fbpx

دعم الاستقرار وسلام سوريا تسعيان للتعايش الأهلي

1 329

ظهر مصطلح التعايش أثناء الحرب الباردة بين الكتلتين الرأسمالية والاشتراكية، والتعايش هو العيش المشترك والقبول بالتنوع بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر ومعرفة كل مجموعة مالها وما عليها من حقوق وواجبات تجاه الآخرين وتجاه الوطن وقبول كل الأفكار والمعتقدات المختلفة واحترامها حتى وإن لم تتوافق مع فكره ومعتقداته.

ويعد التعايش أمراً في غاية الأهمية خصوصاً في المجتمعات المتنوعة دينياً وإثنيا وتبرز أهميته في تعزيز التماسك المجتمعي وتحقيق السلام بين المواطنين ويعتبر ضرورياً لتسوية العلاقات الإنسانية في المجتمعات. وبديل التعايش هو الإقصاء والإلغاء وما يترتب عليهما من عنف وفوضى وعنف مضاد.

وسوريا التي كان وزير الأوقاف فيها فارس الخوري وهي أول بلد عربي استطاعت النساء فيه أن تحصل على حقها في الترشح والانتخاب وعبر تاريخها الطويل استطاعت كل الأديان والطوائف والقوميات أن تتعايش مع بعضها بحب وسلام واحترام الآخر.

اليوم غابت هذه الصورة الجميلة التي كانت تميزنا فهل نستطيع ايجاد الحلقة المفقودة من خلال ورشات دعم التعايش السلمي والاجتماعي بين الطوائف والأديان والأعراق التي تدعمها عدة جهات من أجل عودة السلام والاستقرار بين السكان المحليين في مختلف مناطق سوريا.


منذر سلال
رئيس وحدة دعم الاستقرار

تحدثنا مع منذر سلال رئيس وحدة دعم الاستقرار عن سبب إقامة الورشة حيث قال: تتركز جهودنا، ضمن مسار التعايش المشترك الذي تقوم به وحدة دعم الاستقرار بالتنسيق مع سلام سوريا والمنقسم إلى دراسات سياسية وديموغرافية للعديد من المناطق في شمال شرق وشمال غرب سوريا، وورشات عمل حول التعايش المشترك بين أهالي مدينة منبج، أقيمت ورشة العمل في غازي عينتاب مع الأهالي المحليين لمدينة منبج الموجودين في تركيا بحضور 35 شخص ممثلين عن مكونات المدينة كافة.

ويكمل سلال حديثه قائلاً: منذ مطلع الثورة بدأت الانقسامات بين المجتمع السوري: 1- ثائر وموال وحيادي، 2- تطورت فيما بعد مع ظهور بعض الحركات الإسلامية المتشددة مثل داعش ومثيلاتها إلى انقسام ديني وطائفي، 3- ومع اختفاء داعش بدأت الاصطفافات القومية والعرقية تظهر على الساحة السورية ولا يزال الشرخ المجتمعي قائماً بين الانقسامات المذكورة سابقاً وهو معرض للتطور والزيادة في عموم المناطق في سوريا.

يضيف سلال تركز القسم الأول من الورشة حول مفهوم التعايش والسلم الأهلي وجدوى مثل هذا المشروع على الواقع السوري والمنبجي بالخصوص وأين تكمن أهميته من خلال ما ذكر وكيف يمكن للمجتمع أن يكون ضاغطاً على سلطات الأمر الواقع لتخفيف الهوة بين تلك المكونات ليكون مساعداً للمجتمع المحلي على التعافي.


معتز أبو رياض
منسق الورشة في الداخل السوري

معتز أبو رياض منسق الورشة في الداخل السوري 

الثورة السورية حالياً تمر بمراحل حرجة حيث تحول العمل في الداخل السوري من الثورة إلى الصراع المسلح وصولاً للعمل السياسي الذي وصلته المعارضة السورية من تشكيل هيئة المفاوضات السورية واللجنة الدستورية والدخول إلى عالم المفاوضات هذا الشيء أعطانا فكرة أننا كأبناء منبج المهجرين – وأنا أحدهم مهجر منذ ست سنوات – أن نبدأ العمل على مشاريع سياسية ونحاول من خلالها إيجاد أفكار لحل المشاكل التي تواجه أبناء المدينة، وبدأت الفكرة على مشروع التعايش المجتمعي في منبج وأن ننطلق من التماسك والعلاقة بين المكونات المجتمعية والتي عاشتها منبج منذ مئات السنين ونعمل على رأب الصدع بداية بين أبناء منبج الموجودين داخل منبج وخارجها من خلال لقاءات واجتماعات ونحاول في هذه الاجتماعات سماع وجهات النظر المختلفة لأهالي المدينة ودراسة رؤيتهم للحل وكيف نستطيع المشاركة من خلال هذه اللقاءات المجتمعية والعمل على صياغة حل لقضية منبج التي نرى أنها أصبحت دولية ومحل صراع بين دول متنافسة.

سابقاً عقد اتفاق تركي/أمريكي بشأن منبج وسمي بخارطة الطريق، لاحظنا فشل الاتفاق ولم يحصل فيه أي تقدم بسبب إقصاء وعدم مشاركة أبناء منبج ضمن هذا الاتفاق لذلك نحاول من خلال مخرجات هذه الورشات الخروج بتوصيات مبنية على رؤية أصحاب القضية، الذين هم أبناء البلد الواحد سواء في منبج أم خارجها.



منى باقر

منى باقر حضرت الورشة 

أنا بنت منبج، من أصول تركية، جدي قدم إلى من منبج منذ 5 أجيال والدتي من عرب وعشائر منبج، وأخوال والدي أكراد ونحن في منبج خليط من عدة طوائف وقوميات، رفاقنا من الشركس ولدينا معارف وأقرباء وأصهرة من الشركس، أصولي وجذوري في منبج التي هي عبارة عن تعايش سلمي أنا عشت في جو لم يكن به عربي أو كردي كلنا كنا أهل منبج وسوريين ونحن كشعب منبج سنحقق وحدتنا كسوريين وليس كمنبجي عربي أو منبجي كردي.

عانت سوريا منذ تولي الحزب الواحد للسلطة شروخاً اجتماعية وطبقية وطائفية في المجتمع ولا يمكن القول إنها غير ظاهرة ولكن كانت القبضة الأمنية تمنع ظهورها. ومع قيام الثورة السورية اصطدمت بحائط التعايش الزائف الذي كان يفرضه النظام بقبضته الأمنية المحكمة وأصبح المجتمع السوري بحاجة لهدم ما كان طوال فترة حكم البعث وبناء مفهوم تعايش وسلم أهلي حقيقي بين أبناء المجتمع السوري.

حيث نمر بمرحلة سياسية تدعو إلى تكثيف العمل السياسي من جميع الأطراف ويجب التوصل إلى حل على طاولة المفاوضات من خلال الاتفاقات بين القوى المؤثرة وبمساهمة من جميع مكونات المجتمع السوري.

أما سوريا اليوم فوضعها الاجتماعي معقد جداً ومرتبط لحد كبير بالوضع السياسي فقد تخلخلت البنية الاجتماعية وانقسمت لهويات فرعية صغيرة ومن هنا تنامت الحاجة لإيجاد قواسم وأهداف مشتركة في سبيل الوصول إلى سوريا المستقبل دولة المواطنة التي تحفظ حقوق الإنسان وسيادة القانون الذي يضمن الاختلاف ويحقق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب.

1 تعليق
  1. محمد الاحمد says

    الله يعطيكم العافية
    مقالة رائعة وموفقة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني