fbpx

أبرز حالات الانفلات الأمني في درعا.. تزايد عمليات اختطاف الأطفال

0 189

تستمر حالة الانفلات الأمني والفوضى في
مدن وبلدات محافظة درعا، إذ لا تزال المحافظة تشهد عمليات مستمرة من اغتيال وخطف،
ازدادت مع فرض النظام سيطرته على المنطقة تموز 2018، ما يعكس عجز نظام الأسد عن
ضبطها.

ظاهرة اختطاف الأطفال، هي إحدى الظواهر
الشائعة في درعا، ولكنها نشطت في الآونة الأخيرة، وتهدف أغلب عصابات الخطف من خلال
هذه العمليات، طلب الفدية والحصول على المال مقابل إطلاق سراح المختطفين.

مصادر خاصة ذكرت لموقع “نينار برس”
أن بعض عمليات الخطف لم يُعرف هدفها حتى الآن، إذ إن العصابات الخاطفة لم تتواصل
مع أهالي الأطفال المختطفين، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، رغم إعلان ذويهم
عن مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم أو الإدلاء بمعلومات تفيد بالوصول إليهم.

المصادر أشارت إلى أن نساء منقبات يدخلن
المنازل بحجة التسول ويختطفن الأطفال أثناء انشغال الأهالي، أو يقمن بعملية الخطف
أثناء عودة الأطفال من مدارسهم أو لعبهم بالشوارع، مضيفةً أن سيارات تكون بانتظار
النساء بالقرب من مكان العملية حيث يوضع فيها المختطفون وتغادر بسرعة من المكان،
فيما يستقل بعض الخاطفين دراجات نارية.

 

الطفلة ميار علاء الحمادي
الطفل سلام الخلف

عمليات الخطف

سجلت محافظة درعا خلال العام الجاري 2020،
خمسة حالات اختطاف طالت الأطفال، فيما تم تسجيل محاولات أخرى باءت بالفشل، إضافة
لعمليات سابقة خلال الأعوام المنصرمة.

في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي الغربي،
اعترض مجهولون طريق 3 طفلات يافعات من عائلة واحدة وأقدموا على خطفهن، وزجهن
بحافلة بشكل سريع وذلك بتاريخ 17 آذار 2020، أثناء ذهابهن لتلقي دروسهن.

وبعد تأخر الطفلات عن الموعد المحدد
لعودتهن إلى المنزل توجه ذووّهنّ إلى أقربائهم والجهات المختصّة كون إحدى الطفلات
تحمل هاتفاً جوالاً، ليتم تحديد مكان الطفلات من خلاله في منطقة القزاز بالقرب من
العاصمة دمشق، وهي منطقة غير مأهولة بالسكان.

وبعد ساعات من الاختطاف أرسل الخاطفون
رسالة إلى ذوي الطفلات من الهاتف الذي تحمله إحداهنّ، طالبوا بفدية ماليّة تقارب
70 مليون ليرة سورية، ودفع ذوو الطفلات المبلغ المالي المطلوب وأطلقوا سراح الطفلات
بعد ذلك.

فيما لا يزال الطفل ميار علاء الحمادي
“6 سنوات” وهو من أبناء مدينة جاسم أيضاً، مخطوفاً منذ أكثر من 4 شهور،
دون ورود أي معلومات عنه لذويه، بينما كان أفاد شهود عيان من بلدة الحارة أنّهم
رأوا الخاطفين الذين قاموا بعملية الاختطاف من أمام مدرسة “بنات جاسم
الثانية” في المدينة، يستقلّون دراجة ناريّة.

أما في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي فقد
اختطف مجهولون، بتاريخ 10 آذار 2020، الطفلة سلام حسن الخلف خلال عودتها من
المدرسة، لكن ذوي الطفلة سلام لم تصلهم أي أخبار عن طفلتهم حتى اليوم، كما أنّ
الخاطفين لم يتواصلوا معهم، في حين عرض ذوو الطفلة مبلغ 5 ملايين ل.س لمن يوصلهم
لابنتهم المفقودة.

كما فُقد الطفل “مازن صايل المحاميد”
المنحدر من حي الكاشف بمدينة درعا، بعد خروجه من منزله بتاريخ 14 آذار الماضي،
فيما أرسلت عائلة الطفل نداء استغاثة للبحث عن ابنهم الذي ما زال مفقوداً حتى
اليوم.

وفي مدينة درعا، خُطف الطفل “مؤنس
الكراد” أثناء توجهه إلى منزله بعد خروجه من مدرسته الابتدائية في حي الكاشف
بالمدينة، ووجهت عائلته مناشدات للأهالي والجهات الأمنية للبحث عن الطفل ومعرفة
الجهة المسؤولة عن خطفه، حيث لم ترد معلومات عن الطفل حتى اللحظة.

محاولات خطف باءت بالفشل

تعرّض طفلان في بلدة الغارية الشرقية
لمحاولة خطف بتاريخ 3 آيار الجاري، حيث أقدمت امرأتان منقبتان على دخول أحد
المنازل في البلدة بداعي التسول، وحاولتا التقرب من طفلين كانا يلعبان في حديقة
المنزل، إلا أن والدتهما عندما لاحظت الأمر بدأت بالصراخ، ما أدى لهروب المتسولتين
بسيارة كانت بانتظارهن خارج المنزل.

وقام أهالي الغارية بالبحث عن السيارة في
جميع أنحاء البلدة، لكنها توارت عن الأنظار بشكل سريع، ولم يُعثر على أي إثر لها.

وخلال كانون الأول 2019، حاول مجهولون
اختطاف طفل في بلدة صيدا في المنطقة الشرقيّة من محافظة درعا، أثناء وجوده في أحد
شوارع البلدة، حيث هاجمت عصابة مجهولة تستقل سيارة من نوع فان فضيّة اللّون، طفلاً
يبلغ من العمر تسع سنوات، كان يمشي في أحد شوارع البلدة وحاولت خطفه، ولكنّها فشلت
في ذلك ولاذ أفرادها بالفرار، بسبب مرور أحد المواطنين على دراجة نارية.

هذه العمليات دفعت بعض قرى وبلدات درعا
لمنع دخول أي شخص من خارجها، إلا بعد التعريف عن نفسه، وإظهار أوراقه الشخصية
للحواجز الشعبية المنتشرة، وبالأخص المتسولات المنقبات، كـ بلدة الكرك الشرقي التي
أصدرت بياناً بخصوص هذا الأمر.

وأفاد مصدر خاص لـ نينار برس، أن قوات
النظام قد تكون شريكاً للعصابات الخاطفة في هذه العمليات، إذ إن سيارات العصابات
الخاطفة تمر من خلال حواجز النظام المنتشرة داخل المدن وعلى مخارجها، وهو ما يمنع
تنقله وتحركها بسهولة دون تسهيل قوات النظام وحواجزها لها.

وذكر المصدر أن حادثة اختطاف الطفلات
الثلاث في جاسم أكبر دليل على ذلك، إذ إن الخاطفين نقلوا المختطفات عبر حواجز
النظام المنتشرة داخل المدينة ومخارجها وعلى طول طريق درعا/دمشق وصولاً إلى منطقة
القزاز بدمشق ما يشير لتعامل قوات النظام وحواجزه مع العصابات وفتحه الطريق لها.

وتستيقظ مدن وقرى وبلدات محافظة درعا في
معظم صباحاتها على حوادث خطف مرهقة للأطفال، باتت تؤرق الأهالي وتقض مضاجعهم في
انتهاك يعدّ هو الأكبر بحق الطفولة التي قضت سنوات عدّة تحت الحرب، وفي غياب للضبط
الأمني والرادع الحقيقي لتلك العمليات.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني