fbpx

أطفال سوريون في تركيا يفقدون فرصهم في التعليم

0 87

مع بداية الحرب في سوريا وصل عدد كبير من السوريين إلى تركيا، محاولين متابعة حياتهم بشكل طبيعي وآمن، وتعليم الأطفال أمر أساسي وحاجة ملحة لدى اللاجئين.

وهنا بدأت مرحلة جديدة من مراحل البحث عن واقع تعليمي يخدم مصالح أبنائهم، وخلال السنوات اللاحقة حدثت العديد من المتغيرات في ملف تعليم الطلاب السوريين في تركيا.

فقدان القيود سبب لتسرب الطلاب السوريين من المدارس

“نينار برس” التقت السيدة بسمة الحسين والدة نور وأسيل طالبتان في المدارس التركية تقول: “توقفت بطاقتا الحماية المؤقتة لـ نور وأسيل منذ أكثر من أربع شهور، قمت بمراجعة إدارة الهجرة من أجل إعادة تفعيلها، وكان الجواب بالرفض بحجة أن البوليس قدم إلى منزلهم ولم يجد الطفلتين في البيت”.

وتؤكد السيدة بسمة أن البوليس حضر إلى بيتهم وتم التأكد من وجودهم في العنوان نفسه وتم تثبيت قيدهم، لتتفاجأ فيما بعد أن البطاقتين متوقفتين، فمن غير المعقول وجود الأم في البيت دون الأبناء إلا عندما يكونون في المدرسة.

وتضيف السيدة بسمة: “حاولت بشتى الوسائل إعادة تفعيل بطاقات الحماية الخاصة بابنتي ولكن موظف الهجرة أصر على موقفه، وبالتالي رفض مدير المدرسة بقاء نور وأسيل في المدرسة إلا بعد إصلاح المشكلة المتعلقة بتوقف القيد”.

العنصرية والتنمر يمنعان الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس التركية

السيدة ابتسام العبدلله، امتنعت عن إرسال ابنتها دعاء إلى المدرسة، تقول: تعرضت ابنتي للتنمر والعنصرية من قبل الطلاب الأتراك، لا أستطيع توصيلها للمدرسة فأنا معاقة وعندما عرف طلاب الصف أنها تأتي لوحدها قاموا بضربها وأغلقوا عليها باب الحمام”.

تتابع السيدة ابتسام: “تقدمنا بشكوى للمدير وللمعلمة ولم نجد أي استجابة، وتكررت حادثة ضربها، وفي كل مرة تذهب دعاء الى المدرسة يقوم الطلاب بضربها والاعتداء عليها، وفي المرة الأخيرة قاموا بتمزيق كتبها وسكب الماء على حقيبتها”.

فقد علاء الحديدي حقه في الذهاب الى المدرسة بسبب الزلزال وفق جدته فلك الحسن، معلمة سابقة في الرقة حيث قالت: “منا نسكن في منطقة جنكيز توبان ونتيجة الزلزال تضرر البناء بالكامل ووضع على قائمة الهدم، وأجبرنا على الانتقال إلى منطقة ياني شاهير لأننا لم نجد بيتاً في منطقة أقرب إلى حينا السابق”.

وأضافت: “حاولنا تسجيل حفيدي علاء 7 سنوات، لكن مدير المدرسة رفض ذلك، لأن قيدنا في منطقة جنكيز توبان، فاضطررنا لتسجيله في روضة خاصة، فقدنا قيودنا بسبب الزلزال، والمنطقة التي انتقلنا إليها محظورة وفقد علاء فرصته في التعليم هذا العام”.

الطلاب السوريون في تركيا

السيدة رمزية هنايا مديرة مركز تعليمي خاص في ولاية أورفا حدثتنا عن طلاب المركز من السوريين الذين فقدوا قيودهم قائلة:

“يدرس في المعهد حوالي 72 طالب وطالبة وأغلبهم ممن فقدوا قيودهم لأسباب متعددة منها تغيير العنوان، الزلزال الذي تسبب بالضرر لمنازل كثيرة ما اضطر أصحابها إلى تغيير منازلهم وبالتالي توقفت بطاقات الحماية المؤقتة الخاصة بهم، وفقدوا فرصتهم بمتابعة الدراسة في المدارس التركية”.

كما أكدت السيدة رمزية على أهمية وجود المراكز التعليمية الخاصة، التي تستقبل الأطفال الذين فقدوا قيودهم، فهي تساهم في حمايتهم من البقاء في الشارع التي ستكون نتيجتها إما تزويج القاصرات أو عمالة الأطفال.

إدارة الهجرة التركية توقف قيود عائلات سورية

تفاجأ السوريين مؤخراً بقرار إدارة الهجرة التركية، إيقاف قيود بعض العائلات السورية في تركيا التي تخضع للحماية المؤقتة وذلك في حالة كان لديهم أطفال تحت سن 18 وثبت عدم التحاقهم بمقاعد الدراسة.

ورقة تسجيل جديدة للطفل شرط إعادة تفعيل قيود العائلات السورية

ومن شروط إعادة تفعيل قيود العائلات السورية تحت بند الحماية المؤقتة، هو إحضار ورقة تسجيل جديدة للطفل من المدرسة التي يلتحق بها الأطفال المتسربين من الدوام التعليمي، ويعتبر هذا الإجراء خطوة هامة لضمان استمرار تعليم الأطفال السوريين في المجتمع التركي حسب ما صرحت به إدارة الهجرة.

وفي هذا السياق التقت نينار برس السيد طه الغازي رئيس الهيئة التربوية السابق يقول: “خلال الأشهر الماضية وردتنا حالات عديدة حول إيقاف بطاقات الحماية المؤقتة لعدد من الأسر السورية وبعد مراجعة هذه العائلات أو أفرادها لمديريات الهجرة كانت الذريعة بأن أطفال وأبناء هذه الأسر غير ملتزمين بالدوام المدرسي يعني متسربين، طبعاً طلب منهم فيما بعد إعادة تقييد أطفالهم في المدرسة والحصول على وثيقة دوام الطالب أو وثيقة مدرسية ومن ثم يتم تفعيل بطاقة الحماية المؤقتة مرة أخرى”.

ويضيف الغازي: “هناك أسباب عديدة لتسرب الطلاب من التعليم، في مقدمتها تنامي خطاب الكراهية والتمييز العنصري في بعض فئات المجتمع التركي والذي بات يلقي بظلاله على البيئة المدرسية والطلاب الأتراك تجاه أقرانهم من السوريين، هذا الأمر تزامن مع توثيق حالات عديدة تم الاعتداء فيها على طلاب سوريين داخل حرم المدرسة، يضاف إلى ذلك الوضع المعيشي الصعب الذي يدفع بعض الأسر السورية إلى تشغيل أبنائها للمساعدة في المعيشة”.

وأكمل: “أرى أن قرار رئاسة الهجرة بإيقاف قيود بعض بطاقات الحماية المؤقتة للسوريين أداة ضغط على السوريين لدفعهم للعودة إلى مناطق الشمال السوري أو الهجرة الى أوروبا”.

ويتابع: “بالنسبة لمناطق الزلزال وردتنا أيضاً حالات عن عائلات سورية متضررة من الزلزال لم تستطع الانتقال إلى ولاية أخرى، وهناك قسمان من العائلات السورية المتضررة من الزلزال باتت تعاني من صعوبات إدارية وقانونية مقترنة ببطاقة الحماية المؤقتة (الكملك)، القسم الأول هي العائلات التي بقيت في مناطق الزلزال ولم يكن باستطاعتها أن تنتقل الى ولاية أخرى”.

ومضى يقول: “فبعد أن تهدمت منازلها لجأت إلى مخيمات إيواء خاصة بمناطق الزلزال لكن ما تم توثيقه بأن العديد من العائلات السورية توقفت قيودها بسبب بقائها في المخيمات، ومنذ تاريخ الزلزال إلى يومنا هذا لم تمنح البلديات ورئاسة الهجرة تحديداً ومديريات الهجرة هذه العائلات قيد سكن”.

وبالنسبة لإذن السفر يقول طه الغازي: “يمنح إذن السفر للعائلات المتضررة من الزلزال لكن هناك عدد من الموظفين لا يعترفون بهذه الوثائق ويبقى قرار الموظف كيفياً مزاجياً في طريقة تعاطيه وتعامله مع المتضررين من الزلزال أو المقيمين في ولايات أخرى”.

ويخشى الغازي أن تكون الفئة المجتمعية من اللاجئين السوريين المتضررين هي المستهدفة من مشروع إعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، الذي أعلنت عنه الحكومة التركية سابقاً، حتى اللاجئين السوريين المقيمين في إسطنبول في أنقرة وأزمير ومرسين، ممن قدموا من مناطق الزلزال باتوا يعانون من صعوبات إدارية في تسجيل أبنائهم في المدارس، هناك قرارات تلزم إدارات المدارس بالتسجيل لكن لكل مدير مدرسة قرار كيفي للأسف الشديد يطبق وينفذ قبل كل شيء”.

ويؤكد الناشط الحقوقي أن على وزارة التربية ورئاسة الهجرة التركية أن تكونا جادتين أكثر في حماية حقوق الطفل السوري اللاجئ في التعليم، فعلى الطرفين رئاسة الهجرة ووزارة التربية أن تعملا على إزالة الأسباب التي تدفع بالطالب السوري للتسرب من المدرسة طبعاً.

نتائج قرارات وزارة التربية التركية على الطلاب السوريين

أعلن وزير التعليم التركي يوسف تكين، أن عدد الطلاب الأجانب الذين يتلقون التعليم في المدارس التركية يبلغ 998 ألفاً و567 طالباً أجنبياً، من بينهم أكثر من 163 ألفاً و73 طالباً سورياً، طالب سوري دخلوا صفوف الدراسة لأول مرة هذا العام.

في بيانات صادمة أصدرتها المديرية العامة لإدارة الهجرة في تركيا أن أكثر من ثلث الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، لا يذهبون للمدارس أو أي مؤسسة تعليمية؛ حيث يوجد 1.247.000 طفلاً سورياً في سن التعليم، ويوجد فقط 800.000 طالب يتلقون التعليم ضمن المدارس، أما البقية فإنهم لا يذهبون إلى أي مركز تعليمي.

قرارات التربية التركية بخصوص الطلاب والمعلمين السوريين كانت غير مستقرة وتتغير سنوياً وبشكل مفاجئ حسب ما يقول الطلاب وذويهم.

مشكلة الالتحاق بالتعليم تحتاج تسهيلات إدارية أكثر كي نتجنب حرمان أي طفل من حقه بالتعليم.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني