fbpx

نصوص الغربة

0 466

أضعته.. النص الذي كتبته لك بالأمس 

لأقرأه بعد القبلة الأولى 

أضعته لأن القبلة الأولى لم تحصل 

لأنك خرجتِ حتى قبل أن تدخلي 

وألمس يدك 

وبالكاد استطعتُ لملمة بضعة كلمات 

سالت عن شفتيك كسائل بركانيّ 

وقبل أن تغلقي الباب خلفك رأيته 

النص الذي أردت استقبالك به 

كان يعانق كعب حذائك 

أبى أن يبقى هنا 

تركني ليرافق أثر خطواتك

عكازه يأبى مساعدته

الضرير الدامع العينين

في كل مرة يستند اليه 

يقوده الى شجرة هرمة تتكئ على خط الأفق

ذات ربيع اقتطع هذا الغصن منها

يأخذه هناك ليلتقي أمه

تحضنه حين يسنده إليها

وعند المغادرة

تتساقط بضع وريقات

كتلويحة وداع

غرسه في حديقة المنزل

نما

كبر

وأزهر

وكانت الطيور تنقل الرسائل 

بينه وبين أمه

كل أبناء قبيلة الخشب أحبابي

كرسي هرم

ساق طاولة مخلوعة

مقبض فأس نادمة

ملعقة خشبيه تشتاق فماً

أجمعها

أعتني بها.. أعالجها

أجعلها تستعيد أنفاسها

أضمها إلى بعضها علّها تتذكر أصولها

غصن ضائع يلتقي أخته الملعقة الخشبيه

ساق الطاولة تلتقي أختها مقبض الفأس

كرسيّ وحيد يتذكر أمه الشجرة فيزهر

في قلبي الذي أضحى

ملجأ الخشب

كأسي ممتلئة بالأصدقاء

أرشف صور من غابوا لتسكنني أرواحهم

وأرفع نخب من حضروا

وامتلأت بحضورهم أرصفة الغياب

على النافذة التي تركتها مفتوحة ليدخل منها فرخ الحمام

الفرخ الذي قطعت رأسه بالأمس

 أحصل على بضع قطرات من دمه

وأدعي أنه دمي

وأكتب به على قميصك الأبيض المعلق خلف الباب

سأبقى أحبك…

على تلك النافذة رأيت صورتك الأخيرة

وصورته قبل موته

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني