منفردة أم مجتمعة؟.. 3 أسباب لانسحاب حواجز ميليشيا أسد من درعا البلد
ترك انسحاب جميع حواجز ميليشيا أسد من درعا البلد أمس الخميس علامات استفهام عديدة حول تلك الخطوة المفاجئة، وماذا تخفي وراءها ولماذا في هذا التوقيت؟، رغم أن محافظة درعا تشهد مظاهرات عارمة لإسقاط النظام، ولا يقتصر الأمر فقط على جارتها السويداء، وإن كان لها خصوصية مختلفة من حيث الظروف الاجتماعية والدينية.
يقول مراسل أورينت في درعا طه المحمود إن درعا البلد أصبحت خالية تماماً من أي حاجز عسكري لميليشيا أسد بعد انسحاب حاجز البريد والبحار أمس، وقبله كل من حاجز القبة، والشلال والقنيطرة.
كما بثّ ناشطون صور ومقاطع فيديو تُظهر إخلاء ميليشيا أسد لهذه الحواجز.
ضغوط اقتصادية
وفي خطوة رآها البعض خطيرة، خاصة أن تلك الحواجز المنسحبة تتبع للفرقة 15 في السويداء، وقد عادت إلى قواعدها هناك، وجاء ذلك بعد يوم واحد من استهداف عناصر أمن وشبيحة تمركزوا على سطح مبنى “حزب البعث” في السويداء، للمتظاهرين، ما يعطي مؤشراً لاستعداد ميليشيا أسد لاستخدام الحل الأمني في مواجهة انتفاضة السويداء السلمية، المطالبة بإسقاط النظام والمستمرة بزخم شعبي وروحي كبير منذ نحو شهر.
غير أن الصحفي فؤاد عزام ابن محافظة السويداء، لا يرجح ذلك، ويعتقد أنها تندرج ضمن توجه عام لحكومة ميليشيا أسد بسحب حواجزه بعد ضغوط من فعاليات اقتصادية بأن الحواجز تأخذ إتاوات ما يؤدي الى رفع الأسعار.
ويستدلّ عزام على كلامه بأن الميليشيا لم تسحب حواجز من درعا فقط، وإنما شمل ذلك مناطق متعددة، في حمص ودمشق وغيرها.
وتُعتبر حواجز ميليشيا أسد مصدر خوف للمدنيين وأحد الطرق التي يجني بها ضباط وقادة الميليشيات أموالاً طائلة عن طريق الإتاوات التي يتم فرضها على المارّة وأصحاب السيارات والتجار.
ويضيف عزام في حديثة لموقع أورينت نت، أنه قد يكون هناك بعد أمني فيما يتعلق بدرعا وليس اقتصادياً فقط، يتمثل بالخشية من تصاعد استهداف عناصر الأسد على تلك الحواجز، وبالفعل فقد زادت مؤخراً تلك الحوادث، فقد تعرض السبت الماضي حاجز القبة لعملية تشليح وتقييد لعناصره ومصادرة سلاحهم ومن ثم أخلوا سبيل العساكر لكن دون سلاح.
خداع العرب
ويتفق رشيد حوراني الضابط المنشق والمتخصص بعلم النفس العسكري، مع عزام في أن العامل الاقتصادي له دور كبير في سحب ميليشيا أسد لحواجزها من درعا، ويقول في هذا الصدد: إن إزالة الحواجز تساهم بتخفيف الضغط على الحاضنة الشعبية التي أخذت تتململ وترفع أصواتها بسبب الوضع المعيشي المتردي”.
ويضيف أن ميليشيا أسد تقوم بإعادة انتشار حواجزها ومقرّات سيطرتها تقريباً بشكل دوري لأسباب تتعلق بالتدريب أو التمويل أو التبديلات.
ويرى حوراني أن بشار الأسد يحاول أن يوهم العالم ولا سيما بعد عودته للجامعة العربية بأن وجوده يؤدي إلى استتباب الأمن وأنه هو المسيطر الفعلي، إضافة إلى أنه يحاول إيهام العرب بأنه يطبّق بنود المبادرة العربية المطلوبة للتطبيع معه.
هدف ثالث
سبق وأن أزالت ميليشيا أسد حواجز من مختلف المحافظات، بعد تقارير صحفيّة تحدثت عن مماطلة نظام الأسد في تنفيذ مطالب العرب وبعد، هجوم عدد من المسؤولين الأردنيين على زعيم عصابة المخدرات “بشار الأسد” وحلفائه، متهمين إياه بالتلكؤ والعجز عن حماية وضبط أمن الحدود من المخدرات، لكن قد يكون لسحب الحواجز في درعا هدف ثالث، يضاف إلى ما سبق من أهداف وليس مستقلاً عنها.
وهذا الهدف أشار له تقرير لمعهد دراسة الحرب (ISW) المدعوم من مشروع التهديدات الحرجة (CTP) في معهد المشاريع الأمريكي (American Enterprise Institute) وهو أن إيران تتجهز لقمع انتفاضة درعا والسويداء، وفي سبيل ذلك أرسلت أكثر من 60 عنصراً من ميليشياتها إلى محافظة درعا، مشيراً إلى أن القوة ضمّت عناصر من ميليشيات عراقية ولبنانية وسورية، وتم وضعها تحت وصاية ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا الفرقة الرابعة.
وعن الخطة المتوقع اتباعها ذكر التقرير أن مهمة أولئك العناصر تأجيج المظاهرات في محافظتي درعا والسويداء، ومن ثم اتهام المتظاهرين بالانتماء لـ داعش، وهو ما سيوفر ذريعة كبيرة لنظام أسد بشن حملة قمع وحشية على المتظاهرين.
ولفت المعهد إلى أنه قبل إرسال القوة بأيام كان هناك اجتماع ضمّ ضباطاً عسكريين وأمنيين تابعين لميلشيات أسد في مدينة درعا، ناقشوا خلاله كيفية السيطرة على الاحتجاجات المُناهضة للنظام هناك
المصدر: أورينت