fbpx

اللواء محمد الحاج علي لنينار برس: ندعو لوطنٍ يجرّم الطائفية والتمييز على أساس القومية أو الدين أو الجنس

0 1٬661

لا يزال أمام الصراع السوري منعطفات، قد تقود سوريا إلى كوارث أشدّ وطأة مما حدث حتى الآن، ومن هذه الكوارث احتمال ذهاب البلاد إلى التقسيم، نتيجة غياب إرادة وطنية تتفوق على الاعتبارات، التي تحكّمت بالصراع بين الثورة السورية والنظام الاستبدادي في دمشق. ولاستجلاء آفاق هذا الصراع، التقت صحيفة نينار برس مع اللواء المنشق محمد الحاج علي، ووضعت أمامه أسئلتها.

نرفض سياسة الصراع الحالية:

يقول اللواء محمد الحاج علي، إن كلي طرفي الصراع في سوريا، مستعد للاستنجاد بالشيطان للانتصار على الطرف الآخر، فالنظام حسبما يقول اللواء الحاج علي: سلّم سوريا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لروسيا وإيران، عوضاً عن تنازله عن استبداده لمصلحة الشعب السوري. بينما سلّمت (مؤسسات الثورة) وفق تعبير اللواء الحاج علي كل مقاليدها للدول المؤثرة في الصراع الدائر حتى الآن.

ويضيف، اللواء المنشق الحاج علي: إننا كسوريين نرفض هذه السياسة من الطرفين، لأنها سياسة تدميرية لمجتمعنا ووطننا، وهذا يحتاج من السوريين التوحد لإفشال هذه السياسة، من خلال التوحد والتكاتف، وهذا ما نسعى إليه.

وبرأي السيد اللواء محمد الحاج علي المنحدر من محافظة درعا: فإن نظام الأسد قام بتخريب النسيج الاجتماعي، وإثارة النعرات الطائفية، وإغراء طائفة دون أخرى عبر منحها المكاسب لحفظ بقاءه واستمرار حكم العائلة.

ويعتقد اللواء محمد الحاج علي أن الحل يكمن في اجتماع العقلاء من الوطنيين المقبولين من المجتمع السوري، والاتفاق على ثوابت وطنية راسخة، من خلال مؤتمر وطني يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار.

مؤتمر وطني محض

وحول مكونات المؤتمر الوطني المزعوم، يقول اللواء الحاج علي: دعونا كل المكونات دون استثناء كسوريين، وليس على قاعدة التمثيل العرقي أو الديني أو الطائفي، موضحاً أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني منعت فكرة التمثيل النسبي، واكتفت بإيمان المدعوين إلى المؤتمر بسوريتهم كهوية وطنية، ويضيف اللواء الحاج علي: لهذا نحن ندعو لوطن يجرّم الطائفية والتمييز بين أبناء الوطن على أساس القومية أو الدين أو الجنس.

العالم يتغيّر مع كورونا:

وعن سؤالنا عما إذا لديه تصور محدّد عن دور جائحة كورونا في إحداث تغير في النظام الدولي الحالي، يقول اللواء محمد حاج علي وهو أعلى رتبة انشقت عن جيش نظام الأسد: أنا لست مختصاً بتنبؤات تغير الوضع الدولي ولكني أستطيع القول إن العالم القادم بعد أزمة كورونا لن يكون هو العالم ما قبل هذه الأزمة، وآثار ذلك ستظهر على كل العالم.

المصالحة الوطنية المفقودة

وحول انسداد الأفق أمام صورة الصراع المستمر طوال تسع سنوات، سألنا السيد اللواء محمد الحاج علي عن رأيه حول إمكانية فتح جدار في هذا الانسداد فقال: أعتقد أن وقت المصالحة الوطنية قد حان، ويكفي سوريا ما لحق بها من قتل ودمار وتشريد..

ويرى اللواء الحاج علي أن هذه المصالحة يجب أن تستند على أسس التغيير السياسي في سوريا، ومحاسبة مجرمي الحرب، وأن يتمّ الانتقال السياسي من حكم عائلة الأسد إلى دولة ديمقراطية تعددية، وضرورة إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية.

ويضيف اللواء الحاج علي: لابدّ أن تتحرر حاضنة النظام من وهم بقاء الأسد في السلطة، وبرأيه أن حقبة الأسد قد انتهت إلى الأبد.

ويعتقد اللواء محمد الحاج علي، أنه يوجد في حاضنة النظام، من يعرفون كل المخاطر للحرب الدائرة في سوريا، وقد اكتووا بنارها كما يقول. ويضيف يجب أن تتشارك كل المكونات من أجل الخلاص من عصابة حكمت الوطن بالحديد والنار على مدار خمسين عاماً، وهذا يتطلب من حاضنة النظام انتزاع ما زرعه النظام في نفوسهم من فتنٍ طائفية بغيضة، وأن يتوحدوا مع أخوتهم السوريين للخلاص والانتقال السياسي وفق ميثاق وطني جديد.  

وحول العدالة الانتقالية يعتقد اللواء الحاج علي “أن استقرار الوطن وطي حقبة الماضي يوجب وجود عدالة انتقالية، يحاسب فيها المجرمون من الطرفين على ما فعلوه في الوطن والشعب”، مضيفاً: وهذا أساس لهدأة النفوس التي تضررت من عمليات. الانتهاك المختلفة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني