fbpx

تيار الإصلاح الرمضاني وكباب الكاظمية

0 122

يروي الدكتور فخري القيسي وهو أُستاذ بكلية طب الأسنان، جامعة بغداد طرفة، عندما سجنوا سنة 2001 في سجن أمن الرصافة بتهمة سياسية، وكان معهم في الزنزانة أكثر من عشرة رجال ضخام طوال سمان من أهل قرية المعدان في “أبو غريب” وكانوا يواظبون على صلاة الجماعة في أوقاتها فسألهم مرة ما هي جنايتكم؟.

قالوا كنا نجهز لحوم الحمير المثروم لمطاعم وجزاري منطقة الكاظمية حصراً ومعنا نساؤنا في زنزانة النساء.

يقول القيسي، كانت في ذلك الوقت عندي عيادة في الكاظمية استمرت العمل عشرين سنة وتعودت في كل فترة أن أشتري كيلوين كباب للعائلة من أحسن وأرقى وأنزه مطعم في الكاظمية اسمه كباب سيد جابر، وكان الازدحام عليه شديداً، فسألتهم هل كباب السيد جابر من ضمن الذين تجهزوهم بلحم الحمير المثروم؟ قالوا نعم، صفنت برهة وحسبت عدد السنين مع عدد الكيلوات فقلت لهم “لعد إني لحد الآن ماكل زمال ونص”.

تذكرت تلك الطرفة عندما علمت أنّ أحمد رمضان الذي سمّى نفسه زعيماً لتيار الإصلاح أصدر خلال أقل من ثلاثة أشهر أصدر 70 بياناً صحفياً و69 مذكرة ومثله تصريحات صحفية، أغلبها متناقضة.

في أحد البيانات قال: إنّ الائتلاف الوطني وصل إلى طريق مسدود، وهذا عكس ما كان يقوله عندما كان عضواً في الائتلاف الوطني، وأذكر أنّه قال خلال لقاء تلفزيوني قبل فصله من الائتلاف الوطني إنّ كل الطرق مفتوحة أمام الائتلاف، وكأنه يريد القول إنّه هو الذي كان يفتح الطرق أمام الائتلاف ويُنجيه من أي مصيبة.

تقول مجموعة العمل لأجل أحمد رمضان، إنّها إحدى الكتل المؤسسة للمجلس الوطني والائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة، أي أنها جزء من هذا الفساد الذي يتحدث عنه، بل إنّها جزء من أخطر عملية فساد حدثت، عندما استولت مجموعة العمل على وزارة الاتصالات وسلبت مبلغاً ضخماً بحجة استئجار 23 سيارة للحكومة المؤقتة عن طريق الوزير ياسين نجار الذي عينه أحمد رمضان شخصياً، ناهيك بشبكة اتصالات حلب التي كلّفت صندوق الوزارة أكثر من ثلاثمئة ألف دولار، وكانت تدر أموالاً طائلة، لم يدخل منها إلى صندوق الحكومة المؤقتة دولار واحد.

هذا الفساد المالي الذي ورّط أحمد رمضان نفسه به، لا يعدّ شيئاً أمام الصفقات السياسية التي عقدها مع العديد من الدول وأدت إلى حالة من الانهيار السياسي، ثار الشارع السوري ضدها وطالب بإقالة أحمد رمضان من خلال مظاهرات عديدة، إلا أنّ المجلس الوطني والائتلاف الوطني لم يستجب حينها، على اعتبار أنّ رمضان كان يؤثر على الكتلة الأكبر التي تحميه من أي قرار فصل، ضارباً برأي الشارع الثوري عرض الحائط.

ينتقد أحمد رمضان بعض الشخصيات، على أن سلطتهم غير شرعية، ونسي أنّه يتحدث باسم تيار يقول إنه سيمثل الشعب السوري، لكنه لم يكن نتاج مؤتمر عام وشرعية من الداخل، ثم يقول إنّ أحمد شحادي مدير مكتب الداخل، دون أن يبيّن لنا كيف شكّلوا هذا التيار وممّن استمدوا شرعيتهم، لاسيما أنّ شخوص تيار الإصلاح ابتداء به وبتابعه رياض الحسن وليس انتهاء بمن فصلوا من المجالس المحليّة، هم ذاتهم الذين طالب الشارع الثوري بإقالتهم خلال احتجاجات شعبية ضد فسادهم.

كان حري بأحمد رمضان أن يعتذر لثوار سوريا عن الفساد الذي مارسه على مدى 10 سنوات، بدلاً من استخدام نظريات للتأثير على الرأي العام لا توافق الحالة السورية والوعي السوري، وكان حري به أن يقدم نفسه للمساءلة بدل أن يبرز نفسه كبطل مخلّص.

أقرأ بيانات زعيم تيار الإصلاح المتناقضة، أضحك، ثم أسأل نفسي، كم كيلو كباب أكل أحمد رمضان في الكاظمية عندما كان يقيم في بغداد؟.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني