fbpx

الحرب الروسية الأوكرانية.. هل وقع القيصر في الفخ؟

0 320

هذه الحرب الطاحنة والمقاومة الأوكرانية الشديدة التي تتمترس في الشوارع والأزقة وعلى محاور المدن الأوكرانية كافة، فاجأت القوات الروسية وعلى كل المستويات، جثث آلاف الجنود الروس تملأ الشوارع، ومن الواضح تماماً أن القوات المدافعة استوعبت الصدمة الأولى من الهجمات الصاروخية الكثيفة وبدأت تتعامل مع الهجوم الروسي بكل شجاعة وتخطيط أعدت له لأسابيع طويلة، والفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل تظهر الدبابات والعتاد الروسي المدمر على الطرقات ومداخل المدن في أوكرانيا.

بوتين أرادها حرباً خاطفة، أي إسقاط الحكومة خلال يوم أو يومين ومن ثم تنصيب حكومة موالية.

اليوم الرابع يمر دون تحقيق الهدف الذي يبدو أنه صعب المنال اليوم، ربما يتحقق في الأيام القادمة، لكن من الواضح أن تكاليفه أصبحت باهظة وقاسية جداً وغير متوقعة.

وكلما اقتربت القوات الروسية من المدن الأوكرانية أصبح هناك تحييد لسلاح الطيران والمدفعية لتتحول المعركة إلى حرب شوارع مفتوحة، التي ترجح الكفة للمدافعين المتمترسين من الجنود أو المتطوعين الأوكرانيين (حرب عصابات) في أماكن تم إعدادها جيداً، والذين قرؤوا السيناريوهات المزمع اتباعها من قبل الروس والطرق التي ستمر منها القوات المهاجمة.

الرئيس الأوكراني رفض العرض الأميركي بالخروج وقال: أنا لست بحاجة إلى رحلة، بل بحاجة إلى الذخيرة.

150 كتيبة أوكرانية تقاتل في حرب مدن ضارية، تقودهم فيها عقيدة الدفاع عن البلاد وإخلاصهم لمبادئهم في الحرية والانعتاق من الاستبداد والبسطار العسكري الذي يقوده مجرم الحرب المافيوي السفاح بوتين.

كما أن مغازلة الروس للعسكر في أوكرانيا وتشجيعهم على الانقلاب على الحكومة باءت بالفشل.

السيناريو اليوم بات يشكل عبئاً ثقيلاً على الروس، ونتوقع أن تلجأ الطائرات الروسية والصواريخ لارتكاب مجازر مروعة كلما طال أمد القتال دون تحقيق الأهداف المرجوة.

السؤال الملح اليوم، هل سقط بوتين في الفخ؟

الجواب يتعلق بأمرين:

1- الرهان على تطور الحراك المدني في المدن الروسية ضد الحرب، حيث وصل عدد المدن التي تظاهرت أكثر من 54 مدينة منها موسكو وبطرسبورغ، وهذا مؤشر جيد لتحول هذه المظاهرات لأشكال من العصيان المدني الذي يغير من قواعد اللعبة والوقوف بوجه الطاغية الذي يقود البلاد من حرب إلى حرب ويزرع الخراب في كل مكان، كما أن انسحاب مئات الجنود من الالتحاق بالجيش الروسي دفع بالقيادة للطلب من أوزبكستان إرسال جنود لكنها امتنعت.

2- الأمر الآخر هو صمود الجيش الأوكراني والمقاومة الشعبية بوجه الغزو الروسي.

التكلفة اليوم وصلت إلى آلاف القتلى من الجنود الروس، وكل ساعة تتقدم تعني مزيداً من القتلى أمام شراسة المجموعات الصغيرة واستماتتها بالدفاع عن المدن الأوكرانية.

العقوبات الاقتصادية جاءت قاسية وسريعة وصادمة للروس وحشرتهم في الزاوية، كما وحّدت الأوربيين ضد بوتين، وأظهرت هشاشة التحالف الصيني – الروسي وعدم الرغبة من طرف الصين بالتورط في حرب كارثية تقرع الأبواب.

الأيام القادمة ستكون صعبة وقاسية على الطرفين، إنها لعبة عض الأصابع، والشجاعة صبر ساعة، والساعات القادمة ستكون حاسمة بالتأكيد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني