قراءة في رواية “ستر”
- الكاتبة: رجاء عالم
- الناشر: المركز الثقافي العربي
- ط2، ورقيه، 2007
رواية متميزة تغوص في عوالم الذات الإنسانية، وخاصة المرأة، وفي السعودية بشكل خاص.
تبدأ الرواية من عالم صديقتين مدرستين (مريم وطفول)، وتمتد الرواية لتتابع شبكاتهم الاجتماعية.
مريم وطفول مرت كل منهن بتجارب حب فاشلة، أو زيجات لم تكتمل. هناك غربه يسكن بها كل شخصيات الرواية، ومن ثم المجتمع.
مريم تبحث عن شريك المستقبل وحب تمتلئ به حياتها، وتصل للحبيب؛ بطل كمال الاجسام، المسكون بحبه النرجسي لذاته، والفاقد لحنان العائلة العريقة، ورعايتها، تخوض معه معركة صناعة ذاته، يلمع بحبها، وباهتمام النساء به، وتكبير عضلات جسده. تفقد ببطء حاجاتها الإنسانية للطفل، والحنان، والامان، كانت ترتاح – أخيراً – للإرواء الجسدي الذي يعوض عن غربة الاثنين، لم يعوض لها تبني مجموعة جراء صغيرة لدعم نفسهم مادياً ونفسياً، وكان مشروعهم فاشلاً، كما أن حياتهم فشلت؛ فهو مازال يلاحق وهمه الخاص بكماله الجسمي، وبطولاته، وأخيراً يترك مريم ليلاحق غيرها، ومن ثم ليفشل، وليدخل بموت سريري.
طفول تخوض ذات التجربة، حبيبها الذي أصبح زوجها، فنان تصوير لموديلات دعائية وغيره، مسكون بذاته وعظمته، وحرب المجتمع والدولة على مهنته، ومطاردته وضياعه، ومن ثم يفترقا، لأنه لا يوجد مشترك بينهم وخاصة الأطفال.
في هذا المناخ المجتمعي والنفسي يتولد الحب المعاق ويموت. تنتهي الزيجات ويدخل أهلهم (طفول ومريم) على خطوط حياتهم، وتزيد معاناتهم وغربتهم وضياعهم.
في هذا الجو لا أمل إلا لعلاقات على هامش الحياة، مريم تعود لحبها الأول؛ ذلك الشاعر الذي عاد إليها في استراحة الحياة في الخمسين من العمر؛ كزوجة عشيقة وفي السر، وتعيش حياة ممتلئة ولكن على هامش المجتمع، وبالتناقض معه. أما طفول فتبحث عن حب عابر يروي حاجة النفس والجسد، ومع ذلك تفشل في ذلك؛ بسبب حصار المجتمع بكل تعقيداته.
تنتهي الرواية بتفجير إرهابي؛ إنه أخو مريم الذي لم يستطع التكيف مع المجتمع الذي من جهته لم يستوعبه.
بهذا التفجير تكتمل صورة مجتمع مأزوم بأفراده بعلاقتهم بأخلاقهم، بالقيم والسلوكيات، ويجعل الجميع مغتربين وضائعين.