fbpx

الدور الاجتماعي لحركة التحرير والبناء وأهميته في استقرار المحرر

0 191

تمثّل التسمية التي اختارها قادة الفصائل الأربعة (حركة التحرير والبناء) اسماً لاتحادهم في إطار عسكري، هذا الإطار الذي جمعهم، لم يجمعهم على شكل مصالح مؤقتة، بل شكّل إطاراً لعمل واسع المهام، منها العسكري والسياسي والاجتماعي، مهام قريبة وأخرى متوسطة وثالثة استراتيجية بعيدة المدى زمنياً.

إن مصطلح (البناء)، الذي هو جزء رئيس من اسم حركة التحرير والبناء، هو مصطلح واسع الدلالة، فالبناء يعني الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وقبل كل ذلك يعني الاستقرار الاجتماعي، وهذا يحتاج إلى توفير شروط تحققه وظروف تخدمه.

الاستقرار الاجتماعي يتحدد بإيجاد قواسم حياة مشتركة بين مكونات منطقة المحرر، هذه المكونات، إذا التمت على نفسها ومصالحها الضيّقة، فإنها لن تستطيع رؤية المكونات الأخرى، كما أنها لن تستطيع رؤية مصالحهم، وهذا يخلق بالضرورة حالة تنازع مصالح ضيّقة بين هذه المكونات الاجتماعية.

الاستقرار الاجتماعي في قسمه الأول يعني منع الاقتتال أو التنازع بين المكونات، وهذا أمرٌ وعته بعمقٍ قيادة حركة التحرير والبناء، حيث سارعت الحركة إلى وقف منازعات جانبية تهدّد استقرار المحرر، هذا الاستقرار، يسمح للجيش الوطني السوري، ومن ضمنه حركة التحرير والبناء، التي تنتمي إلى الفيلق الأول، إلى الاطمئنان الأمني ضمن حاضنته، فالمنازعات الجانبية قد تفكّك النسيج الاجتماعي للحاضنة، وهذا أمرٌ خطير للغاية.

الاستقرار الاجتماعي في قسمه الثاني يعني إتاحة شروط العمل والإبداع لدى المجتمع المحلي، ففي ظلّ المنازعات تتراجع حركة العمل والإنتاج والإبداع بكل أبوابه، وهذا يضرّ ضرراً شديداً بمعركة تحرير الأرض من الاحتلالات، ويضرّ أكثر تطور ونمو قدرات الجيش الوطني السوري في مواجهة ميليشيات نظام أسد وحلفائها من الميليشيات القادمة من خارج الحدود، كما أن تراجع حركة العمل والإنتاج والإبداع تخدم دون قصدية الميليشيات العابرة للوطنية، التي تديرها قوى إرهابية، هبطت من مخابئها في جبال قنديل العراقية، لتدير معركة تثبيت وجودها على الأرض السورية، والتي أسمتها من قبل ولا تزال (روج آفا) ويعني غرب كردستان.

هذه الحال، دفعت حركة التحرير والبناء المتواجدة في منطقة الباب شرقي حلب، إلى الإسراع في استقبال وفود من مكونات المنطقة، حيث استقبلت قيادة حركة التحرير والبناء ومعهم مجلس وجهاء الشرقية فعاليات اجتماعية في مدينة الباب، وضمت الفعاليات وفوداً من مجلس ثوار الباب، ومن مجلس وجهاء الباب، ومجلس أعيان وشباب الباب.

هذه الخطوة الهامة كان القصد منها خلق حالة حوار بين هذه الجهات، وذلك عبر الإشراف على تشكيل لجنة خاصة مشتركة للوقوف على الإشكاليات الحاصلة.

خلق الحوار يعني نزع فتيل المنازعات المحتملة، ويعني أيضاً إيجاد مربع تعاون واسع بين المكونات، هذا التعاون وتبادل المنافع وفق قاعدة عمل اجتماعي متفق عليها يساعد على الاقتراب أكثر فأكثر من مربع الوطنية المتساوية، وهذا أحد أهداف الثورة السورية، التي رفضت امتيازات ظالمة لفئة من السوريين، على حساب الأغلبية السورية الساحقة في كل المكونات، التي تعرّضت للاستغلال والسحق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وحتى الثقافي والعلمي.

هذا الوعي العميق من قبل قيادة حركة التحرير والبناء ينبع من وطنية راسخة، ترى في المعركة الرئيسية ضد نظام أسد وحلفه، وضد الميليشيات العابرة للوطنية هي المهمة الأكثر رئيسية وأولوية، ولذلك عملت الحركة ولا تزال تعمل على منع تقديم الثانوي على الرئيسي.

هذه الرؤية المتقدمة تحتاج إلى حملات مستمرة من التوعية والتثقيف والتعبئة الاجتماعية، لأنها تقوّي الصف، وتساعد على تعميق مفهوم الوطنية لدى أوسع طيف من الحاضنة الشعبية للجيش الوطني السوري.

هذه الرؤية تحتاج إلى الدفع بوحدة المكونات، عبر تشكيل إطار وطني لها، يحلّ مشاكلها، ويرعى مصالحها، ويمكن تحقيق ذلك عبر الحكومة المؤقتة وقوى الجيش الوطني.

فهل ننتظر تشكيل إطار وطني يخدم هذه الرؤية، إنه مطلب بحاجة إلى وضع أساس له دون إبطاء وتأخير.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني