fbpx

أبو حاتم شقرا مسيرة كفاح بدأت مع انطلاقة الثورة ولا تزال

0 219

ليس كل ما ينشر على المواقع الإعلامية صحيح، فدائماً هناك متضررون وحاقدون لا يريدون لأحد أن ينجح في مهامه ويتألق، لأنهم ببساطة عجزوا عن تجشم الصعاب التي تقتضي في لحظة التضحية بالروح من أجل نصر الأمة.

وللأمانة التاريخية، عمدت قبل أن أكتب هذه النبذة إلى قراءة ما نشر بحق رجل ثائر، سلاحه الرئيسي إيمانه بكرامة شعبه وحرية هذا الشعب، فوجدت أن كل الاتهامات التي تمّ الترويج لها إعلامياً إنما هي اتهامات غايتها الإساءة لكفاح ثوري خاضه هذا الرجل.

اتهامات مصدرها شبكة مراسلين، من هم؟ ويخدمون من؟ وأين كانوا؟ وكيف استطاعوا الاطلاع على تفاصيل لا يمكن أن يطلع عليها سوى من فعلها؟، سيّما وأنها اتهامات الغاية منها تدمير قدرات الإصرار على الكفاح.

حاتم أبو شقرا التقيت به عام 2019 لإجراء حوار صحفي معه، وطرحت عليه أسئلتي المستفزة، وكانت ابتسامته الهادئة تسبق إجابته، نفى لي وجود سجون ومعتقلات يّزجّ بها أشخاص أبرياء، وقال بالحرف الواحد، نحن فصيل ثوري، وهناك انضباط مطلوب توفره لدى مقاتلي أحرار الشرقية، وبذلك لا أحد أعلى من الانضباط السلوكي والثوري.

وتتبعت قبل أن ألتقي بأبي حاتم شقرا مسيرته وما نشر عنه على الشبكة العنكبوتية عن طريق مواقع لم تعتمد الموضوعية بالمطلق حيال مسيرة كفاح هذا الثائر، وقرأت ما نشره عنه أعداؤه مثل إعلاميي ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، وتبيّن لي أنهم يعتمدون سياسة جعل (الحبة قبّة) وذلك لاستعداء موظفيهم الأمريكيين، باعتباره يقود فصيلاً ثورياً يدافع عن أرض منطقته الشرقية التي بسطت نفوذها عليها هذه المليشيات العابرة للوطنية، وهنا عملوا على تزوير وفبركة لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية هو بريء منها ولم يثبت لشكل قاطع أي علاقة له بها.

إن الأمريكيين الذين وقعوا في مصيدة فبركات وأكاذيب قسد لم يتبينوا الخيط الأبيض من الأسود وإنما اعتمدوا فبركات ميليشيات عدوة للشعب السوري هي قوات سوريا الديمقراطية لفرض عقوبات على ثائر لم يرتكب أي انتهاك بشأن حقوق الانسان، ولهذا المطلوب من الأمريكيين وهم دعاة الحرية أن يزيلوا اسم أبي حاتم ورفاقه من قائمة عقوباتهم.

ولمن لا يعرف، أبو حاتم شقرا ينحدر من أسرة الهايس التي تسكن قرية شقرا التي تبعد عن مركز مدينة دير الزور قرابة خمسة كيلومتر على الضفة اليسرى لنهر الفرات غرباً، والمنتمية إلى فخذٍ أصيلٍ من أفخاذ قبيلة البكارة الشهيرة، وهو فخذ “البومعيش”، هذه الأسرة طيبة المحتد، يعمل أبناؤها في الزراعة وينخرط شبابها في التحصيل العلمي الجامعي.

لقد تربّى أبو حاتم وسط هذه العائلة والعشيرة الكبيرتين، على احترام القيم الإنسانية ورفض الاعتداء على الغير تحت أي سببٍ كان، ولهذا فتنشئته في طفولته شكّلت أسسه الأخلاقية التي يحملها معه في الحرب والسلام، ولعل لا أبالغ إذا ما قلت إن علاقتي بعدد لا بأس به من أسرة الهايس تمتد إلى مطلع السبعينيات من القرن العشرين.

لهذا لا يرتجل أبو حاتم مواقفه، ولا يطلق أحكامه في الأمور إلا بعد دراستها واستشارة أصدقائه والعارفين من أقربائه ثم يتخذ القرار. مثل هذه الطريقة في إدارة الأمور وإدارة حركته العسكرية (أحرار الشرقية) تدل على وعي عميق وثقافة راسخة بمفهوم الإدارة العصرية.

كما أن ثقافة هذه الأسرة هي ثقافة القبائل العربية التي تقطن على ضفتي نهر الفرات منذ دخوله الأراضي السورية إلى خروجه منها نحو العراق. هذه الأسرة ضيفها كريم ولهذا ينحو أبو حاتم هذا المنحى في المبادرة لتقديم ما يقدر عليه من مدّ يد العون للمحتاجين ومن يقصده.

وجد أبو حاتم شقرا وهو الشاب المتحمس للخلاص من قهر نظام الأسد نفسه يلتحق مع فصيل أحرار الشام، والذي كان موجوداً على أرض المنطقة، وهذا الأمر طبيعي في ظل غياب فصيل ثوري يعبّر عن مطامح شعب المنطقة الشرقية من سوريا، ولكن تطورات الصراع في تلك المنطقة تطلبت تشكيل فصائل ثورية تدافع عن حاضنتها الشعبية، وبذلك تمّ تشكيل “حركة أحرار الشرقية” من خلال اتحاد فصائل وكتائب ثورية، ثم أتت الخطوة الأكبر والأهم وهي تشكيل إطار سياسي وعسكري ثوري تحت مسمى (حركة التحرير والبناء). وهذا يعني وعياً استراتيجياً لمستقبل دور هذه الحركة التي تنتمي إلى الجيش الوطني السوري التابع للحكومة المؤقتة، لذا اكتشف قادة هذه الحركة أهمية الدور السياسي في تطوير مناطقهم في المحافظات الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة).

نجاحات أحرار الشرقية ضد ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” في مناطق شمال سوريا، أزعج كثيرين، حيث هم لم يستطيعوا القيام بهذا الجهد الثوري، وهذا ما دفعهم إلى إلصاق تهمٍ باطلة بحق قائد الحركة، والذي كان يتسم بالجرأة والإقدام على التضحية، كما يتسم بالإصرار على هزيمة نظام الاستبداد، ولعل أكثر المتضررين من الجهد الثوري لفصيل حركة أحرار الشرقية كانت داعش والقوى الانفصالية التي تلطّت تحت مسمى كاذب اسمه (قوات سوريا الديمقراطية).

وقفت أحرار الشرقية بوجه مخططات قسد الانفصالية، ولعل وعي الحركة بأهمية دمج فصائل المنطقة الشرقية هو من دفعها إلى هذه الوحدة، لأن تحرير المنطقة الشرقية يحتاج إلى رؤية استراتيجية وحشد جهود الجميع.

حاتم أبو شقرا الذي يشغل الآن منصب نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء لم يأت إلى الثورة وكفاحها من باب ترفي أو منافع شخصية، فأسرته آل الهايس أسرة تمتلك مساحات واسعة ومنتجة من الأراضي الزراعية، ولهذا فكفاحها انطلق من اعتباره كفاحاً وطنياً صرفاً.

إن التقارير المزورة التي اعتمدها بريت ماكغورك حول ما أسماه زوراً انتهاكات تتعلق بحقوق الانسان يدّعي أن أحرار الشرقية بشخص قائدها أنها ارتكبت، ما هي إلا تقارير مزورة فبركتها قوات قسد الانفصالية من أجل لجم كفاح فصيل ثوري ينتمي للمنطقة الشرقية ويشكل تهديداً لوجود هذه القوى الانفصالية شرقي سوريا.

وبريت ماكغورك وبتصريحات علنية له كان يقف مع القوى الانفصالية المسماة (قسد)، إزعاجاً لتركيا، ومحاولة لرسم دويلة “كردية” على مقاس حزب العمال الكردستاني التركي PKK ولهذا فبركوا أكاذيب عن رجل دمه سوري، وعشقه حرية بلاده من الطغيان.

إن ما ذهب إليه الأمريكيون من محاولة الالتفاف على حقوق السوريين التي يدافع عنها أبو حاتم شقر وتدافع عنها حركة التحرير والبناء، إنما هي محاولة يدركون أنها ارتبطت بانحيازهم لقوى تلعب دوراً وظيفياً في خدمة أهدافهم، وهذا ما يجعل من الأمريكيين داعة فبركة خدمة لأهداف غير عادلة رغم تبجحهم بالدفاع عن حقوق الانسان الذي سحقوه بلا رحمة في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.

المطلوب أمريكياً التعاون مع الشعوب المكافحة وليس مع عصابات عابرة للوطنية والإنسانية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني