وثائق سرية: مخطط إيراني لاستهداف القوات الأميركية في سوريا بسلاح خطير
تعمل إيران على تسليح المقاتلين في سوريا من أجل مرحلة جديدة من الهجمات الفتاكة ضد القوات الأميركية في البلد، إلى جانب تعاونها مع روسيا في استراتيجية أوسع تهدف لإخراج الأميركيين من المنطقة، وذلك بحسب ما كشفته وثائق سرية مسربة ومسؤولون في مجال الاستخبارات.
تقوم إيران وحلفاؤها بتشكيل قوات وتدريبها على استخدام قنابل خارقة للدروع شديدة القوة، وذلك لاستهداف المركبات العسكرية الأميركية ولقتل الجنود الأميركيين بحسب ما ورد في تقارير استخبارية مسربة حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست. وتمثل هجمات كهذه تصعيداً للحملة الإيرانية الحالية التي تقوم على الاستعانة بالميليشيات العميلة لشن غارات صاروخية وبالمسيرات على القوات الأميركية في سوريا.
تسببت الهجمات بالمسيرات بجرح ستة جنود أميركيين ومقتل متعاقد مع وزارة الدفاع الأميركية، بيد أن الملغمات الجديدة ستزيد من عدد الضحايا بين صفوف الأميركيين، كما تهدد بمواجهة عسكرية أوسع مع إيران، وذلك بحسب ما أورده محللون في مجال الاستخبارات وخبراء في مجال الأسلحة. يذكر أن هذا النوع من الأسلحة الذي يعرف بالخارق المتفجر، استخدمه متمردون موالون لإيران في هجمات فتاكة استهدفت أرتالاً عسكرية أميركية خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق.
هذا وقد قام مسؤولون من فيلق القدس الإيراني بتوجيه عملية اختبار لأحد أنواع تلك المتفجرات والإشراف عليها، والتي خرقت الجزء المصفح من إحدى الدبابات في تجربة نفذت في أواخر شهر كانون الثاني بمنطقة الضمير شرقي العاصمة السورية دمشق، بحسب ما ورد في أحد التقارير الاستخبارية.
ويبدو أن هذه الوثيقة التي تندرج ضمن كنز المواد السرية التي تم تسريبها عبر منصة ديسكورد للتراسل، تعتمد على محادثات تم اختراقها بين مقاتلين سوريين ولبنانيين متحالفين مع إيران، وورد فيها بكل وضوح محاولة الاستعانة بتلك العبوات المتفجرة ضد القوات الأميركية، إلا أن العملية أُحبطت في أواخر شهر شباط عندما قام مقاتلون كرد متحالفون مع الولايات المتحدة بمصادرة ثلاث قنابل في شمال شرقي سوريا، بحسب ما ورد في وثيقة أخرى مسربة.
تعتبر القنابل الخارقة المتفجرة أكثر تطوراً من الملغمات التي تعرف بين العوام بالعبوات الناسفة والتي أصبحت السمة المميزة لحملة المتمردين ضد القوات الأميركية في العراق عقب الغزو الأميركي في عام 2003. يتم إطلاق العبوات بواسطة أجهزة استشعار عن بعد، حيث يتم الاستعانة بذخيرة متفجرة لها شكل معين لتقذف بسرعة كبيرة قطعاً معدنية مصهورة تجاه هدف معين.
تحدثت إحدى الوثائق المسربة عن محاولات قام بها أحد صانعي القنابل من حزب الله اللبناني المتحالف مع إيران، وذلك لتنفيذ تجارب على النوع الجديد من القنابل الخارقة المتفجرة في سوريا في أواخر شهر كانون الثاني. ولقد تم تقييم العبوة التي لا يتعدى قطرها 13 سم، بأنها فعالة ويمكن إخفاؤها بشكل جيد نظراً لصغر حجمها ولكونها مزودة بذخيرة من المتفجرات العسكرية يعادل وزنها 1.4 كغ. وفي اختبارين أجريا على تلك القنابل، تمكنت القنبلة من اختراق دبابة مصفحة سماكتها 8 سم تقريباً من مدى يعادل 23 متراً، بيد أن الاختبار الثالث قد فشل بحسب ما ورد في الوثيقة.
ذُكر في التقرير أيضاً بأن قياديين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قد ساعدوا في تصميم القنابل وفي التشاور حول الأمور التشغيلية المتعلقة باستخداماتها. إذ قام قيادي من فيلق القدس اسمه صادق أميدزاده “بتحديد المركبات الأميركية المصفحة من نوع Humvee وCougar في سوريا” على أنها الأهداف المعنية، وتحدث عن إرسال أعوان لم يحددهم بالاسم وذلك ليقوموا بالتقاط صور استطلاعية للطرقات التي تقطعها القوات الأميركية بحسب ما ورد في الوثيقة.
كما تحدثت وثيقة منفصلة عن قيام المقاتلين الكرد باحتجاز ثلاث قنابل خارقة متفجرة وكيف أعلنوا أن العبوات كانت بحوزة عميل سوري تابع لفيلق القدس، وكان يسعى لنقلها إلى مكان آخر استعداداً لشن هجوم أخير على القوات الأميركية بالقرب من منطقة رميلان في شمال شرقي سوريا.
المصدر: تلفزيون سوريا