الأهداف السياسية والاستراتيجية لفرقة أحرار الشرقية
هناك من يعتقد مخطئاً أن فصيل أحرار الشرقية تشكّل فقط للقيام بأعمال عسكرية تخص تحرير سورية من الاحتلالات الأجنبية، هذه الرؤية لا ترى البعد السياسي للعمليات العسكرية التي ينهض بها هذا الفصيل.
إن وجود مكتب سياسي لفرقة أحرار الشرقية الغاية منه تحديد الرؤية السياسية الاستراتيجية التي يمكن أن يخدمها الكفاح الثوري المسلّح، فليس هناك أي كفاحٍ حقيقي بدون أهداف سياسية يريد الوصول إليها، فالحرب كما يقال هي السياسة بوسائل أخرى، أي أن الحرب تصير وسيلة لتحقيق أهدافٍ سياسية لم يتم التوصل إليها بوسائل سلمية.
إن فرقة أحرار الشرقية ليست مجرد مقاتلين أفذاذ فحسب، بل هي رؤية وطنية لسورية الغد بعد زوال نظام الاستبداد والقهر المافيوي الأسدي. هذه الرؤية تنطوي على برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي، أي باختصار تنطوي على برنامج تنمية شاملة، على الأقل تنمية المنطقة الشرقية من سورية بمحافظاتها الثلاث.
إن فرقة أحرار الشرقية تعرف تماماً أن النظام المغتصب للسلطة في البلاد لم يول هذه المنطقة اهتمامات حقيقية على صعيد التنمية الشاملة، بالرغم من أنها أهم مناطق سورية على صعيد الثروات الاقتصادية الطبيعية.
المنطقة الشرقية من سورية هي خزّان البلاد على صعيد الثروات النفطية والغازية، وهي أيضاً يغذّي مناطقها نهران يعبران سورية هما نهرا الفرات ودجلة، كما أنها تمتلك ثروة حيوانية كبيرة يمكن تأمين علفها من الأراضي الخصبة الواقعة بين هذين النهرين.
النظام الأسدي وطوال فترة اغتصابه للسلطة كان يمنع التطور العام في هذه المناطق، حيث الخدمات أسوأ ما يمكن، فالعائدات من الثروة النفطية في المنطقة تذهب إلى حسابات سرّية تعود لرأس النظام منذ حكم الديكتاتور الأب. ولهذا لم يتم توظيف قسم من هذه الثروة لبناء نهضة صناعية تتوافق مع ثروات المنطقة زراعياً وحيوانياً.
لهذا هناك استراتيجية تنموية شاملة وضعتها فرقة أحرار الشرقية، هذه الاستراتيجية ساهم بوضعها اختصاصيون بالتنمية في فروعها المختلفة. تهدف اساساً إلى تنمية أهم مناطق سورية فائدة بالمعنى الاقتصادية.
إن من شأن التنمية الشاملة في سورية وفي منطقتها الشرقية تحديداً، أنها ستسرّع من إنجاز تطور البنى التحتية بكل مناحيها بما يخدم هدف التنمية، فلا تنمية شاملة بدون برنامج ملموس يأخذ بالحسبان ثروات المنطقة المتوفرة طبيعياً، كذلك لا تنمية حقيقية بدون شفافية إدارية ناجحة تقود عملية التنمية، فالفساد العدو الأكبر لأي تنمية أو تطور في البلاد، وخير شاهد مستمر في الواقع هو ما فعله نظام أسد المافيوي، الذي قتل روح الاقتصاد في منطقة لم تعرف الجوع والفقر منذ أن أقام الإنسان الأول فيها.
إن فرقة أحرار الشرقية ترى أن الكفاح الثوري ليس بالسلاح فحسب، بل هو كفاح جوهره سياسي اقتصادي اجتماعي، وغايته تطور الشعب ونظامه السياسي، حيث لا تطور عميق وآمن بدون نظام يقوم على تداول السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، وهو ما يسعى إليه هذا الفصيل عبر إيجاد بنية سياسية حاملة لهذا المشروع الوطني الكبير.
لذلك بقيت فرقة أحرار الشرقية على تواصل مع حاضنتها السياسية والشعبية في المنطقة الشرقية، وهي تتابع عبر أنصارها في هذه المناطق كل التطورات الحاصلة هناك، بما فيها رصد التغييرات التي يريد تنظيما PKK/PYD إحداثها في بنى المنطقة الشرقية خدمة لهدفيهما بإقامة نظام ذاتي الحكم يخدم مشروع دولة كردية على حساب أراضي دول المنطقة (سورية والعراق وتركيا وإيران).
إن تقوية الإطار السياسي الحامل لبرنامج التنمية الشاملة لأحرار الشرقية من شأنه أن ينشر هذا البرنامج ليكون دليل عمل للشعب السوري عموماً والشعب في المنطقة الشرقية من سورية.