fbpx

حركة التحرير والبناء رائدة الفصائل في تشكيل الجيش الوطني

0 181

لم تكن حركة التحرير والبناء منذ انطلاقتها في شباط 2022 سوى حركة تعمل مع غيرها من شقيقاتها فصائل الثورة السورية على ترسيخ بنية الجيش الوطني السوري، وهذا الأمر اتضح من خلال أهدافها التي أعلنت عنها في بيان تأسيسها.

إن الثبات على مبادئ الثورة السورية يعني في جوهره العمل على إسقاط نظام الإبادة الأسدي، والخلاص مما سببه من آثار تدميرية طالت المدن والبلدات والقرى، كما طالت البنى التحتية للشعب السوري من مدارس ومشافٍ ومؤسسات خدمية مختلفة. ولهذا فالثبات على مبادئ الثورة يعني الدفاع عن إنسانها، وبناء هذا الإنسان على قيم الوطنية السورية وقيم الكرامة والحريات والديمقراطية، وهذا يقود حتماً إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات والقانون.

لقد أدركت حركة التحرير والبناء أهمية تشكيلها وطنياً، فهي تنتمي إلى الفيلق الأول في الجيش الوطني السوري، وهذا يعني أنها من حماة الشعب الكريم، ومن الذين يقدمون التضحيات للدفاع عنه والدفاع عن وحدة الأراضي السورية، وهي ترفض التغيير الديمغرافي، وتصرّ على عودة كل المهجّرين إلى قراهم ومدنهم وبيوتهم.

إن تشكيل حركة التحرير والبناء هو ريادة في بناء جيش وطني سوري، فهذه الحركة بتوحد فصائلها إنما كانت تعمل على الدفع باتجاه بناء هذا الجيش، وهي تدرك بعمق أن وحدة الفصائل في جيش وطني، يمنع أي تغيير لأهداف فصائل الثورة، التي تتلخص ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، كما يمنع محاولات القوى المعادية لوحدة البلاد من تنفيذ مشاريعها الانفصالية بأي صيغة أو طرحٍ سياسي مرفوض.

إن حركة والتحرير والبناء التي وضعت على كاهلها استقرار المناطق المحررة، إنما كانت تريد لحاضنتها الشعبية القدرة على تغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والعلمية في هذه المناطق، فالحركة تساهم في دفع مقاتليها أو غيرهم على كسب درجات العلم بما فيها التعليم الجامعي، حيث تقدّم الحركة مساعدات وفق قدراتها تخدم هذا الهدف الكبير. ولعل ما تفعله بهذا الخصوص يندرج بالضرورة في تحقيق بناء الإنسان السوري في مناطق المحرر.

حركة التحرير والبناء تدرك أن مقاتليها ينحدرون من أبناء المحافظات السورية وتحديداً المحافظات الشرقية، هذه المحافظات (دير الزور والرقة والحسكة) هي محافظات لا يزال بناؤها الاجتماعي يرتكز على انتماء السكان للقبائل والعشائر العربية، ولهذا فهي حريصة على تثمير هذا الانتماء بما يخدم تطور الوضع السكاني على قاعدة الوطنية السورية.

ففي حالات محددة لعبت قيادة حركة التحرير والبناء دوراً في منع تصاعد الخلافات بين مكونات الشعب السوري الموجودة في الشمال المحرر، فكانت تعمل على خلق قاعدة صلحٍ وتعاونٍ بين هذه المكونات، ما يعزّز الوحدة الوطنية بينها.

لم تأل حركة التحرير والبناء جهداً في منع تدهور العلاقات الأخوية بين عشائر الشمال، وتحديداً دور الحركة في منع التدهور بين هذه العشائر، والمساهمة في بناء قاعدة الصلح بينها، وهذا برز واضحاً في منع الاقتتال الجانبي المضّر بالثورة السورية وأهدافها بين عشائر جرابلس.

وعي قيادة حركة التحرير والبناء لأهمية استقرار مناطق الشمال المحرر، يعني العمل على تهيئة الظروف لتحرير البلاد من قوى الاحتلالات الأجنبية وفي مقدمتها تحرير المدن والبلدات من قبضة الميليشيات التابعة لإيران من مختلف منابتها، وهذا لا يمكن القيام به في ظروف عدم الاستقرار الاجتماعي في الشمال المحرر.

وفق ما تقدم، يمكننا الاستنتاج أن حركة التحرير والبناء هي نواة من أنوية الجيش الوطني السوري، وهي حركة ملتزمة بأهداف الثورة، ولهذا فهي تبني قواتها على مبادئ الثورة وأهدافها الرئيسية وأخلاقها النبيلة في التحرير وبناء الانسان السوري الجديد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني