fbpx

العمال في إدلب.. بين البطالة وقلة الأجور

0 188

تعاني فئة العمال في إدلب من الفقر والبطالة وقلة الأجور، والعمل في ظروف صعبة دون قوانين وضمانات اجتماعية تضمن حقوقهم، إلى جانب الحجر المنزلي الذي يمنع الكثيرين من الخروج والبحث عن لقمة العيش، فما تتعرض له المنطقة من وباء ومعارك واشتباكات يحرمها من أي مشروع اقتصادي يمكن أن يؤمن فرص عمل لسكانها، إلى جانب اتباع الواسطة والمحسوبيات في توظيف الشباب ضمن كثير من المنظمات التي تعمل في الداخل السوري.

أبو مروان(33 عاماً) من بلدة كللي بريف إدلب الشمالي يعمل في البناء، ويعاني من قلة فرص العمل، يخرج بشكل يومي للبحث عن عمل رغم انتشار وباء كورونا وعن ذلك يقول: “لا يخيفنا وباء كورونا بقدر ما يخيفنا الفقر والجوع، لذلك نحن مضطرون للعمل رغم تفشي المرض لتوفير لقمة عيشنا.”

يبين أبو مروان أن عمله متقطع، وخاصة في فصل الشتاء، لذلك يعتمد مع أسرته المكونة من ستة أشخاص على السلة الغذائية التي يحصل عليها من قبل إحدى المنظمات الإغاثية، وما يرسله له أخوه اللاجئ في لبنان من مساعدات مالية بين الحين والآخر.

ويتابع: “تعاني المنطقة بشكل عام من الركود الاقتصادي، بسبب تخوف الأهالي من نزوح جديد جراء تصعيد عسكري من قبل نظام الأسد وحلفائه.”

كما يعاني العمال في إدلب من قلة الأجور، التي لا تتناسب مع الأوضاع المعيشية المتردية علاوة على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية كافة في الأسواق.

علاء العبدو (28 عاماً) من مدينة إدلب، يعمل في محل لبيع المواد الغذائية بشكل يومي، ما عدا يوم الجمعة، مقابل 50 ألف ليرة سورية شهرياً، أي ما يعادل 20 دولار أمريكي، وعن ذلك يقول: “قلة فرص العمل تجبرني على الصمت والرضا بهذا المبلغ البسيط، الذي لا يكفي أسرتي شهرياً لتأمين مادة الخبز فقط.”

ويشير العبدو إلى ساعات العمل الطويلة، حيث يعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة مساء دون توقف مقابل الحصول على أجر زهيد، ويقول: “مبلغ قليل أفضل من الجلوس في المنزل، على أمل أن أحظى بعمل أفضل في الأيام القادمة.”

ويطالب العبدو بمشاريع تمكين للشباب في المجالات كافة، وخاصة المهنية التي تخول المستفيد من افتتاح مشروعه الخاص.

العمال النازحون، معاناتهم مضاعفة نتيجة ترك أرزاقهم ومنازلهم، والانتقال إلى مناطق آمنة نسبياً، حيث يفقدون بذلك فرص عملهم دون القدرة على الحصول على عمل بديل في مناطق النزوح.

كمال الحسين (22 عاماً) نزح من مدينة سراقب إلى مدينة حارم، يشكو من البطالة، وعن ذلك يقول لـ نينار برس: “كنت في سراقب أملك صالة لبيع بطاقات الإنترنت، وكان عملي جيداً، ولكن بعد النزوح أصبحت أعجز عن دفع بدل إيجار محل بمبلغ 100 دولار أمريكي، الأمر الذي أجبرني على البقاء دون عمل.”

وقال مركز “صدى للأبحاث” بناء عن دراسة أجراها خلال عام 2020 إن 24% من الشباب في محافظة إدلب السورية عاطلون عن العمل، في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تواجهها المنطقة شمال غرب البلاد، وفي سوريا بشكل عام.

ووفق المركز، فإن من يعملون بشكل منتظم من الشباب، الذين أجري عليهم البحث، يشكلون نسبة 47%، بينما من يعملون بشكل متقطع يشكلون نسبة 29%، في حين أن من لا يعملون أبداً يشكلون نسبة 24%.

وأوضح الاستطلاع أن 29% من الشباب هم المعيلون الوحيدون لأسرهم، ويعتمد 44% من الشباب على الحوالات الخارجية في إكمال مصروف العائلة، وذكر الاستطلاع أن 28% من الشباب يفكرون في تقليل النفقات والاقتصاد خلال الأيام القادمة، بينما يفكر 20% منهم بالرحيل إلى خارج سوريا.

أما فريق منسقو الاستجابة فقد قدر نسبة البطالة في محافظة إدلب بين الذكور المحليين 55% والنازحين 81%.

نسبة كبيرة بين الشباب فقدوا مهنهم وأصبحوا عاطلين عن العمل، ولا يجدون فرص عمل تمكنهم من تأمين حاجاتهم، لا سيما في هذا الوقت الصعب، ما أدى إلى تدهور وضعهم المعيشي.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني