
وجمعنا المال لك”
لن يصدق
سنقول له:
“جلبنا المهندسين لنرفع جسورك المنهارة،
نحب أن نواجهك من الأعلى”
لن يصدق
سنقول له:
“ذهبنا نبحث عن شعراء ينتشلون الجثث من طريقك فلم نجد”.
لن يصدق
إلخ…
هو لن يصدق..
نحن، الجبناءَ، رآنا النهر نهرب مرعوبين في الصحراء،
ونموت من الخوف والعطش،
رآنا نتركه يتحول من نهرٍ إلى جبلٍ ثابت،
لن يصدق أبداً.
***
حين نعود إلى الفرات سيقلّم أشجاره
وينظّف شواطئه
ويرتّب موائده لاستقبالنا،
وسوف نصدق