fbpx

الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) تحت الضوء

1 549

اسمحوا لي بداية أن أقول: إن الشعب السوري منذ زمن بعيد تواق للحرية، ومفعم بالوطنية ومقاومة الاستبداد، فإذا كان الاستبداد بحياة السوريين أمر واقع، فالعمل من أجل تغييره، ونيل الحريات، وتحقيق العدالة والمساواة أيضاً؛ يعتبر حقيقة واقعية بحياة الشعب السوري، وعلى ضوء واقع المعارضة بشكل عام، وما آلت إليه الأوضاع في حياة السوريين عموماً، وغياب القرار السوري، ودور السوريين في بناء مستقبلهم، والخروج من أزمتهم. دعونا نسأل السؤال الآتي: لماذا “جود” الآن؟
للإجابة على هذا السؤال لابدّ من التأكيد، أولاً: إن “جود” ليست بديلاً لأحد، ولا تريد أن تأخذ موقع أحد، بل تريد أن تقول نعم، نحن السوريين متحالفون، متكاتفون، جهودنا موحدة من أجل الحرية والسعادة والسيادة، وإجراء التحوّل الديمقراطي، وبناء دولة المواطنة، دولة العدالة والمساواة، الدولة الحيادية تجاه كل ما هو قومي أو ديني أو طائفي، لذلك مهمة “جود” الرئيسة، والملحة هي توحيد الجهود، والعمل للانتقال من الشعارات إلى التطبيق.
الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” تحالف مجموعة من القوى السياسية والفعاليات والأحزاب، يرتكز هذا التحالف على أهداف واضحة متفق عليها، ويستند على التحوّل السلمي، بعيداً عن أي عمل عسكري أو مسلح. بين أيدي هذه المكونات رؤية سياسية متفق عليها، ولائحة تنظيمية يحتكم إليها الجميع في تسيير أعمالهم، والعلاقة فيما بينهم، تنظّم عمل مؤسسات الجبهة، ومكاتبها، ولجانها، ولابدّ من التأكيد على أن الجبهة الوطنية الديمقراطية تعمل من أجل حلّ سياسيّ يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، القرار 2254 لعام 2015، وبيان جنيف 1 لعام 2012، وهذا يرتبط بإنهاء نظام الاستبداد القائم بكل رموزه ومرتكزاته، والعمل على التغيير والتحوّل الديمقراطي لبناء دولة المواطنة، دولة الحق والقانون. والجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” مستندة إلى منطلقات أساسية، ومبادئ لا غنى عنها أهمها: العمل على تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري وانتفاضته من أجل الحرية والكرامة والسيادة، والعمل على تحقيق الحل السياسي كحل وحيد، يستند على التغيير والتحول الديمقراطي الشامل، وعلى ضوء الواقع السوري تعمل للحدّ من انتشار السلاح، وإيجاد حل لهذا الانتشار، وضبط فوضى السلاح، والوقوف ضد تدخل القوى الخارجية بشكل مباشر أو غير مباشر، والعمل على إخراجها سواء كانت جيوشاً أو ميليشيات من أي جهة كانت، ولأي جهة داعمة كانت، وتفكيك الميليشيات المسلحة، وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية (الأمن الوطني) والجيش باعتباره جيش الوطن والشعب، يتعامل بحيادية تجاه الأحزاب والسياسة والأيديولوجيا.
تعمل “جود” للخروج من حالة التشرذم والانقسام، والخروج من حالة الفقر والفساد، وتجاوز حالة فقدان الأمن، والعمل على تحقيق السلم الأهلي، وترى بعين ثاقبة ظروف السوريين السيئة سواء في الداخل أو في المخيمات أو في اللجوء والمهجر، وهنا لابد من التأكيد على الوحدة الوطنية، والعمل لعقد مؤتمر وطني عام يشمل جميع القوى التي لم تتلوث أيديها بدماء الشعب السوري، وبقوته اليومي، ولم تكن عاملاً بانتشار الفساد المستشري، وتؤكد “جود” أن سوريا جزء من الوطن العربي. كما هي جزء من المنظومة العالمية. وعلى رأس مهامها، تحرير الأراضي السورية من كل القوى المحتلة، وبكل الطرق المشروعة، وتنظر “جود” إلى المسألة الكردية بأنها مسألة وطنية سورية، يرتبط حلها العادل بالأسس الديمقراطية، وبالدستور الديمقراطي، وبالعدالة في الواجبات والحقوق، والمساواة دون أي نوع من التمييز في دولة المواطنة.
تهيب “جود” بكل القوى التي تمثلها أو تتشابه معها أو تتفق في الخطوط العامة والرئيسة والمبادئ الأساسية أن تعمل معاً لتأمين مستلزمات واحتياجات انعقاد مؤتمر موسع للقوى الوطنية الديمقراطية كافة، والبحث عن عوامل نجاحه بتذليل كل الظروف والصعوبات والمعوقات الموضوعية والذاتية، كخطوة أساسية لتحقيق أهداف الشعب السوري، والعمل على الخلاص من أزمته، وبناء دولته، دولة المواطنة والقانون.

1 تعليق
  1. عزت محيسن says

    خطوة ايجابية على طريق توحيد قوى المعارضة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني