كافكا في بيتي..
بالأمس قرأت بعضاً من
“كافكا على الشاطئ”
وأعددت طاجين سمك
في الفرن،
ونمت دون أن أكتب
نصف كلمة.
لكني استيقظت فجأة
هناك..
“أجلس على حافة العالم
وأنا في بحيرة بركانية مبددة
كلمات بلا حروف
تقف في ظلال الباب
نور القمر يشع على سحلية نائمة
والسماء تمطر سمكاً صغيراً
وخارج النافذة جنود يسرقون
أنفسهم لكي يموتوا”
لا زلت لا أفهم ما المغزى
من وجود أسلاك شائكة
على شفتي،
وسكين،
في الواحدة صباحاً
في يدي!
أنحني بثقل لوضعها أرضاً
وإذ بقط أسود ينظر إلي
باستغراب ويسألني
بصوت أكاد أعرف صاحبه
غير أني لا أفعل،
ماذا فعلت البارحة؟
لا يثير القط
ولا صوته
استغرابي،
ما يثيرني حقاً،
ماذا حل بطاجين السمك
الذي في الفرن؟
أغير وضعية نومي قليلاً
ودون اكتراث
أواصل النوم،
أشعر بالدفء يغمرني
حتى أكاد أهذي
بالشعر.
لكن خدراً مفاجئاً
يصيب أصابع يدي
ويوقظني مجدداً،
لأجد نفسي وقد انتهيت
للتو،
من تنظيف المجمد،
أعيد ترتيبه على عجل،
وأركض لفتح الباب..
لا أحد هذه المرة أيضاً،
رائحة السمك في كل مكان
والضوء ساطع،
أسمع ذلك الصوت مرة ثانية
يكرر سؤاله،
ماذا فعلت البارحة؟
أنظر إلى الأسفل
القط الأسود ذاته،
ولكنه هذه المرة يقف
خلف الباب،
أتراه من طرق الباب
أحاول التفكير بالأمرين،
وإذ بالهاتف يرن
زوجي يخبرني أن رحلته
تأجلت إلى أجل غير مسمى
بسبب سوء الطقس،
أضع الهاتف جانباً،
أفتح التلفاز لمشاهدة الأخبار،
المذيعة تصرخ،
سمك، سمك، سمك
السماء تمطر سمكاً في كل مكان،
أنظر للساعة، بجانب السرير
“الواحدة صباحاً
واثنتي عشرة سمكة
أو دقيقة”،
وأنا في سريري،
أرتشف بواقي قهوة البارحة،
أجمع السمك المتناثر
في كل مكان حولي
وأسلمه لأول موجة على الشاطئ،
أعيد كافكا لرف الكتب،
أنقص من حرارة المكيف
وأنام دون أن أكتب أو آكل،
أو أطعم القط الأسود
سمكة واحدة!