fbpx

المقالع الحجرية في الشمال السوري..خطر يهدد الاهالي والبيئة

0 156

تنتشر ﻣﻘﺎﻟﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ في مناطق ريف إدلب بهدف استخراج ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻭﺭﻣﻞ، يتم فيها قطع الصخور من الجبال وطحنها وإنتاج الرمل، ويستفيد أصحابها من زيادة الطلب على مواد البناء، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﻴﻦ أضرارها الكبيرة، وﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ الأهالي ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻛﺘﻈﺎﻇﺎً ﺳﻜﺎﻧﻴﺎً ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ.

وﻳﺸﺘﻜﻲ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺭﻳﻒ ﺇﺩﻟﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ تلك المقالع ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻼحقهم، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ أصحابها ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺼﺨﺮ، وأصوات الآليات العالية التي تعد مصدر إزعاج، إلى جانب كونها تشكل ﺗﻬﺪﻳﺪًﺍ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ، ﻭتسبب ﺗﺼﺪعاً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻬﺎ، ﻛﻤﺎ يفاقم الغبار الناتج عنها من أوضاع المصاﺑﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻫﻮﺍﺀ ﻣﻠﻮﺙ.

عبد الرحمن المصطفى نازح من مدينة معرة النعمان إلى مخيم في محيط بلدة دير حسان، يشير إلى ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﺗﻤﺰﻳﻘﻬﺎ، ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﻫﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺎﺭﺍﺕ، يوضح ذلك بقوله: “نعاني ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎمنا باستمرار، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﻊ ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ، حيث ﻳﺘﻢ التفجير ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻓﺘﺢ حفر ﺻﻐﻴﺮﺓ في الجبل، ﻭﺣﺸﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ، ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻳﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ.” مشيراً إلى معاناة سكان المخيم من أمراض ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ.

لا يخلو العمل في المقالع من المخاطر على حياة العمال جراء حدوث الانهيارات والانزلاقات الصخرية تزامناً مع ﻏﻴﺎﺏ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ العامة، وﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ.

حيث أﺻﻴﺐ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻘﻠﻊ ﺣﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺭﻳﻒ ﺇﺩﻟﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، بتاريخ 16 يونيو/ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ من العام الحالي، ما أدى إلى إصابة 23 ﻣﺪنياً ﺑﺠﺮﻭﺡ وحروق، تم إسعافهم من قبل فرق الدفاع المدني إلى النقاط الطبية في مدينة إدلب، من ثم تم تحويل أربعة منهم إلى معبر باب الهوى من أجل إدخالهم إلى المشافي التركية بسبب إصاباتهم الخطيرة.

وأيضاً في شهر ﺃﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻗُﺘﻞ ﺷﻘﻴﻘﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻛﺘﻞ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ المقاﻟﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﺮﻳﻒ ﻋﻔﺮﻳﻦ.

لا يقتصر ضرر المقالع على البشر بل يطال أيضاً الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة وعن ذلك تحدث لـ نينار المهندس الزراعي أيمن الحلاق من مدينة إدلب بقوله: “ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺟﺮ والمقالع ﻣﻦ ﺍلأعمال ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺎﺕ بجميع مراحلها ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، كما يقلل ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻭﻃﺤﻦ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺎﺕ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺳﻢ ﺗﻠﻘﻴﺢ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ.”

ويتابع الحلاق: “ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺟﺮ ﻭالمقالع ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺡ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻲ بغرض ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺟﺮ ﻭﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ، كما يؤدي الغبار ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺮﺍﻛﻢ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ما ﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻏﻼﻕ ﻣﺴﺎﻣﺎتها، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﺢ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻀﻮﺋﻲ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﻠﻮﺭﻭﻓﻴﻞ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﺛﻢ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﺑﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺤﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ.”

لا يغفل الحلاق عن ذكر دور وجود هذه المقالع في توفير حاجة الشمال السوري من مادة الرمل والحجر المستخدمة في البناء، خصوصاً مع حركة النزوح الأخيرة، والطلب الكبير على مواد البناء، فضلاً عن توفير فرص عمل لكثير من الشبان، لكنه يؤكد ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ إبعاد ﺍﻟﻤﺤﺎﺟﺮ ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺭﺍﺕ عن ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻬﺎ.

يزيد ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻟﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ إدلب من معاناة النازحين القاطنين بالقرب منها، بسبب الضجيج والغبار، كما يسبب تلوثاً ﺧﻄﻴﺮاً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ، ﻭﺗﻀﺮ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني