بحجة منع الجوع.. طليب وعمر تصوتان لرفع العقوبات عن نظام الإبادة الأسدي
لا يمكن فهم تصويت النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب وإلهام عمر لصالح رفع العقوبات الأمريكية المطبّقة بحق نظام أسد إلا على أساس أنها خطوة باتجاه إعادة الحياة لنظام إبادة جماعية، فالنوايا المعلنة للنائبتين المذكورتين، أنهما تصوتان لرفع غائلة الجوع عن الشعب السوري، هي مجرد غلالة إيهام لإخفاء، تأييدهما لما يسمّى (محور المقاومة والممانعة)، هذا المحور أسمته واشنطن (محور الشر).
النائبتان الديمقراطيتان تعرفان حقّ المعرفة أن نظام أسد ارتكب جرائم حربٍ موصوفة، وجرائم ضدّ الإنسانية موثّقة أمريكياً في صور “سيزر”، وفي تقارير أمريكية رسمية، تُثبت أن هذا النظام ليس مجرد نظام إبادة فحسب، بل أنه نظامٌ يصنّع مخدرات الكبتاغون، ويروّجها عالمياً، مهدداً بحبوبها حيوات أجيال الشباب في مجتمعات الشرق الأوسط بالدرجة الأولى، ومجتمعات أوربا والغرب الأمريكي.
وباعتبار أن النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم على ركائز متينة من حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، يكون من المستغرب، بل من المستهجن، أن تدعم نائبتان في الكونغرس الأمريكي رفع العقوبات عن نظامٍ مارس الإبادة الجماعية الموصوفة ضد شعبه الأعزل، من خلال استخدامه لكلّ أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً.
هذا التصويت السلبي، لا يخدم سوى استمرار ديمومة نظامٍ إبادة، وبالتالي، كيف يمكن فهم أنهما بحجة منع غائلة الجوع عن السوريين، نتيجة العقوبات الغربية المطبّقة على هذا النظام، صوّتن دعماً لرفعها؟، وهذه حجة لا داعم لها، حيث أن النظام هو من يجوّع شعبه، وهو من يضطهده، وهو من مارس أبشع جرائم القتل والتعذيب والنهب والفساد بحق السوريين، الذين هرب قرابة نصفهم من براميله المتفجرة، التي كانت تتساقط على القرى والبلدات والمدن كالمطر، فتدمر وتقتل الأبرياء، ولا تزال آثار التدمير شاخصة للعيان.
تصويت النائبتين طليب وعمر يتناقض مع مبادئ الحرية والديمقراطية الأمريكية، فالولايات المتحدة التي تحمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان عالمياً، لا يمكنها القبول بالدفاع عن نظام إبادة بصورة مواربة تحت حجة غير مقنعة.
فلو سألنا النائبتين سؤالاً صريحاً: ما مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن نظام الإبادة الأسدي؟ الجواب محاولة للالتفاف على جوهر وهدف العقوبات. سيما، يجب التذكير أن العقوبات الأمريكية بحق نظام أسد تختصّ بمنع هذا النظام من استخدام الاقتصاد في خدمة حربه ضد شعبه، وبما أن العقوبات الأمريكية والغربية لم تستهدف بجوهرها تجويع السوريين، بل طالت أدوات النظام الاقتصادية، ومنعت عنه أي نشاط اقتصادي يخدم حربه ضد شعبه، ارتفع صوت نظام أسد بكذبة تقول، أن العقوبات جوّعت السوريين، وهذا ما تبنته النائبتان المنحدرتان من البلدان العربية طليب وعمر، وهما بذلك تصوتان لصالح إعادة تدوير آلة تدمير الشعب السوري وانتهاك كل مبادئ حقوق الإنسان ومبادئ الحريات البشرية.
لقد أوضحت الإدارة الأمريكية على لسان كبار مسؤوليها، أن العقوبات الاقتصادية لا تستهدف لقمة عيش السوريين أو أدوية علاجهم، أو حياتهم العادية، بل هي عقوبات تستهدف نقل الأموال بطرق مختلفة، أو استير اد مواد تستخدم في خدمة هذه الحرب الظالمة على الشعب السوري، أو تلك المستخدمة في استمرار تدوير آلة القتل والدمار، التي يصرّ نظام أسد على استخدامها لاستعباد الشعب السوري، وتحويله إلى قطيع من العبيد في مزرعة الأسد.
النظام الأسدي، الذي أحس بخطورة العقوبات الغربية عليه عموماً، والأمريكية خصوصاً، ذهب إلى محاولة خلق بديل مالي، لاستمرار حربه على السوريين، هذا البديل المالي هو ما تدره عليه صناعته للمخدرات، وفي مقدمتها الكبتاغون، وتهريبها باتجاه دول المنطقة العربية، وأولها دول الخليج العربية، والتوسع في عمليات التهريب لتشمل القارة الأوربية، والتي غالبية دول اتحادها الأوربي تطبّق عقوبات شديدة على هذا النظام باعتباره نظاماً منتهكاً لحقوق الإنسان، ومرتكباً لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب موثقة.
فهل يمكن للنائبتين السيدتين (طليب وعمر) الدفاع عن هكذا نظام تطبّق بحقه العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية؟ أليس التصويت بر فع العقوبات عنه هو دعم صريح له؟ أليس هذا التصويت يتناقض مع بنية وجوهر الحضارة الأمريكية التي ترتكز على قواعد الحريات والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان؟
إن رفع العقوبات عن نظام الإبادة الأسدي هو جريمة كاملة الأركان ضد الإنسانية، وجريمة صريحة بحقّ المبادئ الوطنية الأمريكية، فكيف تغافلت هاتان النائبتان الديمقراطيتان عن هذه الحقيقة الصريحة؟
إن حقيقة تصويت النائبتين المذكورتين لا ينبع من القيم الديمقراطية الأمريكية النزيهة، بل أن النائبتين وصلتا الكونغرس بدعم صريح من مؤسسات ترتبط اقتصادياً بصورة غير علنية مع دول محور الشر، الذي يتكون من نظامين شموليين في الشرق الأوسط هما (النظام الإيراني والأسدي).
هذه الحقيقة، يجب أن يعاينها الكونغرس الأمريكي بمجلسيه “النواب والشيوخ”، فليس من المحمود أن تلعب قوى معادية للحضارة الأمريكية دوراً هدّاماً لهذه الحضارة من داخل البيت المجتمعي الأمريكي، فلو تمّ التغاضي عن هكذا هدم للحضارة والقيم الكبر ى الأمريكية، ستنمو هذه التهديدات، وتسيئ لمبادئ الحرية والديمقراطية الأمريكية.
إن النائبتين (طليب وعمر) بدل أن تكونا رسولتين للحرية وكرامة الإنسان، نجدهما انزلقتا للدفاع عن نظام إبادة يسحق شعبه منذ عام 1970، لا بل انزلقتا نحو مربع مساعدته لاستمرار تنكيله بشعبه، إذ أن هذا النظام يرفض حتى اللحظة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالصراع في سورية، وهما بيان جنيف1 والقرار الدولي 2118 والقرار 2254.
إن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة لم تستطع على ما يبدو الاندماج الطبيعي مع قيم ومبادئ الحضارة الأمريكية، فهي لا تزال تعيش في أفكارها القديمة في مجتمعها الحديث، وهذا يتطلب من نخبها الديمقراطية والمؤمنة بمبادئ الحضارة الأمريكية، أن تنهض بمسؤولية هذا الاندماج الوطني، والذي يقود بالضرورة إلى تحقيق القيم الأمريكية الكبرى في الحريات وحقوق الإنسان.
هذه الحقيقة هي من فتح الباب أمام النائبتين طليب وعمر لتصلا إلى الكونغرس الأمريكي وتشكلان عتبة للدفاع عن قيم القهر الإنساني الذي تمارسه قوى الاستبداد والديكتاتورية في بلدان مثل سورية وإيران وما شابههما.
استغرب من دكتور ان يشبح على الجالية المسلمة في امريكا بهذا الشكل ويتحفنا بالمبادئ الامريكية التي كذبت على العالم ودمرت العراق وشردت اهله ولم تقف يوما مع اي قضية عربية .. لماذا ستقف معك ايها المطبل ؟ خليك بالطب واوجاع المعدة احسن. عنجد مقال سخيف ومخزي لت وعجن يعني