fbpx

الفوضى المرورية وحوادث السير تتزايد في إدلب

0 200

يشهد ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍنتشاراً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً لحوادث السير التي أزهقت الكثير من الأرواح، وسط تجاوز السائقين للقواعد المرورية وغياب المحاسبة، دون أن يجد الأهالي من يستمع لمطالبهم، ويطبق إﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺣﺎﺯﻣﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭالتقيد بأنظمة السير.

ياسر الأصفر متطوع في الدفاع المدني بمدينة إدلب يتحدث لـ “نينار برس”: “ﻣﻌﻈﻢ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺇﺩﻟﺐ تحدث ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﻴﺶ بعض ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻞ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺼﻒ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ، كما تزداد ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ جراء غياب التنظيم المروري وﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣِﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﺔ، وﻋﺪﻡ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ ﻟﺮﺧﺺ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ إﺩﻟﺐ، فضلاً عن الازدحام والكثافة السكاﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ تهجير ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻞ السورية ﻣﻦ مختلف المحافظات السورية إلى إدلب.”

ويؤكد الأصفر أن ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻫﻮ إهمال ﺍﻷﻫﻞ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، واستهتارهم ﺑﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﻥ الأﻃﻔﺎﻝ باتوا يقودون ﺩﺭﺍﺟﺎﺕ ﻧﺎﺭﻳﺔ أو سيارات، ﻭبسرعات ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.

وقد أحصى “ﻣﺸﻔﻰ ﺇﺩﻟﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ” ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﺸﻔﻰ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ.

ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ يوم ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 27 أغسطس ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ في الـ “الفيس بوك” ﺃﻧّﻪ بعد هدوء نسبي للقصف في الآونة الأخيرة على قرى وبلدات محافظة إدلب.. لم يختلف الحال بالنسبة لأعداد الإصابات في مشفى إدلب المركزي ولكن اختلف السبب فقط، ففي شهر واحد فقط وصل إلى قسم الإسعاف في مشفى إدلب المركزي (412) حادث سير نتج عنهم (731) مصاب ما بين إصابات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، حيث وصل عدد الوفيات إلى (11) قضوا نتيجة هذه الحوادث، وأكثر من (20) مصاب دخلوا قسم العناية المشددة نتيجة الإصابات الخطيرة، أما عن مصابي العمليات الجراحية الكبرى فقد دخل أكثر من (120) مصاب إلى قسم العمليات، كما كان للجراحة الصغرى النصيب الأكبر من أعداد المصابين حيث بلغ العدد (478) مصاب، فيما تبقى لم يكونوا بحاجة شيء سوى الضمادات والمسكنات وغيره.
وطالبت اللجنة الطبية في مشفى إدلب المركزي بضرورة الانتباه للأطفال بشكل خاص، وعدم تسليم القيادة لمن هم ليسوا أهلاً لذلك.. كما حثت الجميع على عدم القيادة بسرعات عالية حفاظاً على أرواح المدنيين .
أم يوسف من مدينة حارم فقدت زوجها متأثراً بإصابة في رأسه جراء حادث سير، وعن ذلك تقول: “ﺃصبحت قيادة السيارات متاحة للجميع دون استثناء ﻧﻈﺮاً ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ وانتشار الفوضى.”
وتضيف بحزن: “كان زوجي يقود دراجته النارية عندما صدمته سيارة مسرعة يسير سائقها بعكس اتجاه السير، أصيب بعدها بكسر في الجمجمة ونزيف داخلي، وبعد أيام من بقائه في المشفى فارق الحياة.”
تضيف أم يوسف: “تبين لنا بعد الحادث أن سائق السيارة هو طفل لا يتجاوز عمره خمسة عشر عاماً، ولازال في طور تعلم القيادة، وكان زوجي هو ضحية رعونة الأهل، واستهتارهم بحياة الآخرين.”
أبو ركان سائق حافلة من مدينة سرمدا يتحدث عن معاناة السائقين في إدلب بقوله: “نعاني ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ كثرة ﺍﻟﺤﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺨﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ، كما ألاحظ أثناء قيادتي الكثير من التجاوزات من قبل السائقين منها ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺿﻴﻖ، ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ، دون الاكتراث بقيادتهم المتهوﺭﺓ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﺑﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﻼﻣﺴﺆﻭلة.
ويشير أبو ركان ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺧﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ للحد من الحوادث قدر المستطاع.
تحولت قيادة ﺍﻟﺴﻴﺎﺭات والدراجات النارية في إدلب لدى الكثيرين ﺇﻟﻰ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﻭﺗﻬﻮﺭ، ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ الفوضوي، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﻫﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ وقواعد السير، ليكون ذلك سبباً آخر للمآسي التي تثقل كاهل الأهالي.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني