fbpx

الحوثيون ينفذون مخططاً إسرائيلياً يستهدف تدويل مضيق باب المندب

0 74

يمثل مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن، أحد أَهم الممرات المائية على مستوى العالم؛ نظراً لحجم النشاط التجاري المرتبط به، ولكونه المعبر الأساسي لناقلات النفط التي تأتي من دول الخليج وتتجه إلى أوروبا وبقية دول العالم، وقد أدت الأهمية الكبيرة لهذا الممر إلى دخوله في دائرة مطامع الدول الكبرى التي تسير بمخططاتها باتجاه السيطرة عليه واخراجه من السيادة اليمنية.

ومنذ إغلاق مضيق باب المندب من قبل البحرية المصرية خلال حرب أكتوبر 1973 وما مثلته عملية الإغلاق من حصار على إسرائيل، تحولت عملية السيطرة على المضيق إلى هدف ومطلب تسعى العديد من الدول وفي مقدمتها إسرائيل لبلوغه، سواءً من خلال التلويح باستخدام القوة العسكرية والاحتلال المباشر والوصاية التي ظلت تطرحها وتتمسك بها بريطانيا منذ رحيلها عن جنوب اليمن، أو من خلال اقتراح مشاريع التدويل والحماية، التي تقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا ومن ورائهما إسرائيل، والتي مثلت الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في العام 1990 نهاية لمثل تلك المشاريع التي تشير الأحداث والتناقضات السياسية التي شهدتها اليمن منذ العام 2011 إلى عودتها من جديد

اليوم وفي الوقت الذي يصنف البعض ما تقوم به ميليشيا الحوثي من استهداف للملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر على انه عمل عبثي عشوائي وغير مدروس، ويرى البعض الآخر أنه عمل بطولي وانتصار لفلسطين، تؤكد الكثير من المعطيات أن ما تقوم به الميليشيا يتم في إطار مخطط مدروس تديره قوى دولية يستهدف تدويل مضيق باب المندب، ويستند على وجود مهددات أمنية تمس سلامة الملاحة في المضيق، وهو المبرر الذي اتجهت مليشيا الحوثي لإيجاده قبل عدة سنوات من خلال إطلاق صواريخ باتجاه سفن أمريكية أثناء عبورها جنوب البحر الأحمر، الأمر الذي جعل البحرية الأمريكية تسارع بالرد العسكري معلنة قصف ثلاثة مواقع للرادارات البحرية اليمنية، بهدف منح الحادثة زخماً إعلامياً على الساحة الدولية.

ووفقاً لمراقبين فإن الأهداف الحقيقية من وراء العمليات التي تنفذها مليشيا الحوثي اليوم ضد السفن التجارية واحتجازها والاستيلاء عليها في مجرى الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أبعد من مناصرة فلسطين وتهديد إسرائيل ومحاصرتها، بقدر ما يستهدف اليمن ويضعف موقفها القانوني ويخدم إسرائيل ويحقق ما فشلت في الوصول إليه منذ هزيمتها في حرب أكتوبر وترى أن مضيق باب المندب الذي منحت عملية اغلاقه الأفضلية للبحرية المصرية في البحر الأحمر سيظل يشكل تهديداً لأمنها إن لم تتم السيطرة عليه

وأكد المراقبون أنه وبالرغم من تعثر كل المشاريع التي تم ويتم تقديمها لتدويل باب المندب نتيجة لتقاطع مصالح القوى الدولية، إلا أن مشروع التدويل يظهر على السطح بين الحين والآخر، من خلال الادعاء بوجود تهديدات أمنية تمس سلامة الملاحة في المضيق، وسواءٌ أكانت هذه التهديدات حقيقية مثل ظاهرة القرصنة التي انتشرت في العقدين الأخيرين وتسببت في استجلاب أساطيل العالم إلى منطقة البحر الأحمر وخليج عدن أو من خلال افتعال تهديدات يتم تنفيذها وفقاً لمخطط يستهدف تدويل المضيق وانتزاعه واخراجه من السيادة اليمنية، والتي إذا ما تمت فلن تجد جماعة الحوثي صعوبة تبرير انتزاع سيادة اليمن وتدويل المضيق بأنه جاء انتقاما لما حققته من انتصارات على إسرائيل ووقوفها مع غزة ومساندتها للشعب الفلسطيني.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني