fbpx

بدء الموسم الزراعي شمال شرق سوريا في ظل ارتفاع التكاليف وتأخر الأمطار

0 152

أبناء شمال شرق سوريا، هذه المنطقة التي تعتبر مصدر وسلة سوريا الغذائية. بدؤوا وبتردد وفتور كبيرين بأعمال الحراثة للموسم الزراعي 2021 كنتيجة طبيعية لتأخر الأمطار، والخسائر المتكررة التي طالت مصدر أرزاقهم لسنوات متواصلة. دعت الكثيرين منهم إلى العزوف عن الزراعة التي باتت لا تجني أي فائدة، بل قد يترتب عليها خسائر كبيرة. سنوات من الجفاف، تلتها سنوات مطيرة، لكن النيران لم ترحمهم. حيث التهمت معظم محصول 2019 وكذا الحال بالنسبة للموسم الزراعي 2020 حيث قدرت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي الحكومية المساحات المحروقة التي استطاعت كوادرها إحصاءها في الموسم الماضي بـ 9365 هكتار من القمح و5400 هكتار من الشعير، مع التأكيد على أن المساحات هي أضعاف هذه الأرقام المسجلة. ومن نجا من الحريق لم ترحمه تكاليف الزراعة والحصاد وانخفاض سعر البيع مقارنة مع التكاليف العالية، فقد قدرت الإدارة الذاتية سعر شراء القمح بعد دراسته وتعديله إلى 315 ل.س للكيلو غرام الواحد، وسعر الشعير بـ 150 ل.س للكيلو غرام الواحد. وهو لا يغطي نصف التكاليف. لتعود وتسعر بذار القمح بـ 375 ل.س للكيلو غرام الواحد ما يرهق كاهل المزارع كثيراً.

وقد بدأت مديرية زراعة الحسكة بمنح وثيقة التنظيم الزراعي للفلاحين بهدف تطبيق الخطة الزراعية للموسم الشتوي 2020-2021.

حيث أوضح مدير الزراعة المهندس رجب سلامة في تصريح له أن منح الفلاحين الراغبين بترخيص المساحات الزراعية الموجودة لديهم عبر الحصول على وثيقة التنظيم الزراعي يتم عبر الدوائر الزراعية المنتشرة في عموم أرجاء المحافظة.

ولفت المهندس سلامة إلى أن تأخر هطول الأمطار خلال العام الحالي ساهم في تأخر بدء زراعة محصولي القمح والشعير متوقعاً البدء بزراعة محصول الشعير خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم ومحصول القمح منتصف الشهر نفسه حيث تستمر الزراعة عادة حتى نهاية العام.

يشار إلى أن خطة زراعة القمح البعل في محافظة الحسكة 443228 هكتاراً والقمح المروي 301293 هكتاراً والشعير البعل 333380 هكتاراً والشعير المروي 24331 هكتاراً..

وبلغت المساحات المخطط زراعتها بمحصولي القمح والشعير للموسم الشتوي 2020-2021 في محافظة الحسكة 102ر1 مليون هكتار موزعة على مختلف مناطق الاستقرار الزراعي بالمحافظة.

وبين مدير الزراعة المهندس رجب سلامة في تصريح له أن المساحة المخطط زراعتها بالقمح البعل بلغت 443228 هكتاراً والقمح المروي 301293 هكتاراً والشعير البعل 333380 هكتاراً والشعير المروي 24331 هكتاراً مؤكداً أنه نتيجة تحسن المخازين المائية في سدود المحافظة تمت زيادة 3 آلاف هكتار قمح مروي عن خطة العام الماضي.

بالإضافة للبقوليات في الموسم الشتوي بمساحة قدرها 102489 هكتاراً، بعل ومروي.

وقد بدأ المزارعون في شمال شرقي سوريا بالتحضير للموسم الزراعي الجديد وسط تخوف بسبب ارتفاع تكاليف الحراثة والأسمدة والبذار مقارنةً مع العام الفائت، حيث باشر المزارعون بعمليات الحراثة استعداداً لرشّ البذار.

(سعيد أحمد) من أهالي إحدى القرى التابعة لتل براك “غلاء الأسعار وتضاعف تكاليف الزراعة يجعلنا نتردد في متابعة زراعة الأراضي وتركها دون زراعة إن كانت لا تعود علينا بأي فائدة”

ويتابع: “هناك ارتفاع كبير لتسعيرة الحراثة بالإضافة إلى ارتفاع سعر طن البذار المُعقَّم إلى نحو /375/ ألف ل.س، مع العلم أنه تم شراء القمح من المزارعين نوع أول بـ 315 ل.س والشعير بأقل من 150 ل.س وفي بعض المناطق بـ 100ل.س

كما يصل سعر الطن الواحد من السماد إلى أكثر من /960/ ألف ل.س وهو سعر مرتفع جداً مقارنةً مع إنتاج الأرض، إضافة إلى سعر الأدوية المرتفع أيضاً.”

ونتيجة خسائر المزارعين المتلاحقة خلال سنوات الحرب ازدادت مساحات المحاصيل العطرية والعلفية والطبية في المنطقة على حساب القمح والشعير والعدس والقطن.

ياسر علي صاحب جرار زراعي، أرجع ارتفاع سعر الحراثة إلى ارتفاع سعر قطع الغيار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر كيلو الزيت من /3500/ إلى /7000/ ل.س بينما ارتفع سعر الإطارات من /400/ ألف إلى مليون ل.س عدا الأعطال وتكاليفها المرهقة.

وتبلغ تكلفة حراثة الهكتار الواحد بآلة الديسك ما بين /12000/ إلى /15000/ ألف ل.س، بينما كانت تسعيرة حراثة الهكتار لا تتجاوز /7000/ ل.س في الموسم الفائت، بحسب “علي”.

وبات المزارعون يلجؤون منذ عدة سنوات إلى تخفيض كميات الأسمدة التي يستخدمونها إذ إن سعر الطن الواحد من السماد الشتوي وصل إلى نحو مليون ليرة سورية، قد تصل إلى أقل من النصف لتخفيف التكاليف ما يؤثر سلباً على كميات الإنتاج.

وقد بلغت كمية البذار التي تم توزيعها حتى الآن إلى نحو /2800/طن بسعر /360/ ألف للطن الواحد.لكن يصل السعر لأكثر من ذلك رغم تحديد سعره.

كل ذلك مع تأخر هطول الأمطار الخريفية عن السنوات السابقة. وتبقى أعين الفلاحين ترقب السماء بانتظار أمطار الخير، متضرعين بقلوبهم إلى الله أن يحمي مواسمهم من حرائق النار والاسعار في غياب الدعم من قبل القائمين على إدارة المنطقة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني