العميد فايز عمرو لنينار برس:
جوهر قانون قيصر.. وقف قتل الشعب السوري ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان
العميد فايز عمرو
يطرح
الواقع أسئلة ملحّة، تتعلق بنهاية الصراع السوري ومآلاته، ولهذا يتم البحث عن
إجابات أقرب للحقيقة، مصدرها ما يحدث من إجراءات مادية تحاصر النظام أو تنوي
محاسبته.
نينار
برس أرادت إضاءة بضعة أسئلة وضعتها أمام العميد الركن مجاز فايز عمرو، المدير
السابق للمدرسة الفنية الجوية بحلب، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري
المستقل.
قرارنا الوطني بيد المحتلّ
يقول
العميد فايز عمرو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري المستقل: بداية لابدّ
من الإشارة إلى الوضع القائم في سوريا، حيث يوجد أكثر من خمسة ملايين لاجئ يقيمون
في دول الجوار والإقليم، تحت ظروف متفاوتة، وقرابة مليوني لاجئ موزعين في أصقاع
العالم كافة. ويضيف العميد عمرو وهو مدير سابق قبل انشقاقه عن جيش النظام السوري:
كما يعيش قرابة أربعة ملايين ونصف كنازحين ومهجّرين ضمن مخيمات عشوائية في البلاد.
ويعتقد
العميد فايز عمرو أن مئات آلاف الأطفال في الداخل والخارج لا يتلقون التعليم، وأن
هناك ما يقرب من مليون شهيد وملايين اليتامى والأرامل والمعاقين، ومئات آلاف
المختطفين المفقودين والمعتقلين في السجون السرية للنظام، وفي معتقلاته.
ويعتبر
العميد فايز عمرو وهو عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري المستقل، أن
ثمانين بالمئة من البنية التحتية في سوريا مدمرة، وأن الثروة النفطية خارج
السيطرة، ومجمل القطاع الصناعي يعاني من شللٍ كلي منذ عام 2014. ويذهب العميد عمرو
إلى أن القرار الوطني أصبح بيد المحتل وتحولت السلطة الحاكمة إلى مجرد واجهة لبيع
ما تبقى من البلد من أجل الاستمرار في الحكم.
ولا
يخفي العميد فايز عمرو موقفه من حال المعارضة فيقول: إن مجموعة كبيرة من الفصائل
المسلحة المتناحرة التي تتلقى أوامرها من الخارج دخلت في مستنقع الفساد والإفساد،
وهو يرى أن قانون قيصر يذهب إلى وقف عمليات القتل بحق الشعب السوري، وتشجيع التوصل
لتسوية سياسية عبر التفاوض، ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان السوري.
وينظر
العميد فايز عمرو: إلى أن تنفيذ قانون قيصر يعتمد على إرادة الأمريكيين، وأن
النظام السوري، ومن خلفه النظام الإيراني الخبير والمتمرس على مواجهة العقوبات
الدولية، إضافة إلى الداعمين الروسي والصيني، سيحاولون الالتفاف على مضمون قيصر.
نواجه وضعاً جغرافياً خطراً
وحول
تثبيت الأوضاع في سورية وفق مبدأ تقاسم نفوذ ثلاثي للجغرافية السورية بين روسيا
والولايات المتحدة وتركيا، يقول العميد فايز عمرو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر
الوطني السوري المستقل: لا شك أننا نواجه وضعاً جغرافياً معقداً وخطيراً على
الأراضي السورية، فالروس يسيطرون عسكرياً على مناطق النظام ويصادرون القرار الوطني
السيادي، من خلال مجموعة من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وبالموازاة،
يرى العميد عمرو، أن الأمريكيين في شمال شرقي البلاد، هم من يوفر الحماية لـ “وحدات
حماية الشعب” الكردية، وأن تلك الوحدات تسيطر على تلك المنطقة، وأنها تحظى
بعلاقة جيدة مع روسيا، إضافة للموقف الأوربي المؤيد لها في إقامة كيان ذاتي الحكم.
لكن
العميد فايز عمرو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني السوري المستقل يعتقد أن
الموقف الأمريكي والأوربي هو العنصر الفاعل والمحدد لمستقبل تلك المنطقة.
ويعتقد
العميد فايز عمرو أن حجم اللاجئين في تركيا والنازحين في منطقة الشمال حيث توجد
فصائل الجيش الوطني التابع للحكومة المؤقتة والذي يتحالف مع تركيا، يعطي تركيا
ورقة قضية اللاجئين التي يمكن أن تستخدمها للتواجد على الأرض السورية إلى أن يتم
التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية وعودة اللاجئين إلى بلادهم.
ويضيف
العميد فايز عمرو: أن ما يثير القلق هو غياب شبه مطلق للقرار الوطني السوري من قبل
النظام نتيجة استعانته بالأجنبي لتدمير بلده وقتل شعبه، أما المعارضة برأي العميد
عمرو، تحولت إلى مؤسسة تابعة تتلقى أوامرها من الخارج. ولهذا يرى العميد عمرو أن
مستقبل سوريا رهن إرادة شعبها بمكوناته وأطيافه الاجتماعية كافة، هذا الشعب يرفض
التقسيم.
مؤتمر وطني سوري مستقل
وحول
فشل المعارضة ووصول اتجاهاتها السياسية إلى طريق مسدودة يقول العميد فايز عمرو: إن
هذا الفشل مرده إلى فشل الشخصيات المعارضة في تشكيل حركة سياسية معارضة مستقلة قبل
عام 2011، وكذلك مرده فشل محاولات توحيد أطراف المعارضة السياسية، ومصادرة القرار
السياسي للمعارضة من قبل الجماعات الإسلامية، التي استقوت بالفصائل العسكرية ذات
الاتجاه الإسلامي.
ويرى
السيد العميد فايز عمرو: أن المعارضة فشلت في التمسك بروح القرارات الدولية وفي
مقدمتها القرار 2254. وهذا جعل الاتجاهات السياسية للمعارضة في موضع يشكّل خطراً
على وحدة سوريا.
من
هنا تنبع الحاجة لإطلاق مبادرة وطنية شاملة تحت يافطة استعادة القرار الوطني
السوري المستقل، وهذا يتطلب انعقاد مؤتمر وطني عام يجمع السوريين المؤمنين بدولة
المواطنة العادلة، ولكن هذه الطريق ليست معبدة بالورود في هذه الظروف التاريخية
المعقدة والخطيرة.