fbpx

العمل الزراعي ملاذ نساء في إدلب لكسب العيش

0 107

فقدت الكثير من الأسر في إدلب معيلها، لتضطر النساء لإعالة الأطفال بمفردهنّ، ووجدن أنفسهن في سوق العمل دون مؤهلات أكاديمية أو مهنيّة كافية، فاضطررنَ لاتخاذ العمل الزراعي مصدراً للرزق، لمواجهة أعباء الحياة في ظل الفقر والنزوح، فضلاً عن الغلاء وانخفاض القوة الشرائية.

مع ساعات الصباح الأولى تخرج أم سعيد من منزلها إلى العمل في الأراضي الزراعية، فهي واحدة من تسعة نساء يعملن ضمن ورشة في قطاف الزيتون على أطراف مدينة إدلب لمساعدة أسرهن المحتاجة.

أم سعيد (35عاماً) من مدينة إدلب تتحدث لنينار بقولها: “فقدت زوجي منذ سنتين نتيجة إصابته بمرض عضال، وأصبح على عاتقي الإنفاق على أبنائي الستة، لذلك لجأت إلى هذه المهنة في ظل الفقر والغلاء.”

وتشرح عن عملها: “أحمد الله أنني حصلت على فرصة عمل أعين بها نفسي وأسرتي، حيث يتوفر العمل معظم أيام السنة من خلال زراعة الخضار الموسمية، والحصاد والقطاف، ويزداد ضغط العمل مع دخول فصل الربيع، حيث نتجه نحو المساحات الخضراء لاقتلاع الأعشاب التي نمت إثر هطول الأمطار استعداداً لموسم زراعي جديد.”

كذلك الفتاة رولا الأصفر (16 عاماً) تركت المدرسة بعد النزوح، وتفرغت للعمل مع أمها وأختها ضمن ورشة زراعية وعن ذلك تقول: “بعد نزوحنا من مدينة سراقب إلى مخيم عشوائي في مدينة سرمدا تركت الدراسة بسبب بعد المدارس عن مكان نزوحنا، وتفرغت للعمل لتأمين مصروفي الشخصي، ومساعدة أسرتي في مصروف المنزل.”

صعوبات العمل 

لا يخلو عمل النساء في الزراعة من المخاطر نتيجة العمل أحياناً في الأماكن القريبة من مناطق سيطرة النظام السوري، ولا يسلمن من حوادث السقوط من فوق الأشجار، أو الأمراض نتيجة تأثيرات المبيدات الحشرية.

حليمة الحسن (29 عاماً) من مدينة بنش أم لطفلين، تعرض زوجها لإصابة حربية أقعدته عن العمل، الأمر الذي جعلها تعمل لإعالة أسرتها، وعن مصاعب العمل تقول: “يومياً في الصباح الباكر يأتي القائم على الورشة لاصطحابنا بسيارته إلى مكان العمل، بعدما يتمّ إعلامنا في الأمسية السابقة عن المكان الّذي علينا التجمع فيه، وتحديد الوقت.”

تؤكد حليمة أن الورشة تضطر للعمل أحياناً في أماكن قريبة من حواجز النظام، ما يعرض حياة النساء للخطر، ولكن الحاجة تدفعهم إلى ذلك، كما تعاني من ترك طفليها مع والدهم طوال اليوم، علماً أن عمر أحدهما أربع سنوات والأصغر سنتين. 

قلة المردود

رغم أهمية المجال الزراعي كفرصة عمل للكثيرات إلا أنهن يواجهن الغبن والتدني في الأجور، حيث يتم في كثير من الحالات استغلال المرأة كونها بحاجة لعمل أكثر من الرجل الذي من الممكن أن ينخرط بأي نوع من الأعمال، أما المرأة فينحصر عملها بمجالات محدودة، لذلك تضطر للقبول بأي أجر يقدم لها، فهي لا تملك خياراً آخر، وتخاف أن تخسر عملها إن حاولت الاعتراض، مع شح فرص العمل ووجود مئات العاملات اللواتي ينتظرن الفرصة للعمل، الأمر الذي سيفاقم وضعها المعيشي المتردي أصلاً.

أم عامر (45 عاماً) من بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي تعمل في الزراعة وتشكو من كثرة ساعات العمل والأجر المادي البسيط الذي لا يتناسب مع الجهد والتعب وساعات العمل، وعن ذلك تقول لنينار: “العمل مضن، ويمتد لساعات طويلة مقابل أجر مادي لا يتعدّى 3 دولارات يومياً، والذي بالكاد يوفّر حاجات عائلتي الأساسية في ظل الغلاء الفاحش.”

وجدت الكثير من النساء أنفسهن فاقدات للمعيل، الأمر الذي جعل عبء الإنفاق يقع على عاتقهن، وبدأن يكافحن لمواجهة صعوبات الحياة مع الاعتماد على مهن شاقة أهمها الزراعة التي يحصدن منها قوت أيام صعبة تقيهن الجوع والمعاناة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني