fbpx

قراءة في أهداف الحزب الوطني للإصلاح

0 346

لا تنشأ الأحزاب نتيجة حالة رغبوية، تتعلق بموقف ثقافي أو اجتماعي عام، بل تنشأ باعتبارها تعبيراً سياسياً عن مصالح شريحة أو طبقة اجتماعية، وتعبيراً سياسياً وطنياً عاماً.
وفق هذه الرؤية صاغ الحزب الوطني للإصلاح مبادئه، حيث تركّزت بعشرة مبادئ، تنطلق من أن سورية وطن واحد لكلّ السوريين، لا يقبل التقسيم تحت أي مسمى، ولا التفريط بأي جزء من أراضيها المحتلة، وفق خارطتها المعتمدة لدى الأمم المتحدة. وتنص المبادئ على أن السوريين أحرارٌ في صياغة عقدهم الاجتماعي، ضمن بوتقة المواطنة الواحدة التي تجعل منهم متساويين بغض النظر عن الجنس أو الانتماء القومي أو الديني أو المذهبي.
كذلك يتبنى الحزب الوطني للإصلاح فكرة أن النظام السياسي يجب أن يحكمه دستور، يحقق التوازن بين سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، يمنع طغيان أي سلطة منها على باقي السلطات، ويصر على أن الجيش كمؤسسة عسكرية يجب أن تبقى بعيدةً عن أيّ تحزبٍ، أو ولاء لشخص، ومهمتها حماية الوطن من أي اعتداء.
ويتبنى الحزب الوطني للإصلاح نظام الإدارة المحلية، لضمان مشاركة أطياف الشعب السوري كافة في الحكم. وينظر الحزب للأديان على أنها محفّز إيجابي للتكافل الإنساني والمجتمعي، ويرى أن الأسرة هي خلية المجتمع الأساسية، ومن الضروري المحافظة على سلامتها.
وينظر حزب الإصلاح إلى أن الملكية الخاصة الفردية منها أو الجماعية هي من الحقوق الأساسية التي لا يجوز المساس بها، معتبراً أن دعم الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من شأنه أن يقوّي العمل السياسي، مركّزاً على حرية الإعلام.
مبادئ الحزب الوطني للإصلاح لابدّ أن تحدد في المآل الأخير أهدافه الرئيسية، فأي حزب سياسي لا يتشكل إلا لكي يحقق أهدافاً يعتبرها صميمية في حياته السياسية وفي دأبه المستمر لتحقيقها وتطويرها نتيجة التغيرات العامة.
حدّد الحزب الوطني للإصلاح أهدافه بعشرةٍ، تتلخص بحماية سورية ووحدتها الوطنية وضمان سيادة مواطنيها على أرضها، والعمل على إعادة بناء وإصلاح مؤسسات الدولة السورية، وفق مقتضيات الدولة الحديثة عبر حوكمة رشيدة وتنمية مستدامة، على أرضية فصل السلطات، وحماية الحريات الأساسية، وتبني سياسات سلمية في العلاقات الدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى إصلاح مؤسستي الجيش والأمن وتطوير مؤسسة التعليم وإصلاح مؤسسة القضاء، كما أكد على أن المهجرين ثروة سورية وطنية كبيرة، مع التأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة في كل الأنشطة والحقوق السياسية والاقتصادية إضافة إلى تبني مفهوم التنمية المستدامة.

الدكتور زيد كيالي عضو المكتب السياسي للحزب الوطني للإصلاح

إن قراءة متمهلة ومدققة لمبادئ وأهداف الحزب الوطني للإصلاح، تكشف عن محتوى وطني عميق، مرفق بهواجس تتعلق بتكثيف العمل وتركيز الجهد، لردم الهوّة الاجتماعية والسياسية التي أحدثها عدوان النظام السوري على الشعب ومؤسساته الوطنية بعمومها.
إن أي عمل سياسي ينهض به حزب أو تيار سياسي لابدّ له من توفير شروط موضوعية وذاتية لنجاحه، من هذه الشروط الذاتية بناء كوادر سياسية ذات بعد اجتماعي شفاف تستطيع التقاط نبض الشارع وتحويله لمهام عمل. كذلك لا يمكن خوض تجربة العمل السياسي لأي حزبٍ إلا من خلال تحليلٍ ملموس للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد في مرحلة المخاض أو ما بعده.
لهذا تنتظر قواعد شعبية سورية أن يحمل الحزب الوطني للإصلاح أهدافها القريبة، وتحديداً العمل على ترسيخ وجود منظمات مجتمع مدني تكون عوناً عاماً في سدّ الفجوات التي تعجز عنها أي سلطة سياسية في العالم، فهل يفعل ذلك الحزب الوطني للإصلاح، أم أنه سيبقى قيد مربع تأسيسه الأول في انتظار تغيرات الواقع المرتقبة، هذا يظهر ربما بصورة أولى وجزئية في مناطق الشمال السوري المحرر مرحلياً.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني