fbpx

اللاذقية.. ارتفاع أسعار الحاجات المدرسية وزيادة نسبة التسرب من المدارس

0 141

يستعد الأهالي والطلاب في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد للبدء بالعام الدراسي الجديد وذلك في الثالث عشر من الشهر الحالي، وسط عجز الكثير من الأسر عن تأمين حاجات ومستلزمات أبنائها جراء الغلاء الشديد وتضاعف الأسعار وغياب المساعدة من قبل الجهات المسؤولة، فضلاً عن تضاعف هذه الحاجات في ظل انتشار فايروس كورونا ووجود طلبات أخرى يجب أن يقوم الأهل بشرائها لأطفالهم.

أسعار غير مقبولة

باتت أسعار أغراض المدرسة غير مقبولة لدى معظم الأهالي ولا تتناسب مع دخلهم إذ تحتاج الأسرة التي لديها أربعة أطفال في المدرسة لمبلغ لا يقل عن مئتي ألف ليرة سورية مع بداية العام الدراسي لتأمين حاجات بسيطة لأبنائهم.

تتحدث ريما العبد إحدى النساء من المدينة لـ “نينار برس ” عن أسعار القرطاسية وملابس المدرسة هذا العام موضحة سعر القلم يبدأ من 300 ليرة وسعر الدفتر يبدأ من 1000 ليرة، أما علبة الألوان العادية يبلغ سعرها 1500 ليرة سورية ويرتفع بحسب الجودة والنوعية، كذلك أسعار الحقائب تبدأ من 5000 ليرة سورية وتتصاعد بحسب الجودة، أما الصدرية فسعرها بين 5000-10000 ليرة سورية، في حين سعر ملابس الطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية يبدأ من عشرة آلاف ويصل حتى خمسين ألفاً، عدا أسعار الأحذية التي باتت مرتفعة جداً والحد الأدنى 4000 ليرة سورية.

شارحة أن هذه الأسعار تشكل عبئاً على الأهالي في المدينة خصوصاً وأن فرص العمل قليلة جداً وإن وجدت لا يتعدى راتب الشخص ثلاثين ألف ليرة سورية أي ثمن ملابس طالب واحد في الثانوية أو الإعدادية عدا عن الحاجات الأخرى وأغلب الأسر لديها أربعة أو خمسة أطفال في المدارس، منوهة إلى أنهم يتحدثون عن هذا الوضع بشكل دائم ويسعون إلى إيصال أصواتهم إلى الجهات المسؤولة لكن دون جدوى ولا توجد أية مساعدات في ظل ظروفهم هذه.

حلول قاسية: 

يلجأ الأهالي في اللاذقية إلى حلول عديدة جراء هذا الغلاء لمتابعة تعليم أبنائهم منها الاعتماد على الملابس القديمة ومحاولة تصليحها أو استخدام ملابس الإخوة الكبار للإخوة الصغار، وكذلك يتم التبادل بين الأقارب والمعارف، حسب ما قال ابراهيم وهو أحد سكان حي الصليبة، أنهم يجدون الكثير من الطلاب خلال السنوات الأخيرة يذهبون إلى المدارس دون الالتزام بملابس المدرسة لعدم قدرتهم على شرائها رغم توبيخ الإدارة لهم وتهديدهم بالفصل، فضلاً عن أنهم يحملون كتبهم دون حقائب.

وكل هذا لم يلفت انتباه المسؤولين إلى أوضاع الطلاب وحاجاتهم خصوصاً الأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحرب وليس لديهم معيل، مشيراً إلى أن هذا الغلاء دفع الكثير من الأسر إلى عدم إرسال أبنائها إلى المدارس وفضلت البحث لهم عن عمل للمساعدة في مستلزمات الحياة الأخرى.

أضاف: إن الوضع يزداد سوءاً ونسبة التسرب ترتفع والسبب الأساسي هو الغلاء الذي بات يضيق على حياة الأهالي في المدينة وينعكس على مستقبل أبنائهم.

حاجات إضافية

يعود العام الدراسي الحالي حاملاً معه حاجات جديدة يجب تأزمينها، ما يضاعف العبء على الأهالي العاجزين أصلاً عن تأمين القرطاسية فكيف مع وجود حاجة لشراء كمامات لأطفالهم ومواد تعقيم التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني أيضاً وهي ضرورية ويجب شرائها بشكل أسبوعي تقريباً، إذ إن المدارس في المدينة سوف تقوم باعتماد نظام التعليم الفيزيائي معتمدة على ثلاثة مواد فقط وهي الرياضيات واللغة الإنكليزية واللغة العربية. ويتم تقسيم الطلاب لفئات ومجموعات قليلة لضمان التباعد وعدم الازدحام، وسبب هذا الإجراء حسب عدد من الأهالي هو الخوف على الكادر التدريسي وعلى المدراء من انتشار الفايروس وليس حرصاً على سلامة أطفالهم خصوصاً وأن آخر ما يتم التفكير به هو الطلاب الذي دفع الوضع القاسي الكثيرين منهم لترك الدراسة والبحث عن عمل، في ظل عدم تقدير ظروفهم من قبل المدرسين والإداريين المسؤولين عنهم والتغاضي عن النقص في حاجاتهم المدرسية ومحاولة تعويضهم أو تقويتهم لمتابعة الدراسة رغم ظروفهم الصعبة بل على العكس يتم معاقبتهم وطردهم بدلاً من البحث عن الأسباب.

يذكر أن مدينة اللاذقية شهدت قبل ثلاثة سنوات مساعدات من قبل منظمات روسية لطلاب تم خلالها توزيع عدد من الدفاتر والأقلام في بعض المدارس بشكل مجاني لكن الأمر لم يتكرر لتكون هذه المساعدة الوحيدة التي حصل عليها الطلاب في ظل تضاعف الأسعار وزيادة الأعباء عليهم وعلى أهاليهم.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني