fbpx

أفاميا.. ابنة التترابولس السوري العظيم

0 298

تاريخ سوريا العريق، ترك لنا شواهد هامة، قلاعاً، وهي كثيرة وموزعة على أغلب الجغرافية السورية، ومدناً، كتدمر وأفاميا وغيرهما كثير.

أفاميا التي بنيت على هضبة على يد الملك سلوقس نيكاتور، أخذت اسمها من اسم زوجته أباميا، حيث تمّ استبدال حرف الباء بحرف الفاء.

وتصنف أفاميا كمدينة أثرية سورية، وتقع شمال غرب مدينة حماة على مسافة تبلغ قرابة 60 كم. هذه المدينة ترقى للعصور التاريخية العديدة ومنها العصر الهلنستي، والعصر الروماني، والعصر البيزنطي، والعصر الإسلامي.

أفاميا، مدينة قديمة جداً، لعبت دور مركز حضاري في عهد مملكة أور حلينا التي أسسها الحثّيون في القرن التاسع قبل الميلاد، وأصبحت العاصمة العسكرية للدولة السلوقية، وكان فيها قوات عسكرية، تتكون من (500) فيل، (300) حصان، و(30000) فارس، وقد تمّ تشييدها على هضبة عند سفح الأكروبول القديم.

شهدت أفاميا مجدها الحقيقي في العصرين الهلنستي والروماني، وحين وطأت قدما الاسكندر هذه البقعة، كان يطلق عليها اسم (فارناكة)، فسماها (بيلا) على اسم والدته، هذا الاسم صار أفاميا فيما بعد.

أفاميا التي احتفظت بهذا الاسم لفترة طويلة، حازت على اسم جديد لها في العهد الاسلامي، حيث أطلق عليها الفاتحون المسلمون اسم (قلعة المضيق).

اشتهرت أفاميا بتربية الخيول والفيلة في عصورها القديمة، ولكنها كانت عرضةً للغزو لزلزال هدم قلعتها.

مرّ قرب أسوارها الملكة المصرية كليوباترا، والقيصر الروماني كارا كلا، لكن المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح دخلوها عام 17 هجري، وبعد زمن من خضوعها للاحتلال الصليبي، انتزعها نور الدين الزنكي عام 504 هجري، وقام بترميم القلعة وتحصينها، لكنها فقدت أهميتها في العهد العثماني.

لكن السلطان سليمان القانوني، أحدث فيها أبنية جديدة، فبنى مدرسة ومسجداً وخاناً، وصارت هذه الأبنية فيما بعد متحف أفاميا.

تمتاز قلعة أفاميا بسور مرتفع، له أبراج مربعة الشكل، يحيط بالسور خندق يتمّ ملؤه من نهر العاصي في حالة الخطر، أو الهجوم على القلعة.

تمتلك القلعة تسعة عشر برجاً، تتميز بضخامتها وبنائها من الحجر الكلسي، وفي القلعة مسرح روماني يتسع لعشرة آلاف مشاهد.

تصنف أفاميا كمعلمٍ سياحي يقصدها السياح في مختلف أصقاع الأرض، وتحتفظ متاحفها بلوحات فسيفسائية مثل لوحة سقراط وهو فيلسوف يوناني شهير، ولوحة حوريات البحر.

تعرضت أفاميا للأذى والتخريب في الصراع السوري الحالي، نتيجة القصف والهدم العشوائي، كذلك تمت بحقها عمليات سرقة ونهب وتنقيب غير شرعي عن الآثار.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني