fbpx

وزير أسبق بحكومة أسد يروي تفاصيل مروّعة تعرّض لها أستاذ بجامعة دمشق على يد الأفرع الأمنيّة

0 64

روى وزير أسبق في حكومة بشار الأسد، تفاصيل تعرّض أستاذ جامعي سوري لمعاملة مروّعة على يد “كل الإدارات الأمنيّة” في سوريا، رغم عدم ارتكابه لأي جرم، وعدم علمه بوجود أي إجراء قانوني ضده.

وكتب وزير الزراعة الأسبق، نور الدين منى، في منشور عبر حسابه في فيسبوك، تفاصيل ما تعرّض له الأستاذ الدكتور علي حسن موسى، أستاذ الجغرافيا وعلم المناخ المعروف في جامعة دمشق، والذي ينحدر من قرية الكافات التابعة لمنطقة السلمية بريف حماة.

وبدأ منى منشوره بالتساؤل: “أيها الملأ، أيها السوريون، أيعقل أن تنتهك حرمة العقل وتمتهن كرامة أستاذ جامعي، ولا يرفّ جفن للمعنيين بالأمر؟!”.

وفي التفاصيل، فإن الدكتور موسى ذهب للحصول على وثيقة “لا حكم عليه” بهدف تجديد شهادة قيادة السيارة، ليكتشف بأنه يترتب عليه “حكم حق عام” بسبب قضية كيدية في قريته (الكافات – السلميّة) كانت انتهت بعد أن أسقط المدّعي حقه، بالإضافة إلى عدم تبليغه أساساً بوجود دعوى أو حكم صادر بحقه.
واعتُقل الدكتور موسى على يد الأمن الجنائي في دمشق، وسيق مكبّلاً للقصر العدلي، وبعد انتظار لساعات نُقل إلى سجن عدرا ومن ثم إلى سجن حمص ومن بعده إلى حماة “عبر رحلة جهنمية بسيارة مجنزرة”، على حد تعبير الوزير الأسبق.

وفي السيارة، كان الأستاذ الجامعي محتجزاً مع عدد كبير من الموقوفين المتّهمين بتهم جنائية وتجارة مخدرات، وقد تم تكبيل أيدي الجميع ببعضهم البعض، ما أدى إلى تعرّض موسى لإصابة بليغة بيده.
وأضاف منى أنه “كان بين المعتقلين المتهمين بأبشع الجرائم، الذين شاهدهم موسى في سجن حماة، طفلان سرقا (سطلَي لبن) سرقاهما ليبيعاهما”.

وعلى الرغم من ذكر الدكتور موسى قصته أمام كل العناصر والضباط والقضاة، إلا أن جميعهم عاملوه بطريقة مهينة ووحشية ولا تليق حتى بالحيوانات، وقد تعرّض لأبشع أنواع الإهانات والتحقير والشتائم في الفترة بين 21 و26 حزيران 2023، على يد كل الإدارات الأمنيّة التي مثل أمامها.

وبعد تدخل أصدقاء ومعارف، حصل موسى على إخلاء سبيل، ولكونهم صادروا أجهزته المحمولة فقد طالب القاضي باستعادتها، ليهينه القاضي ويأمره أن يأتي بعد نهاية عيد الأضحى، وإلا فإنه سيعيده إلى السجن.

وتساءل الوزير السابق، بعد أن روى تفاصيل ما حدث مع موسى: “هل يعقل أن يهان أستاذ جامعي، ويقاد كمجرم مقيداً، ويتعرض للشتم والإذلال، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه بالجغرافية المناخية عام 1975، ومنذ ذلك الحين يدرّس في جامعة دمشق، وخلال فترة عمله وحتى اليوم كان قد أشرف على العشرات من شهادات الماجستير و أطروحات الدكتوراه”.
وأضاف: “الأستاذ الدكتور علي موسى شخصية أكاديمية لها وزنها وحضورها الإقليمي والوطني، فهل وصل بنا حال الانحطاط لنهين أستاذاً جامعياً ودون وجه حق ويعامل، كمجرم لا حق له بالدفاع عن نفسه، وأين مجلس الجامعة التي هو عضو هيئة تدريسية فيها؟ أين حرمة وحصانة العقل الأكاديمي في ممارسات قضائية لا تحترم عالماً ولا مفكّراً؟”.

وختم منى بالقول: “ويل لأمة تهين علماءها، وتحكّم سفهاءها بهم، وبئس المستقبل ونحن نرى كيف، يهان الأستاذ الجامعي ونصمت”.
المصدر:أورينت

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني