fbpx

أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض “2”

0 318

في ظل الكوارث والحروب تتعرض الشعوب لأبشع أنواع الظروف الصادمة والضاغطة، التي تُلقي آثارها على معظم نواحي الحياة، والأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً بما يحدث، ويُرجع علماء التربية وعلماء النفس ذلك لعدم اكتمال نضج الأطفال نفسياً واجتماعياً، وبذلك إذا كانت ظروف الكوارث فوق طاقة الكبار فهي بشكل مضاعف فوق طاقة الصغار.

فتشكل ظروف الكوارث والأحداث الصادمة اهتزازاً للثقة بالنفس وبالآخرين، فشعور الطفل بالخطر الذي يهدد حياته، وشعوره غير المباشر أو مباشر بخطر فقدان من يرتبط بهم بالرعاية والمحبة والخوف والقلق المتزايد الذي يؤثر في سلوكه ومزاجه إذ تتكون لديه العديد من ردود الفعل الحادة على الصعيد النفسي والاجتماعي والفسيولوجي، مثيرة بذلك أزمة وصدمة نفسية للطفل، فيصبح ضحية الخوف الشديد والكوابيس والكآبة وغيرها من الاضطرابات الانفعالية، لذلك الطفل في أمس الحاجة لتقديم المساندة النفسية ليس من الأهل فقط أو من الاختصاصين النفسيين إنما أيضاً من المتطوعين وفرق الطوارئ ومتابعة مستمرة لحالته وتقديم كل ما يلزم لإنقاذه مما أصابه.

ويمكن أن نميّز ردود الفعل إزاء الانفجارات ونصنفها إلى:

1- ردود الفعل الأولية: التخدير الحسي عند سماع الانفجار ثم الانتقال إلى مرحلة عدم استيعاب الحدث يتبعها مرحلة الهستيريا من الصراخ والبكاء.

2- ردود الفعل تلي الصدمة مباشرة (قريبة الأمد): تتجلى بحالة من القلق والاضطرابات وصعوبات في التفكير، وقد تزول بعد حين.

3- ردود الفعل متوسطة الأمد فيها يبدأ الإنسان بالشعور بعدم الاطمئنان وأحياناً الإحساس بالذنب لعدم قدرته على تقديم المساعدة وقد تنتابه حالة من الغضب الناتج عن العجز وهذا يؤدي إلى انتكاسات نفسية وجسدية.

4- ردود الفعل الطويلة الأمد: تعتمد على قدرة الإنسان على التكيف مع الأحداث، وهو الأثر المرضي للصدمة لمدة طويلة وإذا لم تُعالج تترك نتائج سيئة صحياً جسدياً ونفسياً، (كالاكتئاب)

الصدمة

نستخدم عادة كلمة ( صدمة ) للتعبير عن التأثر النفسي الشديد , وبشكل مبسط هي حالة من الضغط النفسي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل والعودة إلى حالة التوازن الدائم بعدها.

عرفها المختصون بأشكال مختلفة يعتمد كل منهم على التجربة الفردية الخاصة نحو الحدث الذي أدى إلى الصدمة ويعتبر أكثرها أثراً هو ذلك النوع من الصدمات التي تهدد الحياة بالخطر أو الإصابات الجسدية والمفاجآت الخارقة للعادة التي تجعل الإنسان في مواجهة الخوف من الموت، الإبادة، الإيذاء، الخيانة، الوقوع في فخ العجز والألم أو الخسارة. ويتضمن أيضاً لدى الأطفال حوادث التحرش، الإهمال، والقتال، والحرمان وعلى رأس كل هذا الحروب.

تقول الدكتورة ” نعمة البدراوي ” أخصائية الطب النفسي (( تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة… ومن معوقات الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال هو أنه يصعب عليهم التعبير عن الشعور أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).

ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب: سوء التغذية في المناطق الفقيرة  المرض  التشرد  اليتم والفواجع  المشاهد العنيفة  الإرغام على ارتكاب أعمال عنف  الاضطراب في التربية والتعليم.

وقد تصاحب هذه الصدمات حالات من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات…. وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن هذه الحالات بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد…. إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، تقيؤ، تبول لا إرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب.

وفي حال مشاهدة الطفل لحالات مروعة: كوفاة أشخاص مقربين منه أو رؤيته لجثث مشوهة أو شعوره بحالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة للطفل مثل الأب والأم على سبيل المثال يصاب عندها الطفل بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.

وغالباً ما تظهر المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية…. وتمتلئ مشاعر الطفل بالعنف والكراهية والشك أو اليأس والقلق المستمر.

 أما الآثار النفسية والاجتماعية على الطفل :تظهر هذه التأثيرات بعدة أشكال تتراوح في الحدة والتأثير تبعاً لعمره وخبراته السابقة وبيئته ومناخه الأسري.أهمها:

1)     القلق النفسي: هو حالة من التوتر المصحوب بالخوف وتوقع الخطر

من أهم أسباب القلق النفسي في حياة الطفل الحاجة للأمن والأمان كسبب رئيسي ينبثق منه أسباب أخرى تؤكد القلق ومؤشراته النفسية الموجعة لنفسية الطفل والمشوشة للصحة والاتزان النفسي – كالتهديد المستمر للطفل وبشكل كبير – تكرار تعرض الطفل لمواقف الخوف والخطر والقسوة والعنف.- وجود القلق عند الأبوين فينتقل منهما اليه – تعرض الطفل إلى صعوبات أو فشل متكرر دون أن يجد من يساعده.- أذا تعرض الطفل إلى أحداث غامضة ووصل إلى حقائق مشوهة وما أكثرها في ظروف الحرب وإعلامه المظلل.

ومن أهم أعراضه : زيادة الحركة المستمرة عند الأطفال. النهم الشديد للأكل أو الابتعاد عن الأكل. عدم القدرة على التركيز. سرعة استثارة الأعصاب والغضب. حساسية شديدة مع سرعة في البكاء. صعوبة في النوم أو الاستغراق فيه. الأحلام والكوابيس.

وتتجلى آثاره السلوكية بما يلي :

أ- التمرد : كإصرار الطفل على أن ينفذ ما يريد ويخرج عن تعليمات الكبار وقوانينهم.( تمرد مع عناد)

ب- زيادة الحركة : كتنقل الطفل من مكان لمكان وعدم استقراره في مكان واحد.

ج- قضم الأظافر : وهذه الظاهرة نشاهدها بوضوح فنجد الطفل يضع أظفره بين أسنانه ويبدأ بقضمه.

د- العدوان : في ظل ظروف الأزمات والكوارث تزداد الاحباطات عند الطفل فيولد العنف الخارجي الواقع عليه عنف داخلي فيعكسه في سلوكيات عدوانية تجاه نفسه والأخريين والأشياء.

2) من الاثار النفسية ايضاً اضطرابات النوم :حيث يتصف هذا السلوك بالاستثارة ويحدث في الثلث الأول من الليل حيث يستيقظ الطفل وهو يصرخ ويبكي بكاء مصحوباً بمظاهر سلوكية قلقة وهلع شديد تصاحبها سرعة دقات القلب التشبث بالأم أو الأب وجحوظ العينين وارتجاف الأطراف وتصبب العرق.

3)     الاكتئاب :وهو من الاثار النفسية والاجتماعية الهامة والواضحة في حياة وسلوك الطفل فعند مشاهدة الأطفال لأحداث الدمار والتهديد والموت، وصراخ ذويهم وطلبهم للنجدة وتكرار ذلك سيؤدي في المدى البعيد لأثار على ذات الطفل قد لا تتضح وقت الصدمة إنما تتضح بعد المرور فيها، مثل الوحدة النفسية والانطواء والسلوك العدواني.

فكل ذلك ينشأ من تراكم الخبرات الصادمة وأثارها في ذات الطفل خاصة أن لم نسعفهم بالتدخل النفسي المبكر وقبل فوات الأوان، أعراضه: مزاج مكتئب طوال اليوم: حزين، تائه، يحب الوحدة، متردد، يشعر بالفراغ. فقدان واضح للاهتمام أو المتعة في معظم النشاطات طوال اليوم مهمل لنظافته الشخصية، نظراته غائرة يبتعد عن أي اجتماعيات، يفضل البقاء وحيداً وعدم اللعب مع رفاقه والمتعة معهم. فقدان ملموس للوزن نتيجة فقدان الشهية. أرق في النوم أو نوم زائد يومياً. حركة زائدة أو قلة حركة. فقدان الثقة بالأخريين. فقدان الطاقة : لا يستطيع ممارسة نشاطاته اليومية بشكل ملحوظ وبشكل سلبي ينعكس على الذات الشعور بعدم القيمة والذنب. فقدان القدرة على التركيز والتركيز. أفكار مستمرة بالموت والانتحار.

4)     اما العدوانية المميزة للطفل كآثار نفسية واجتماعية وهي مرتبطة بمشاهدة العنف فهي أي مشاهدة العنف أو ممارسة العنف على الأطفال تؤثر بشكل كبير عليهم وتزيد من شعورهم بالخوف والقلق، كما تزيد من إمكانية لجوئهم إلى العنف، وأن تعرضهم للصدمات ومشاهدات أحداث الكوارث تحدث لديهم الاحباط وتزيد من توترهم وهذا ينعكس على سلوكياتهم وتفكيرهم ومشاعرهم.

5) مص الأصبع وهي ظاهرة تصيب الطفل إذا تعرض لحالات صادمة فجأة, عادة ما يولد لديه أعراضاً كثيرة من الاضطرابات السلوكية غير المرغوب فيها وخصوصاً في حالة عدم اكتمال نموهم الجسمي والمعرفي والعاطفي فتراه يضع الأصبع في فمه بحركة مستمرة وقد تكون مؤقتة، وهذه التصرفات ناتجة عن اضطراب نفسي ولها عوامل.

6) ضعف التحصيل الدراسي :

يتسم الأطفال في ظروف الكوارث والأزمات بالانشغال بأحداث الكارثة رغماً عن إرادتهم وبشكل غير مدرك فينعكس على تحصيلهم الدراسي، فمن أهم الانعكاسات المعرفية للطفل في ظروف الأزمات هو ضعف التحصيل الدراسي.

7) التشتيت وعدم التركيز وقلة الانتباه:

وهذه الحالة طارئة لأنها تحدث نتيجة فقدان عنصر الأمان من خلال خطورة وصعوبة الأحداث التي يمر بها الطفل من حيث مشاهداته لمناظر مثيرة وصادمة بشكل مباشر أو غير مباشر.

أثاره: الذهول وسرحان مستمر.(شرود) عدم القدرة على الاستمرار والتركيز والتفكير بموضوع واحد. النسيان وعدم القدرة على استرجاع المعلومات.

 بالنظر لخطورة الآثار النفسية والاجتماعية السابقة وتأثيرها على الصحة الجسدية والسلوك هل يمكن التخفيف من تأثيراتها على حياة وصحة وسلوك الطفل ؟بل كيف نتدخل لنخفف من الاضطرابات النفسية على الأطفال في ظروف الحرب والكوارث:

نحاول مساعدة هؤلاء الأطفال، ونسهم في بناء مساندة نفسية قائمة على آليات التدخل والدعم النفسي. ولمساعدة الأطفال في ظل هذه الظروف..عرضهم على مختصين معالجين نفسيين، وتربويين وتقديم الدعم النفسي ثم تطبيق ما يلي في حياتنا اليومية معهم. توفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية من خلال تأمينهم بمكان أمن بعيداً قدر الإمكان عن مكان الخطر وتهدئتهم وطمأنتهم. تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلق البدائل لها أن لم يتمكن من ممارستها. مساعدتهم في فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم اتجاه المواقف والخبرات الصادمة. التحدث مع الطفل عن الأوضاع التي تخيفه. توجيه انتباه الطفل الخائف إلى الأطفال الأخريين اللذين يتعاملون مع أحداث الصدمة بدون خوف من خلال سرد قصص عن الأطفال في أوضاع متشابهة وكيف تم التغلب على خوفهم. إشراك الطفل في أنشطة بدنية وألعاب وأغاني وتأليف قصص وورشات الرسم من أجل توفير مجال للتخفيف من حدة التوتر والضغط النفسي لديهم. تكليف الطفل بأعمال ومهام صغيرة لتقوية إحساسه بالكفاءة والثقة بالنفس. تقديم الإرشاد النفسي للطفل والأسرة حول مفهوم الصدمة وأعراضها وكيفية التعامل معها. تقديم العلاج النفسي للطفل المعرض للصدمة. الطفل بحاجة للشعور بحب وحنان من حوله وخاصة المقربين منه وأي محاولة لعلاج المشكلة بشكل ظاهري دون الجوهر ستكون مصيرها الفشل وتزداد حالة الطفل سوء. العلاج الفعال للخروج بالطفل من هذه الحالة هو إعطائه الحب بأمانة وسخاء وأشعاره بأنه موضع التقدير والقبول وإتاحة الفرصة له لكي يكون آمناً وسعيداً وتشجيعه للعب وممارسة هواياته المفضلة.

دور الأهل في المساندة النفسية للطفل :

1. ملاحظة سلوك الطفل الطارئ أي غير المعتاد :

يتم ذلك عبر متابعة الأهل لسلوك الطفل وهي أول خطوة مهمة في عملية الدعم النفسي، فإن طرأ على الطفل سلوك غريب لم يتعودوا عليه فيجب أخده بعين الاعتبار وتفهمه وعرض الأهل تلك الملاحظات على الاختصاصيين.

2. الحوار :

– على الأهل إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن مشاكله واحتياجاته وهذا يخفف من معاناة الأطفال، لذلك يجب عدم ترك الطفل يغوص في أحزانه وحيداً.

– تشجيع الطفل بالتحدث عن تجاربه فور حصولها وبعد حصولها وخاصة إذا لاحظت أنه ينطوي على نفسه من غير عادته.

– مع ملاحظة عدم إرغام الطفل على التحدث عما يزعجه إذا كان رافضاً الحديث، وفي تلك الأثناء علينا تشجيعه أن يعبر بالرسم أو وصف ما حدث من خلال دور يجب أن يقوم به عادة أثناء اللعب.

3. المرونة :

على الأهل أن يؤمنوا بأن الطفل قادر على خلق جو أفضل، أما بأنفسهم وأما بالتعاون مع الأخريين ويكفي الأطفال أن يبدي الكبار استعداداً لأن يقاوموا الظروف القائمة ويوفروا لهم ظروفاً أفضل.

4. الوضوح والتفهم :

أحياناً لا يكفي الاستماع إلى الطفل وطمأنته ومن الأهمية أن نعطيه الفرصة للإفصاح عن شعوره بالألم والحزن والغضب، أيضاً علينا أن لا ندعه يحس بالخجل إذا أو أظهر حزنه، فالحزن ليس دليلاً على الضعف.

5. التعامل مع نوبات الغضب :

كثير ما يخاف الأطفال إرشادات الكبار وكثيراً أيضاً ما يتصرفون بعدوانية زائدة، لانعدام الفرص للتعبير عن أنفسهم بأشكال أخرى، فالأطفال في أمس الحاجة إلى الفعاليات والنشاطات التي تشكل متنفساً لطاقاتهم وتشعرهم بأنهم قادرون على الحكم وقيادة أنفسهم وقادرون على السيطرة على محيطهم، وأحياناً يفضل أن نترك الطفل يعبر عن مشاعر الغضب دون أن ندعه يحس أنه يقترف ذنباً يستدعي الخجل أو الندم ويمكن بعدها التحدث معه حول سبب هذا الغضب.

6. التعامل مع انزواء الطفل :

علينا أن نحث الطفل المنطوي على المشاركة في نشاطات مختلفة وندربه كما ندرب الصغير على المشي، وعلينا ألا نفاجأ من وتيرة التحسن في حالة الطفل، كما لا ننسى أن الطفل له رغبته في التعاون معنا إلا أنه لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة لذلك ممكن أن نحكي للطفل تعبر عن امكانية استرجاع الثقة بالنفس (كحكايات الحيوانات الخجولة والتي تسترجع ثقتها بنفسها تدريجيا.ً) : وأن نوفر للطفل فرص النجاح في علاقته ولعبه مع الأطفال الأخرىين بحيث يبدي الجميع سرورهم وفرحتهم لنجاحه.

وممكن أن نطلب منه القيام بتمثيل دور شخصية خرافية تكون منطوية على نفسها، وخائفة في البداية ومن ثم تتحول إلى شخصية جريئة وشجاعة ومشاركة.

دور المؤسسات الأهلية والتطوعية :

للمؤسسات الأهلية والتطوعية دور فعال في توفير المساندة النفسية للطفل في الحرب والأزمات والكوارث، فإن التأثيرات النفسية والاجتماعية المترتبة على أحداث الكوارث الصادمة تؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل مما يستدعي تكاثف الجهود التطوعية وتبني الأطفال المتضررين بسبب الكوارث لمساعدتهم نفسياَ وتربوياَ وطبياً بوعي ومسؤولية من اجل جيل قوي عميق الثقة بقدرته ولا يجعل الهزيمة درباً في الحياة.

وهذا الأمر يستدعي المؤسسات للتحرك الفعال على كل الاتجاهات، لتشهد تحركاً فعالاً ومدروساً على ضوء خطط منهجية، لتنظيم برامج نفسية تربوية اجتماعية ترفيهية، تساعد الأطفال على استعادة توازنهم النفسي، وتخليصهم من الشحنات السلبية المكبوتة في أعماقهم، ومسح دمعة من المآقي البريئة، ومساعدتهم على التنفيس الانفعالي لما يدور في أنفسهم وعقولهم تجاه الأحداث الراهنة.

التعبير عن عائلاتهم واحتياجاتهم المختلفة وتوقعاتهم من المجتمع لمواجهة الصدمات وتحقيق التوازن النفسي المنشود، وهذا يتطلب تفعيل تقنيات العمل الإرشادي والمساندة النفسية بشكل فردي وجماعي وتقديم المساعدة بإخلاص ووفاء.

تعزيز دور الإرشاد النفسي والاجتماعي :

إرشادات عامة وهامة للتعامل مع الأطفال في ظل الحروب والكوارث والأزمات

– عليك إدراك انفعال الطفل وعدم استهجانه.

– كن قريباً من الطفل في ظل أحداث الكارثة وما بعدها ولا تتركه بمفرده.

– حاول إشغال الطفل عما يجري بالألعاب والقصص والحكايات.

– امنح الطفل الحب والحنان والاحترام دائما مهما كانت الضغوط.

– علم الطفل بعض الإرشادات التي قد يحتاجها في ظل حدوث أي أزمة من خلال الوسائل التربوية المناسبة كالقصة والحكاية والأنشودة لعب الدور.

– أمن المكان خاصة بالليل تغلب أحداث قطع الكهرباء لذا عليك أن تضيء للطفل نوراً خافتاً يساعده على رؤية من حوله، ويشعره بالأمان.

– لا تلقي تعليمات الخوف على الأطفال تلك التعليمات تزيد من قلقهم وخوفهم وبالتالي تنعكس على شخصياتهم بالسلب مثال “لا تلعب في مكان الحدث، لا تقترب من الحفر، لا تنظر من النافذة “

– حاول ضبط النفس من تصرفات الأطفال في ظروف الكوارث فكثرة الحركة وعدم الاستقرار من أكثر الأعراض التي تتضح عليهم نتيجة الخوف والقلق، فلا ترد على تلك الظاهرة بالغضب أو العنف، واستخدم أسلوب هادئ لمعالجة تلك الظاهرة لأنها رسالة من أعماق الطفل ترجمتها أنا قلق مما يدور حولي، والغضب والعنف سيزيدان تلك الظاهرة ولن يعالجاها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني