fbpx

إسرائيل.. والنووي الإيراني

0 452

تماماً كما فعلت إسرائيل بالمفاعل النووي العراقي من قبل، ستقوم بضرب المفاعل النووي الإيراني، ولا أظن أن ثمة متغيرات كبيرة ستحدث على الأرض، لأن إيران قد لا تعلن أصلاً عن الضربة في حال حدوثها، لأنها سوف تخاف على هيبتها أمام الداخل الإيراني، كذلك أمام المليشيا الملحقة بها والتي ترتبط (بأوهام النووي) الذي سيغير المعادلة الكونية، يضاف إلى ذلك، فإن أكثر ما تخشاه إيران في حال إعلانها عن تلقي ضربة كبيرة هو أن يذهب ملف التفاوض الإيراني حول النووي أدراج الرياح،  وبالتالي في أفضل الأحوال مصداقية لدى الساسة الإيرانيين أنهم إذا قرروا الاعتراف بالضربة، فسوف يقولون أنها أصابت كومة من الرمال ولم تطأ مراكزهم الحساسة.

الضربة:

لدى إسرائيل مبررات الضربة أمام دول العالم وهو أن إيران أعلنت مراراً عن فكرة إزالة إسرائيل من الوجود، وبالتالي إن مبرر إسرائيل هو أنها قامت بضربة استباقية بقصد الردع، أو منع قيام خطر محقق يمس مسألة وجودها، تماماً كما فعلت إبان تدمير النووي العراقي، وقد يتفهم قادة كثر في العالم الهواجس الإسرائيلية، بينما في حال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة مباشرة لإيران، فسوف يترتب على ذلك العديد من الأعباء السياسية، وهذا ما لم تباشر إيران بنفسها أو مليشياتها بتوجيه ضربة للأمريكان، لذلك هناك حالة قلق شديدة لدى الإيرانيين، ومخاوف حقيقية من ارتكاب مليشياتها أية حماقة قد تدفع الأمريكان لردع علني واضح ومبرر.

هنا يمكن القول، إن إيران، وهي التي تعيش حالة الضعف الواضح في منظوماتها الدفاعية فيما يتعلق بالدفاع الجوي، باتت تتمنى أن تكون المواجهة مع إسرائيل في أي فرصة قادمة على أن تكون مواجهة مع أمريكا، وذلك لأنها قادرة على إطلاق بعض الصواريخ الكرتونية على إسرائيل بما تسميه في حينه بالرد المزلزل والذي سيكون في حينه محاولة لحفظ ماء الوجه، غير أن المعادلة العلنية في حالة المواجهة مع أمريكا لا مجال فيها لإقناع جمهورها بأنها نجحت في الرد، وبالتالي لو كانت إيران على علم بضربة قادمة للنووي فهي تتمنى أن تكون إسرائيلية لا أمريكية.

التفاوض:

التفاوض الحقيقي بعد الضربة المحتملة للنووي الإيراني هو باتجاه الصواريخ الباليستية، القادرة على حمل هذه القنبلة فيما لو تمت، ناهيك عن تناول ملف الصواريخ بالكامل، لأن الأضرار التي تقع على أمريكا، هو ما يتعلق بما يضر باقتصادها، وهذا يتم من خلال صواريخ الحوثيين، التي باتت عملياً تعيق المنشآت النفطية، وبالتالي هو تفاوض شاق على إيران، إذ سيعمل على إعادة برنامج النفط مقابل الغذاء المعروف، والذي سيحمل تعديلاً جديداً بحيث يضاف إليه  بند الصواريخ على القائمة مقابل الغذاء، وهو ما سيجعل إيران في مأزق أمام جيوش المليشيا التابعة لها، المنتشرة من العراق إلى اليمن وسوريا ولبنان، والتي من الطبيعي أن تعيش حالة من فقدان الثقة بالدائرة الأم في طهران، حينما تلزمها طهران بإغلاق هذه البوابة.

فكرة التفاوض مع إيران سيكون الهدف منها إيصال إيران إلى حالة من اليأس، ونقل هذه الحالة إلى عموم أدواتها في المنطقة، وهو ما سيعزز حصر فكرة التمدد الإيراني الذي تجاوز المعقول، ما يعني أن التفاوض تحت وطأة العقوبات هو بمثابة هو معركة قاسية وعملية جلد للفكرة الإيرانية القائمة على تصدير الفوضى، وهو بمثابة إعادة إيران للتفكير بمنطق الدولة، لأن ما تحتاجه إيران (كــ دولة) لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود إيران خارج سياق السياسة المعروف.

فالتفاوض مع إيران هو طويل جداً، وإذا بدأ بحكاية الصواريخ، فلن ينتهي أمام الحرس الثوري، وجيش القدس، وأوهام انتزاع الزعامة من أمريكا لإدارة الشرق الأوسط من خلال الأوهام الإمبراطورية.

اقتربت نهاية النووي الإيراني، لكن الإشكالية التي ستستمر هي المليشيا.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني