fbpx

هل نحن بحاجة الائتلاف؟

0 302

ينشغل العالم اليوم بالحرب في أوكرانيا، يتراجع الملف السوري في قائمة الأخبار التي طغى عليها أخبار الغزو الروسي لأوكرانيا والملف النووي الإيراني ومحاولة إسقاط حكومة عمران خان في باكستان.

في ظل هذه المتغيرات التي تعصف بالعالم يبرز أيضاً حراك من نوع آخر الهدف منه إعادة تعويم نظام الأسد تقوده الإمارات وبعض الدول العربية.

وفيما انتظر السوريون حراكاً من نوع آخر تقوده المعارضة السياسية السورية للاستفادة من الموقف الدولي من روسيا، الذي بات يفرض عقوباته على كل شيء فيها، وبدأ الإعلام يقارن بين جرائم روسيا ونظام الأسد في سوريا وبين جرائم الروس في ماريبول وبوتشا وكييف وأوديسا والدونباس.

وبدل أن نرى جولات مكوكية لأعضاء الائتلاف على عواصم صنع القرار، والتهديد بإيقاف العملية السياسية التي باتت أشبه بتقطيع الوقت والضحك على اللحى، يماطل وفد النظام في اللجنة الدستورية ويضع شروطه، ويسارع وفد المعارضة للمشاركة دون أي شروط، بل دون المطالبة بأي إيضاحات حول الموقف الدولي منها بعد عزل روسيا سياسياً بسبب تدخلها في أوكرانيا.

بعد كل ما جرى، يخوض الائتلاف صراعاً داخلياً تحت مسمى الإصلاح، فيتم فصل عدد من أعضائه (المغمورين والغير فاعلين) واستبدال آخرين تحت ذريعة الاصلاح.

وأي إصلاح هذا الذي أزاح القشور فيما بقيت الكتلة الصلبة التي يرفضها السوريون ويتهمونها بالفساد، موجودة دون تغيير، يعلم السوريون أن هناك مجموعة تتحكم بالائتلاف وتديره، هذه التي لم تصلها يد الإصلاح المزعوم.

فينتفض هؤلاء الذين تم فصلهم ويهاجمون الائتلاف ويتهمونه بالفشل والفوضى وكأنهم لم يكونوا حتى الأمس أعضاءً داخله.

ويبرر بعضهم استمراره حتى تاريخ فصله بأنه كان يحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، ظناً منهم أن هجومهم اليوم سيكفّر عن جريمة سكوتهم بالأمس.

كل هذا يطرح سؤالاً ربما ردده السوريون كثيراً على مدى أعوام، هل نحن بحاجة الائتلاف؟

الائتلاف الذي تراجع دوره منذ لحظة تشكيله على مستويين، الداخلي حيث فقد كثيراً من شعبيته، والدولي الذي لم يعد يراه قوة سياسية فاعلة.

تحوّلُ الائتلاف إلى ما يشبه برلمان مترهل لا يملك القرار، يجعل من التفكير بحلول أخرى لإنقاذ الثورة ومسارها السياسي مطروحاً بين السوريين للخروج من هذا المأزق الذي وضعهم فيه قادة العملية السياسية عبر الأخطاء الكارثية التي وقعوا فيها أثناء عملهم.

ما يعيد طرح الأسئلة حول جدوى وجود متصدري المشهد المعارض، وجدوى وجود واستمرار هذا الجسد البالي المُسمى (ائتلاف).

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني