fbpx

ماذا غيرت عشر سنوات عجاف في حياة الأسرة السورية في شمال شرق سوريا

0 206

عشر سنوات من العتمة وفقدان أساسيات الحياة وأهمها الأمن والأمان غيرت في واقع حياة جميع السوريين فمنهم من بات يسكن الخيام لاجئاً في بقاع ممتدة على طول الحدود وعرضها ومنهم من تجاوز الحدود إلى دول الجوار حالماً بحياة أفضل بعيداً عن أصوات النزاع المقيت على الأرض السورية، واقع الأسرة في شمال وشرق سوريا في ظل الحرب الدائرة تتسم بضنك العيش وفقدان الأحبة واختلاف الواقع الاجتماعي بدخول اللاجئين مرحلة فقدان الأمان والخوف على الأبناء الذي كان سبباً في تغير نمط الحياة الأسرية والاجتماعية.

ب.أ تعيش في القامشلي تقول كان لدي 10 إخوة وأخوات ووالدي ووالدتي. كان وجودهم يشعرني بالأمان منذ بداية الثورة تشتت العائلة كل منهم سلك طريقاً خارج هذا الجحيم إخوتي وأهلي غادروا سوريا هرباً من التجنيد الإجباري المفروض من قبل الإدارة الذاتية والخدمة العسكرية في جيش النظام في ظل الحرب الدائرة. خسرنا في هذه الظروف أهلنا بالإضافة إلى حالة الخوف التي نعيشها وواقع الخدمات السيئ وتردي الأوضاع الاقتصادية

مريم من مسيحيي المدينة تقول كان إخوتي خارج سوريا قبل عام 2011 ولكن كانوا يأتون لزيارتي كل عام هذا الأمر كان مصدر راحة لي خاصة أنني أعيش هنا وحدي. منذ بداية الثورة لم يزوروني، أفتقدهم جداً مازالوا يرسلون لي مساعدات مالية لكن غيابهم لا يعوضه شيء.

الهجرة خارج مناطق شمال وشرق سوريا بحثاً عن حياة أفضل مزقت الأسرة في المنطقة.

أغلب سكان المنطقة يعيشون هنا فيما يعيش النصف الآخر من أسرهم خارج سوريا ربما من منظور اقتصادي يتحدث بعضهم عن تقديم هؤلاء الدعم المالي  لأسرهم التي تعيش في الداخل 

وبالحديث عن الأسرة لا يمكن أن نتجاوز الحديث عن آلاف الأسر التي خسرت أبنائها ومعيليها في ظل رحى الحرب الدائرة.

 

أحد عشر ألف شهيد في مناطق شمال وشرق سوريا أغلبهم من الشباب بعضهم كان المعيل لوالديه وبعضهم كان المعيل لزوجة وأبناء صغار شكل غيابهم كارثة اجتماعية واقتصادية 

 م.ع يبلغ من العمر 80 سنة يقول خسرت ابني في هذه الحرب وتركتنا زوجته بعد استشهاده كان هو معيلنا والآن ليس لنا من معيل سوى راتبه الذي ترسله لنا هيئة ذوي الشهداء والذي لا يكفينا لشراء الأدوية.

فريد موظف متقاعد يقول: جميع أبنائي غادروا سوريا، في البداية كنت رافضاً لفكرة سفرهم اليوم أحمد الله أنهم ليسوا هنا فراتبي لا يكفي لإعالة خمسة أفراد إضافة إلى أنهم لو كانوا هنا كنت سأعيش قلقاً دائماً كلما خرجوا من المنزل، جميع من بقي هنا مثلي لا أحد من أبنائهم حولهم لكن غيابهم أفضل من وجودهم رغم الفراغ الذي نعيشه بدونهم. أطلب منهم أن لا يعودوا وأن يستمتعوا بحياتهم بعيداً عن الخوف والقتل والدمار والجوع الذي نعيشه 

الظروف الاقتصادية لأبناء المنطقة دفعت الكثير من الأسر إلى الدفع بأبنائها للعمل بدلاً من الدراسة.

حسين عامل عادي يقول: نقف لساعات بانتظار أن نحصل على عمل وأحياناً تمر عدة أيام قبل أن نعمل بأجر بسيط لا يكفي لشراء متطلبات الأسرة لذلك قمت بإرسال ولدي عمره 13 سنة للعمل في محل ميكانيك فهي فرصة لتعلم مهنة بالإضافة إلى وارد مادي بسيط يساعد في مصروف المنزل.

بعض من الأسر باتت تعتمد على بناتها في العمل لدى محلات الحلويات والأفران وعدد لابأس به يعملن في إفراغ شاحنات مواد الجملة. هذا الواقع الاقتصادي غيب الحياة الاجتماعية تقول سعاد وهي فتاة في العشرين من عمرها نعمل من أجل تأمين مستلزمات أسرنا أحياناً نضطر للعمل بعد الساعة 12 ليلاً حين يتم السماح للشاحنات بدخول المدينة هذا العمل يجعلنا نبتعد عن أهلنا. قليلاً ما نزور أهلنا أو جيراننا كل حياتنا أصبحت عملاً من أجل تأمين لقمة العيش.

الحرب مزقت الأسرة السورية وكان لأسر شمال وشرق سوريا نصيبها من التشتت والتمزق وفرض الواقع الاقتصادي والمعاشي نمط حياة مضغوط بالعمل والابتعاد عن الحياة الاجتماعية وما تزال أصداء هذه الحرب تعيث في حياة السوريين فساداً فمن تدمير للأسرة إلى قتل الطفولة وتوجهها للعمل أو حمل السلاح إلى ازدياد حالات العنوسة وعدد الأرامل والأيتام ومازال المتمسكون بالبقاء على هذه الأرض على امتداد السنوات العشر يحلمون بواقع أفضل.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني