fbpx

سرعة القبض على مرتكبي جريمة جنديرس منع تسييسها

0 135

لم يكن هناك أي توجهٍ من أي نوع لدى قوى وفصائل الجيش الوطني السوري، لمنع أي مكون سوري يعيش في المناطق المحررة، من ممارسة طقوسه الإثنية، ودليل ذلك، أن المكوّن الكردي لم يقف أحد بوجه حقّه في الاحتفال بعيد النيروز طيلة سنوات الثورة.

هذه الحقيقة، أراد المتربصون بحركة التحرير والبناء أن يجعلوا منها جريمة سياسية لأهداف بعيدة تخصّهم وتحرّض على الحركة، لأنها تقف سدّاً منيعاً بوجه مخططات تضرّ الشعب السوري وأفق ثورته، التي بذل في مسيرتها مئات آلاف الشهداء.

حركة التحرير والبناء عملت على خطين متوازيين وبسرعة كبيرة في مواجهة اتهام وُجّه لها أو اتهام أحد مكوناتها (جيش الشرقية)، حيث أصدرت بياناً استنكرت فيه بشدّة هذه الجريمة البشعة، ورفضت الاتهام بأن بعض عناصرها هم من قاموا بها.

في الآن ذاته كانت قوات حركة التحرير والبناء في منطقة جنديرس تعمل بسرعة على جمع معلومات حول القتلة، ورسم خطّة القبض عليهم، لتقديمهم أصولاً إلى جهاز الشرطة العسكرية، التي ستحيلهم إلى المحكمة المختصة لنيل عقابهم.

هذان الفعلان تمّا بسرعة كبيرة، في وقت ذهب فيه أقرباء للضحايا إلى أطمه للاستنجاد بهيئة تحرير الشام لنصرتهم في ضحاياهم.

هذه الخطوة المريبة، كشفت عن غايات لا تتعلق بالجريمة الفردية التي حدثت، فأقرباء الضحايا، لم يستنجدوا بالشرطة العسكرية في منطقتهم، والشكوى لديها على من ارتكب جريمة قتل أقربائهم، وهذا هو الصحيح كمسار لنيل حقوقهم، أما الذهاب إلى هيئة تحرير الشام واستنجادها، يعني دعوتها للتدخل العسكري في جنديرس وغيرها من مناطق غصن الزيتون.

إن تصريحات قادة من هيئة تحرير الشام حول هذه الجريمة كشف بعداً سياسياً خاصاً بالهيئة، ولا علاقة له بالجريمة، فالهيئة، تريد ببساطة أن تقدّم نفسها بأنها تمتلك حكومة منضبطة وقادرة على فرض الأمن والدفاع عن المواطنين، بينما مناطق نفوذ الجيش الوطني تعجّ بالفوضى، وهذا ادعاء عارٍ عن الصحة.

توظيف جريمة عادية لأغراض سياسية هو توظيف لا يخدم أهداف الثورة السورية، وإن ما سعت إليه هيئة تحرير الشام يخدم أجندتها الخاصة سياسياً، وهي أجندة مصنّفة من قوى المجتمع الدولي على أنها أجندة تنتمي بجذورها لرؤية وتفكير وممارسة منظمة القاعدة، والمصنفة بأنها منظمة إرهابية عابرة للدول.

كان الأجدر بهيئة تحرير الشام أن تقترب من الجيش الوطني بعلاقة تحالف سياسي لإنجاز الانتقال السياسي من نظام الاستبداد إلى نظام الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، ولكنها لا تفكّر بهذه الطريقة، لأنها تريد فرض نموذجها في الحياة والحكم على الباقين، وهذا غير ممكن وطنيّاً في سورية، أو في الإقليم، فالمجتمع الدولي لا يريد نموذجاً سياسياً دينياً متطرفاً يصل إلى الحكم في سورية.

إن قدرة حركة التحرير والبناء على كشف أبعاد الجريمة، والقبض على منفذيها، منع هيئة تحرير الشام من استخدام حجة القبض على القتلة من أجل فرض سيطرتها على مناطق غصن الزيتون، فقد أسقطت حركة التحرير والبناء حجج التدخل، وبذلك منعت هيئة تحرير الشام من قضم مناطق قوى الثورة والمعارضة التابعة لوزارة دفاع الحكومة المؤقتة.

إن اتهام حركة التحرير والبناء بجريمة جنديرس له أسباب لدى مخططي توظيف الجريمة سياسياً، فحين اجتاحت قوات هيئة تحرير الشام مناطق في غصن الزيتون، كانت تستهدف سحق القوى الأكثر قدرة على الصمود والدفاع عن هذه المناطق، ونقصد قوات حركة التحرير والبناء المنحدرة من محافظات المنطقة الشرقية من سورية، والتي يتصف مقاتلوها بالشجاعة والقوة والتحدي دفاعاً عن وطنهم وقضية ثورتهم، وهذا سبب العداء لهذه الحركة.

لقد أثبتت حركة التحرير والبناء أنها جزء من جيش وطني سوري يرفض ما يسيء للثورة وأهدافها، وأنها حركة ثورية لا تمييز لديها بين مكونات الشعب السوري الإثنية والدينية والطائفية والمناطقية، ولهذا يتربص بها أعداء الثورة، لأنها قوة دفع نحو تحقيق مصالح الشعب السوري وثورته.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني