د. محمود أسود لـ نينار برس: ينقصنا تعاون أكبر مع المؤسسات الإعلامية في نشر تقاريرنا
الاحتفالية بإطلاق نسخة سورية من البروتوكول الخاص بتوثيق وتقصي العنف الجنسي في النزاعات، أتاحت لصحيفة نينار برس حضور هذه الفعالية، وتسليط الضوء على أهميتها، حيث تناوب عدد من المنخرطين بهذا الشأن على الحديث عن أهمية إطلاق نسخة سورية من هذا البروتوكول.
نينار برس أرادت أن تحصل على إجابات حول هذه الأمور، من خلال حوار أجرته مع الدكتور محمود أسود المدير التنفيذي لمنظمة “محامون وأطباء” من أجل حقوق الإنسان.
السؤال الأول
تم في احتفاليتكم إطلاق النسخة السورية من البروتوكول الخاص بتوثيق وتقصي العنف الجنسي في النزاعات. وهذه خطوة هامة. لماذا لا تعتمدون وسيلة النشر والاعلام المكثفة عبر بحوث ودراسات ومقالات وبرامج ميديا لتعريف أغلب فئات المجتمع بقضية الناجين والناجيات في هذا المضمار؟ ألا يشكّل ذلك ثقافة توعوية مهمة لكي يتقبل المجتمع الناجين والناجيات؟
- يجيب الدكتور أسود على سؤالنا الأول بتكثيف كبير فيقول:
نعم نحن نعمل لزيادة العمل على ذلك في القريب ان شاء الله، ومن أجل ذلك نعمل مع منظمات شريكة، ولكن ما ينقصنا هو التعاون الاكبر مع المؤسسات الإعلامية بخصوص التقارير التي نقوم ينشرها دورياً.
السؤال الثاني:
منظمتكم أطباء ومحامون من أجل حقوق الإنسان تلعب دوراً هاماً ومزدوجاً في مواجهة قضايا العنف الجنسي، الذي مورس ضد الناجين من الجنسين.
هل يمكن أن تطلعونا على مجمل من قدمتم له المساعدة من الناجين من الجنسين وكذلك الأطفال؟
- يقول الدكتور محمود أسود:
نعمل مع الناجيات والناجين من كلا الجنسين، وأيضاً مع الأطفال، من خلال تقديم خدمات الإحالة، عن طريق شركاء يتم التنسيق معهم، لتقديم جميع الخدمات والحاجيات الصحية، والنفسية، والاقتصادية، قدر المستطاع والمتوفر، حسب المكان والحاجة، كوننا لا نقدّم أي خدمة مباشرة للناجي في مجالات خارج نطاق عملنا القانوني والتوثيقي.
السؤال الثالث:
قضايا العنف الجنسي في فترات الاعتقال تشكل معوقاً اجتماعياً لاندماج الناجين والناجيات. ما خططكم العملية والنظرية في معالجة هذه القضايا؟ ومن الأكثر استجابةً من الجنسين للاندماج الاجتماعي؟
- يجيب الدكتور أسود على سؤالنا الثلث فيقول:
الاندماج أمر مهم، ويتطلب جهوداً مجتمعيةً وتظافر جهود من كل المؤسسات، ليس فقط الحقوقية، بل والأهم المؤسسات الإنسانية، وأيضاً السلطات المحلية، التي يتواجد في مناطقها هؤلاء الناجين .
ويضيف أسود:
أهم عائق حتى الآن، عدم وجود تكامل في استجابة شاملة وذات اولوية للناجين على مستوى التخطيط للاستجابات والحاجات الملحة لهم، أضف لذلك إن الوضع الأمني والاقتصادي والمعيشي داخل سوريا، وأحوال اللاجئين منهم في بلدان الجوار، والعوائق الأخرى، تزيد من صعوبة التكيف والاندماج.
وإن عوامل الدعم الأسرية والمجتمعية المحيطة بالناجين هي أهم مقومات سرعه الاندماج والتعافي من الصدمات التي عانى منها هؤلاء في فترة الاعتقال وما بعد الإفراج عنهم.
ويرى الدكتور محمود أسود: أنه “هناك العديد من قصص النجاح للناجين والناجيات عند توفر الشروط والأوضاع المناسبة لدعمهم وتمكينهم، وأكثر ما يتمثل ذلك هو نجاح العديد من روابط الضحايا والناجين في المناصرة، وفي الوصول الدولي، وفي النجاح في استصدار قرار من الأمم المتحدة، بإنشاء آلية للمفقودين خاصة في سورية، وهذا يدلّ على أهمية تمكين ودمج وقيادة الناجين للقضايا التي تعنيهم وتخصهم، كونهم أصحاب الألم والمعاناة هم وأهالي المفقودين والضحايا.
في المحصلة، كل احتياجات الناجين وأهالي المفقودين يجب أن يُنظر لها كأولوية، وهذا يضمن تسريع اندماجهم وتمكينهم، ليكونوا هم في مقدمة العمل للمناصرة والمحاسبة حالياً ومستقبلاً.