fbpx

من أقبية المعتقلات إلى أروقة مجلس الأمن.. عمر الشغري يوبخ الأعضاء ويستفز روسيا

0 200

بكلماتٍ تفتقر إلى الكياسة والدّبلوماسية وبخطابٍ عشوائي تنقصه الرّصانة والخبرة السّياسية، وصف بعض المنتقدين كلمة مدير شؤون المعتقلين في فرقة عمل الطوارئ عمر الشّغري في مجلس الأمن أواخر الشّهر الماضي.

فيما أثلج قلوب الكثيرين الخطاب المجرّد من المحاباة والكلمات المنتقاة، الذي ألقاه عمر على مسامع من صمّوا آذانهم عم معاناة السوريين على مدار السّنوات السّابقة ليكون خطاب عمر بكلماته القاسية والوقحة بنظر البعض رداً على هذا التّجاهل لمعاناة امتدت لسنوات، فعمر قُدّم على أنه ناشطاً سورياً لذلك لا بد أن يكون مباشراً بطرح قضيته التي كانت على شكل أربع عشرة رسالة من المحافظات السورية كافّةً أرسلها أصحابها لعمر الذي نقلها بأمانة وبحرفيّة.

البساطة والمصداقية تلك استفزّت روسيا التي عبرت عن استيائها من خلال رسالة موجهة إلى رئيس مجلس الأمن عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، منتقدةً كلمة النّاشط عمر الشّغري الذي وصفت سلوكه بالمسرحي والذي لم يسهم بمناقشة مسألة مهمة، معربةً أنه من غير المقبول ما بدر عن عمر من لغة بذيئة وإهانة للدول الأعضاء وسوق الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة.

أثارت رسائل الشعب السوري التي نقلها الشغري استفزاز روسيا لما فيها من تصريح واضح وتوبيخ لمجلس الأمن لسكوته عن دور روسيا باستمرار معاناة الشعب السوري على مدار السنوات السابقة وذلك من خلال رسالة مدينة طرطوس التي قدمها باسمه كونه ابن المدينة موضحاً دور روسيا ودعمها للنظام من خلال الفيتو الروسي الملازم لأي قرار يغطي انتهاكات حقوق الانسان واستخدام القوة بحق المدنيين.

وفي سياق آخر ندد الشغري باستقبال الإمارات لرأس النظام السوري وندد كلك برفض الأردن السماح لامرأة حامل تقيم في مخيم الركبان، الوصول إلى مشفى أردني ليطال بخطابه الصادق كل متعاون على قهر وإذلال السوريين وكل متخاذل عن نصرهم ولو بكلمة.

كلمة عمر الشغري العفوية الصادقة فعلت ما لم تفعله المعارضة السورية بأجسامها السياسية ومنصاتها وبسياسييها وخبراتهم ومؤتمراتهم الإقليمية والدولية وبالخطابات السياسية المنمقة والنهج الدبلوماسي والسلوك السياسي واستخدام كافة اللغات الناعمة لمخاطبتهم مع ابراز الأدلة من شهادات وصور ووثائق تؤكد همجية النظام ووحشيته تجاه الشعب بدعم روسي، عجزت المعارضة التي ادعت تمثيل السوريين عن استفزاز روسيا وإزعاجها، وفعلها عمر الشغري.

ربما يعود ذلك للمصداقية التي امتلكها عمر، التي كانت واضحة أثناء حديثه فهو الناجي بأعجوبة من الموت الذي طال والده وشقيقيه وأصدقاءه وجيرانه وهو الشاهد على عمليات التعذيب والتصفية والقتل أثناء اعتقاله والذي لم يشهده معظم من ادعوا تمثيل السوريين على مدار السنوات الماضية.

عمر ليس دبلوماسي ولا سياسي ولا يتبنى رؤية أية جهة إلا رؤية الشعب السوري المتطلع إلى الحرية والعدالة وهذا سبب نجاحه بنقل معاناتهم.

إنسانية عمر الشغري والرسالة التي يحملها هي من دفعته للوقوف بوجه ممثلي مجلس الأمن ناقداً مقرّعاً مستنكراً لمجلس لا يحمل من الأمن إلا اسمه، عجز ممثلوه أو ربما تقاعسوا عن حماية السوريين طيلة السنوات العشر الماضية.

كلمة عمر ليست توبيخاً لمجلس يدعى أنه يحمل رسائل انسانية وليست صوت يستصرخ ضمائر أعضاءه وإنما هي رسالة موجهة للشعوب وليس للحكام، للشعوب التي تمتلك القرار والقدرة على الضغط كلمة عمر التي شاهدها الملايين أعادت النبض للقضية السورية التي أصبحت خبر هامشي على القنوات العربية المسيسة، ورسالة أيضاً للسوريين فحواها انتصار طموح الشباب السوري وقدرته على ايصال صوت المقهورين.

لن تغير كلمة عمر بقسوتها وافتقارها للباقة ما جرى ويجري للسوريين، كما أنها لن تغير شيء لو وُجهت بسلوك دبلوماسي وبكياسة سياسية كما كانت رسائل المعارضة المنمقة المختارة بعناية بعيدة عن خدش مشاعر من وقفوا متفرجين على الدماء السورية المسفوحة.

أجمل ما بكلمة عمر الشغري سفير الشعب السوري في المحافل الدولية أنها نطقت بلسان حال السوريين بلغتهم والفاظهم الحانقة بأصواتهم المخنوقة.

وضع يده على جراحهم واصفاً من أجرموا بحقهم بأوصافهم الجلية بجرأة دون مواربة وتصنع، غير محاب بالحقوق والدماء.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني