fbpx

متى ينتهي طغيان نظام الملالي؟

0 125

حوّاس محمود*

عنوان المقال سؤال يتكرر على ألسنة كل الأحرار في كل بقاع العالم، سيما بعد المظاهرات والاحتجاجات الهائلة التي عمت معظم المدن الايرانية انطلاقاً من كردستان إيران، بعد أن استشهدت الفتاة الكردية مهسا أميني تحت التعذيب على أيدي قوات الشرطة الأخلاقية، بسبب عد التزامها بالحجاب المتوافق مع القوانين في إيران.

هذا الطغيان لم يقتصر على الشعوب الإيرانية، بل تعدّاها إلى دول عربية عدّة (سورية، العراق، لبنان واليمن)، وذلك بدعم أذياله من الأحزاب والقوى والميليشيات والسلطات في تلك الدول.

الحقيقة أنّ الشعب الإيراني يعاني أزمة شاملة خانقة، ولا يمر عام إلا وتشتعل الاحتجاجات في أكثر من منطقة ضد التعسف الحكومي الإيراني وظلم نظام الخامنئي المزمن، لقد ضاق الشعب الإيراني ذرعاً بكل الممارسات الاقتصادية والأمنية والسياسية ضد إرادة الشعب الإيراني ورغبته في الديموقراطية والحرية ودولة يسود فيها العدل والسلام والحوار الديموقراطي بعيداً عن أساليب الخنق والتضييق والسجون والمعتقلات.

إنّ ملف الأزمة في إيران ملف ضخم جداً ويرتبط بإرادة الغرب الغامضة في تشجيع عملية التغيير في إيران، إذ لا يثق الكثير من المحللين من جدية ادعاء الإعلام الغربي وعلى رأسه أمريكا، دعم ومساندة الشعب الإيراني الأعزل وهو يواجه آلة البطش والإجرام.

في الأحداث الأخيرة، التي لا زالت مستمرة، تم اعتقال المئات من الناشطين الإيرانيين والصحفيين وأعضاء منظمات إنسانية في ظل صمت عالمي غريب، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها ستوفر الإنترنت للناشطين الإيرانيين في محاولة لمقاومة أساليب النظام الإيراني الجبانة في حرمان الناشطين منه للحيلولة دون اتصالهم فيما بينهم للتنسيق والتواصل ومتابعة الاحتجاج على ما حصل للفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني وغيرها من الفتيات الإيرانيات اللواتي يتعرضن للتعذيب والقهر والعسف، إلا أنها لا تضغط كثيراً على النظام الإيراني بسبب الأمل في توقيع اتفاق نووي مع طهران رغم تعثر المفاوضات بين طهران والغرب، والمميز في الاحتجاجات أنها تتسم بالشمول والاتساع وتختلف عن الاحتجاجات السابقة، وذلك يرتبط بالوضع السياسي العام في إيران إذْ تتناقل التسريبات أنّ مرشد ما يسمى بالثورة الإسلامية علي خامنئي على فراش المرض وقد يموت في أي لحظة، وبالإضافة إلى استعصاء الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب إضافة إلى أزمة شاملة كما ذكرنا آنفاً.

الخلاصة، أنّ هذه الاحتجاجات وإنْ تم إيقافها بقوة القمع في قادم الأيام فإنها فتحت شرخاً كبيراً في جدار القمع الإيراني، وأثبتت النساء الإيرانيات مدى قدرتهن على قيادة الشعب الإيراني نحو الثورة.

الأيام والأسابيع القادمة ستكشف عن مآلات هذه الاحتجاجات وانعكاساتها على الوضع الإيراني عموماً، ولكن في كل الأحوال يتمنى كاتب السطور (وأعتقد معه آلاف وملايين الأحرار في العالم) أن تنتصر إرادة الشعب الإيراني ضد جلاديه وقامعيه وأن يكون هذا الانتصار وسقوط الطغمة الحاكمة في طهران وقم مقدمة لسقوط نظام الأسد وعصابته المجرمة وكذلك كل من يتبعهم من أذيال خربت بعض المجتمعات العربية ودمرتها وأوقفت فيها مقومات الحياة، وأنْ تعود شعوب هذه الدول إلى حياتها الاجتماعية والسياسية بعيداً عن العسف والاضطهاد والقمع.

  • كاتب وباحث سوري مقيم في النروج

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني