fbpx

عشر سنوات على مذبحة الجورة.. انتهاكات الحرس الجمهوري وخفايا مجزرة حيي “الجورة والقصور” في دير الزور 2012

0 498

لم تكن مدينة دير الزور أفضل حالاً من بقية المدن والبلدات السورية التي تعرّضت لارتكاب مذابح ومجازر على مرّ تاريخ الثورة السورية، ابتداءً من كرم الزيتون في حمص، مروراً بالتريمسة والحولة والبيضا، وصولاً إلى كيماوي الغوطة.

إلا أن التغطية الإعلامية في المنطقة الشرقية عموماً، وفي دير الزور على وجه الخصوص، عانت من معضلات جمة في نقل الخبر بعكس باقي المناطق السورية، لأسباب بالدرجة الأولى تتعلّق بالاهتمام بنقل ومتابعة أخبار المدن الغربية على حساب الأخبار القادمة من المناطق الشرقية إلى محطات التلفزة ووكالات الأنباء العربية والعالمية.

والدراسة التي نحن بصددها اليوم، تتعلّق بتسليط الضوء على مجزرة شنيعة تعرّض لها المدنيون من أبناء مدينة دير الزور جرّاء الإعدامات الميدانية أمام مرأى ومسمع أبناء المنطقة والمناطق المحيطة، وبعض وسائل الإعلام، إلا أن قضيتها لم تُثر بالشكل المطلوب أمام مؤسسات العدالة ومنظمات الحقوق الأممية، ولم تنل نصيبها الكافي من البحث والمتابعة.

اجتياح النظام السوري للمدينة 2011-2012

بعد اقتحام جيش النظام الأول لمدينة دير الزور، الذي جرى بالتزامن مع اقتحام مدينة حماة، في شهر آب/أغسطس 2011، عقب تناقل وسائل الإعلام أخبار المظاهرات التي تجاوزت مليون نسمة في المدينتين المذكورتين، شهدت دير الزور هدوءاً قمعياً بسبب انتشار آليات النظام وعناصر أمنه بين أحياء المدينة ما أدى إلى تقطيع أوصالها؛ إلا أن هذا الهدوء لم يستمر سوى أشهر قليلة، كانت حينها فصائل الجيش الحر بطور التشكيل السرّي؛ وما أن جاء ربيع عام 2012 حتى أضحت المدينة خالية من المظاهر الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، جراء اتساع قاعدة الجيش الحر داخل الأحياء، والعمليات النوعية الدقيقة التي نفّذها ضد حواجز النظام المحيطة بالمدينة، فعادت التظاهرات والاعتصامات مرة أخرى لتتصدر المشهد في ساحات الدير وميادينها.

إلا أن النظام كان يحضّر آنذاك لاقتحام مركز المدينة، الذي خرج عن سيطرته مرة ثانية، فأرسل تعزيزات عسكرية إضافية إليها، ابتداءً من شهر حزيران/يونيو 2012 الذي شهد تحرير وسط المدينة وجزئها الشرقي وصولاً إلى المطار؛ فتمركزت التعزيزات في معسكر “الطلائع” والمربع الأمني الواقعين في حي “الجورة” والقريبين من حي “القصور”، الحيّان اللذان لم يخرجا عن سيطرة النظام طوال سنوات الثورة، ولم يشأ الجيش الحر دخولهما والسيطرة عليهما حفاظاً على المدنيين الموجودين فيهما والنازحين إليهما من مناطق التماس في وسط المدينة والأحياء الشرقية منها.

الحرس الجمهوري والتحضير للمجزرة

نتيجة الفشل الذي لحق بجيش النظام ومحاولاته المتكررة في اقتحام الأحياء المحررة، لم يكن أمام النظام آنذاك سوى إرسال حملة تابعة لـ “الحرس الجمهوري” سيئ الصيت، في منتصف أيلول/سبتمبر 2012، اشتملت على ما يقرب من 2400 عسكري، غالبيتهم من المشاركين وقتذاك بمجازر درعا وأحياء حمص ودوما، بقيادة العقيد “علي خزام” صاحب مجازر بابا عمرو وداريا، والعميد “عصام زهر الدين” شريكه في الانتهاكات في حمص والغوطة الشرقية (والضابطان لقيا مصرعهما بدير الزور في ظروف غامضة، ويرجّح تصفيتهما من قبل النظام لطمس جرائمه ودفنها معهما).

وكجميع التعزيزات التي قدمت إلى المدينة، تمركز عناصر الحرس الجمهوري في منطقة الطلائع المتاخمة لحي الجورة أقصى غرب المدينة.

في يوم 25 أيلول/سبتمبر 2012، اقتحمت قوات النظام، مدعومة بالحرس الجمهوري (اللواء 105) حي الجورة من ثلاثة محاور، فقامت بتقسيم المنطقة إلى ثلاثة قطاعات يفصل بينها شارع الجورة الرئيسي وشارع الوادي وشارع السجن؛ ثم بدأت عملية قصف الحي بعدة قذائف، ما أدى إلى إصابة الكثيرين.

تلا ذلك انتشار الدبابات في الشوارع، بالإضافة إلى سيارات بيك آب تحمل العشرات من عناصر الحرس الجمهوري، وكان بعضهم يحملون سيوفاً.

وفي صبيحة اليوم التالي، تم اجتياح العديد من حارات حي الجورة، ثم امتد في اليوم الثالث إلى حي القصور، وهذان الحيان، كما أسلفنا، كانا تحت سيطرة النظام بالكامل، وشبه خاليين من أفراد الجيش الحر، الذين تركوا الحيين وتوجّهوا صوب المناطق المحررة بالتزامن مع بدء الاجتياح الثاني لمركز المدينة قبل حوالي ثلاثة أشهر.

وأسفر الاجتياح عن ارتكاب مجزرة مروعة طالت ما يزيد على 400 مدني؛ حيث قام عناصر النظام بجمع الشباب والرجال بشكل عشوائي في حارات الحي، ثم قتلهم بطرق عديدة، بالرصاص أو ذبحاً بالسكاكين، أو حتى حرقاً في الأفران؛ فيما بقي مصير العشرات مجهولاً حتى اللحظة؛ وصفٌ تؤكده العديد من شهادات أبناء الحي والفيديوهات والصور المسربة التي التقطها عناصر من الحرس الجمهوري متباهين برصف الأهالي وإطلاق النار عليهم.

المجزرة المديدة، وإعدام عوائل بأكملها

استمرت المجزرة لأيام عديدة قبل انسحاب الحملة وعودة الحياة بشكل تدريجي إلى الحي، ليخرج من كتب له النجاة إلى الشارع، وتبدأ عملية اكتشاف المجزرة الرهيبة، ودفن ضحاياها.

وبحسب الشهود من أبناء الحي، فقد كانت غالبية الضحايا من الرجال تحت سن الأربعين، تم قتلهم ميدانياً بالرصاص أو ذبحاً بالسكاكين، يليها حرق الجثث؛ وفشل النشطاء والأطباء في تحديد هويات جميع الجثث بسبب تشوهها، واحتراقها بطريقة لا تشبه الاحتراق بالنار، ما رجح استخدام النظام لمواد كيماوية.

ويذكر مرصد “منظمة عدالة من أجل الحياة” بعض الروايات التي استقاها من شهود عيان: (عندما بدأت القوات الحكومية باقتحام حي الجورة ومداهمة المنازل واعتقال المدنيين هرب عدد من سكان الحي باتجاه شارع الوادي القريب، يقول بهاء سليمان: “في المساء عندما عدت إلى منزلي القريب من جامع المهاجرين، شاهدت مجزرة مروعة، حيث قامت قوات الحرس بإخراج عمال فرن “النعمة” وحجزهم في أحد المنازل، ثم رشوا عليهم مادة بيضاء اللون – بودرة – وأحرقوهم جميعاً، وقد بقي من هذه المادة ما هو منثور على الأرض وأثاث المنزل”. ويوضح الشاهد “بعض الجثث كانت متفحمة تماماً ولم نستطع التعرف على أصحابها، فيما تعرفت على الباقي ومنها كان “عبدالله زهير”، و أَخَوانِ أحدهما اسمه خليل، والآخر عمر، وتم دفنهم بحديقة جامع المهاجرين).

ويقول أحد الشهود حول قيام القوات الحكومية باستهداف عوائل بأكملها: “عندما دخلنا منزل آل “صليبي” وجدنا في غرفة الجلوس خمس جثث مقتولة وبركة دم كبيرة، كانوا أربعة شباب ورجل كبير في السن، وكانت الجثث متحللة والدود يأكلها، وفي القبو، وجدنا أربع جثث لأم وطفلين وفتاة وقد تم إعدامهم جميعاً بطلقات في الرأس”.

أما “أم حسان” زوجة إمام مسجد “قباء” الشهير في حي الجورة، الحاج “محمد أمين”، فتقول: “دخل إلى منزلنا عشرات الجنود الذين يشبهون الوحوش؛ فتشوا المنزل وخرجوا، لكن أحدهم نسي هوية زوجي معه، فخرج زوجي ليستعيد بطاقته الشخصية، خرج ولم يعد، أعدموه رمياً بالرصاص وبقي مرمياً على الرصيف”.

وحدثنا أحد الناجين من المذبحة في شارع “الوادي” بالجورة فيقول: “أطلق الجنود النار على والدي في مؤسسة الخضار القريبة من منزلنا، إلا أن الرصاصة دخلت وخرجت من أسفل عنقه ولم يمت؛ وبعد يومين استطعنا الخروج من المنزل، فسمع أحد الجيران صوت أنين داخل المؤسسة، وكان لوالدي، الذي انتفخ وجهه، وازرّق جلده. فنقلناه مباشرة إلى المشفى العسكري، فأعطونا تقريراً طبياً كتب فيه أن العصابات المسلحة هي من قامت بضرب والدي”.

وفي لقاء مصوّر على قناة “ديرالزور الفضائية”، يتحدث أحد الشهود ليصف مشهداً من مشاهد المجزرة فيقول: “بعد تأكدنا من خلو الشارع من عناصر الحرس، خرجنا من البيت لنفاجأ بوجود ما يقارب خمسين جثة، فقط في الحارة المجاورة، فقمنا بدفن ثلاثين منها في أحد أقبية البيوت، بعد أن تعرفت على اثنين من أصحابها”.

أما في حي القصور، الذي انتقلت إليه حملة التقتيل بعد انطلاقتها من الجورة بأقل من يومين، فقد تمت تصفية العديد من وجوه المجتمع المدني الديري، ومنهم الروائي “إبراهيم الخريط” الذي قتل مع ولديه بإطلاق الرصاص عليهم بشكل مباشر، ولم تشفع له مكانته كمدرّس لمادة الفلسفة، ومؤلفاته الأدبية، ومنصبه الرفيع في فرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور وعدم معارضته لنظام الأسد، شأنه بذلك شأن رئيس فرع الاتحاد، الكاتب “محمد رشيد رويلي” الذي أعدمه النظام في تلك الفترة، ثم اكتشفت جثته متحللة بعد حوالي شهرين على انقضاء المجزرة.

وإلى جانب إبراهيم الخريط، عثر على جثث أطفال ومسنين، كالطفل عبد الرحمن حنتوش وعمره ثلاث سنوات، والطفلة شامة حنتوش، والمسنّة محسنة جمعة العملي وعمرها 60 عاماً.

ويذكر أحد سكان حي القصور إحدى التصفيات: “دخلت مجموعات كبيرة حارتنا وقامت بالتفتيش، وبعد أن فرغوا من تفتيش منزلنا سمعت أحد العناصر يصرخ لجارنا أبو عمار “تعال ولاااك”، فنزل أبو عمار. كنت أسمع ما يجري جيداً “انبطح ع الأرض ولاك”، بعدها سمعت رشقة رصاص؛ وبعد انسحابهم ليلاً وجدنا جثة أبو عمار.. كان ذنبه أنه نظر إليهم من الشرفة فقط”.

وكتب المحامي “رامي عساف”، الذي كان شاهداً على مذبحة حي القصور: “لم نذق طعم النوم أنا وعائلتي منذ ثلاثة أيام، بالرغم من أننا نسكن حي القصور الذي يقع في قلب المربع الأمني؛ والخالي من الجيش الحر آنذاك. كان الطيران الحربي والراجمات والدبابات تكفرُ بأحياء دير الزور المحررة منذ الفجر وحتى الغروب، والكُفْرُ هنا هو القصف المستمر لما يجاوز أربع عشرة ساعة يومياً؛ كانت عودة الدبابات من أطراف حيي “الموظفين” و”الجبيلة” المحررين هي إعلان انتهاء القصف اليومي آنذاك. مساءً كان الصمت موحشاً، يخترقه صوت أربعة أو خمسة رجال يبكون همساً وهم يدفنون أخاً أو جاراً أو رفيقاً.

استمر ذلك لمدة أسبوع كامل؛ لم أسمع خلاله سوى ضحكة واحدة ممزوجة بالقهر؛ كانت لامرأةٍ أفلت زوجها من الإعدام الميداني بعد أن صفهم الحرس الجمهوري بالعشرات واستثنوه وحده بعد أن قال لهم: اقتلوني.. روحي فداءٌ لسيادة الرئيس!

وبعدها عاد الصمت؛ وعاد الرجال الخمسة لدفن الذين لم يفتدوا السيد الرئيس بأرواحهم”.

استمرت المذبحة لأيام عديدة في ظل حظر التجوال، بالإضافة إلى حرق الجثث، وتفسخ بعضها، والاستعجال بدفن قسم آخر فور توقف الحملة وخروج الأهالي بسبب انتشار الروائح والحشرات، وفقدان معظم الضحايا لهوياتهم الشخصية بسبب مصادرتها من قبل منفّذي المجزرة؛ كل هذا حال دون توثيق وتسجيل الأسماء بالشكل الكامل.

شهادة إحدى الناجيات من حي القصور بعد المجزرة

نزحت أختي وابنها الوحيد ذو العاشرة إلى بيتي من منطقة الحسينية بعد أن تعرضت للقصف. وفي السادس والعشرين من أيلول توفيت حماتي فأرسل زوجي ابن أختي إلى مركز الهلال الأحمر لكي يحضر النقالة من أجل الدفن. وفي اليوم التالي أرسله لكي يعيدها. تأخر ابن اختي لأكثر من ساعة، فخرج زوجي ليبحث عنه. عند نزوله إلى الشارع كان الجيش قد وصل إلى الحارة. سألهم عن ابن أختي فصرخوا في وجهه واقتادوه إلى التحقيق – كما يدّعون – طلب منهم أن يعود إلى المنزل لإحضار بطاقته الشخصية. عاد يقتاده أحد العناصر، وكان كل شيءٍ في وجهه يقول: لن أرجع، بكيت بشدة. بعد ساعة أحضروا جثة ابن أختي مكبلاً. كان المشهد فظيعاً. رأسه مشطورٌ بسكين. وفي المساء، بعد أن انسحب الجنود، أحضر الجيران جثة زوجي.

إضافة إلى ذلك، وبعد مضي ما يقرب من شهر على المجزرة، نشر موقع قناة الجزيرة خبراً عن اكتشاف أكثر من 90 جثة متفحمة معظمها لنساء وأطفال، لم يتم التمكن من تحديد هوياتهم؛ وتم نقل عدد من تلك الجثث إلى الحدائق العامة لدفنها.

ورغم كل ذلك استطاع بعض النشطاء إجراء إحصائية تقريبية لمن تم التأكد من جثثهم بعيد ارتكاب المجزرة، فكانت كالتالي:

بالنسبة للمجازر الجماعية التي شهدها حي الجورة فقد توزعت على الشكل التالي:

20 جثة تم حرقها داخل المشفى الميداني

30 جثة في منطقة طب الجورة

10 قرب معمل البلاط

30 قرب جامع قباء

15 داخل منزل في شارع الوادي

15 داخل مسجد المهاجرين في طب الجورة

15 داخل مسجد سدرة المنتهى

5 داخل مدرسة الثورة

أكثر من 50 جثة قرب معسكر الطلائع

5 جثث داخل حديقة الجورة

40 جثة قرب مدرسة النسوي

8 داخل مخبز النعمة

4 تم حرقهم داخل سيارة

4 قرب مخبز خالد بن الوليد

كما قام عناصر الحملة باعتقال العشرات من أبناء الحي، مصير بعضهم لا يزال مجهولاً.

وتم حرق أكثر من أربعين منزلاً ونهب المحلات التجارية؛ وما زالت تتكشف حقيقة المجزرة يوماً بعد يوم، وهناك أسماء لم نستطع توثيقها لأنها دفنت خارج الحي.

أما الأسماء الموثقة لضحايا المجزرة، فهي كالتالي:

عامر الهزاع عبود الديري، حاتم فندي الطبيب الميداني، حيدر فندي، معاذ فندي، بسام إبراهيم الزرقة، ماجد بسام الزرقة، ناصر محجوب، حنان الحسن، هاني زرزور، سليمان كريف، حكم مروان صفوك، ياسر الحلو، محمد الحلو، عمر أمجد الخلف، صالح الكويتي، محمود الثلاج، عدي السبتي، دحام الشكرجي، مهند عامر الجومان، جمعة جاسم العفيس، إياد خلف العفيس، مهند حمزة الشيخ، حسين صالح عبدالقادر، حسن الصافية، دحام مظهور الفرحان، محمود دحام الفرحان، عطا لله هنداوي، جمعة هنداوي، محمد عبد العلي، مشير صاهود، محمد السلوم، منير العبدالله، حسن العلي، عيسى الفهد، أبو محمد السعيد علاوي، أحمد الخلف، محمد أمين، خليل زعيتر، محمد السيد، عابد الهادي، جرير حويش، داوود سليمان، جمعة الرشيد، حميد عابد السرجان، محمد صاهود، إبراهيم العافص، أحمد بهاء المهنا، حمزة حسن الملا، عبود علي الخشف، محمد عبدالكريم الجاسم، عمار الخرفان، حسين الصابوني، فيصل حمادي، عبدالله زهير يونس، إبراهيم الكمش، علي العكرش، داوود حميد العنزي، محيسن الحسين، عبدالرحمن أبو فايز، محمد قربون، سعيد وهاب الدكش، محمد طارق الإبراهيم، حسين عزالدين الحسين، عبدالفتاح الجراح، أحمد عبد الفتاح الجراح، حسين علي العسكر، عدي حسين العسكر، عرفان علي العسكر، ياسين المفكر، جميل فاروق الحنيدي، علي أحمد خلوف، حسن الحمش، ناصر علي الشيخ، ناصر الرديسات، عبدالله محمود الصياح، حسن الصافية الرديسات، أحمد حسن الموسى، حسام أحمد العيسى، حنوش الدغيم، حسين العوفة محمد الوكاع، أحمد بهاء المهنا،

حسين الهواري، أحمد خليل، حسن أحمد الكادش، إياد حميد القدور، خالد ياسين العباس، عيسى الإبراهيم، خالد عطا لله السلطان، زهير الفارس، عبدالرزاق خليل الديبو، ماهر الأدهم، أيهم حواس، صفية دهموش، عمار الرغفان، أحمد الرغفان، حمزة حسين الملا، أحمد الشداد عرفان، محمود العسكر، إبراهيم علي الحسون، محمد الجراح، حمادي محمد الجراح، أحمد حداوي، محمد جمعة، أيمن جمعة، محمود زياد الحصني، وائل محمود الفخار، باسم العاني، عبد القادر شيخ العبود، فضة زيدان، يونس سلامه، حسن الموحم، حمد الحايف، وائل الكلاش، خالد هويدي، حسن بقجه جي، يونس عبدالسلام عباس، يأنس أمين، ماجد عبدالله فليفل، مهند الرسلي، فيصل محمد عبيد، محمد راضي هويدي، محمد أمين العبدالله، أمير خالد الفتوح، محمد خالد الفتوح، عبدالحق ديواني، عبدالله نجم النجرس، مشعان رافع الحسين، محمد عباس الحسين، محمود خضر الدحوم، أحمد عباس الحسين، محمد عبدالفتاح الفارس، صالح علي كردوش، بديع شجاع الراشد، زهير النيوف، جاسم محمد فيصل، عبيد علي، أحمد خلوف، أحمد خليطه العبجل، يوسف عبدالله عليوي، الحارث علي الفندي، عبدالحميد خابور الحميد، محمد عبدالله إسماعيل، جمعة الهفل، رولا جبارة، أحمد حسن المحمد، هاشم حسن ديواني، طارق حسن ديواني، زكريا حسن ديواني، عبدالقادر ديواني، أحمد فاضل الشلاف، أحمد جمعة الخشمان، أيمن جمعة الخشمان، عادل الآغا، حسين علي العجور، عارف علي العجور، نجم العلاوي.

تلك هي قائمة الأسماء التي استطاع النشطاء الحصول عليها، والمتعلقة فقط بضحايا مجزرة الجورة؛ يضاف إليها أسماء ضحايا حي القصور التي ذكرناها آنفاً في الفقرات السابقة، والتي تعتبر قليلة مقارنة بأعداد ضحايا الجورة.

ما نود الإشارة إليه هو أن المجزرة التي ارتكبتها حملة الحرس الجمهوري لم تكن غايتها القضاء على مسلحين أو معارضين علنيين، أو “إرهابيين” كما يسوّق النظام دائماً؛ بل قامت الحملة بتصفية عشوائية شملت جميع الأطياف والعوائل الديرية.

إذن، لماذا ارتكب النظام هذه المجزرة الشنيعة بحق سكان أحياء هي بالأصل تحت سيطرته وإمرته؟

إن النظام السوري تقصّد ارتكاب هذه المذبحة لتحقيق هدفين رئيسين، أو أحدهما، كان قد رسمهما منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة في سوريا حين تبنّى الحلّ الأمني في قمعه للحراك، وتتلخص في:

الانتقام المباشر من العناصر المدنية لفشله في تحقيق انتصارات عسكرية، ما يشكّل ضغطاً على الثوار وإرغامهم على الاستسلام. تأجيج نار الكراهية داخل القاعدة الشعبية ودفعها للتطرف والعسكرة، ما يدفعه قدماً في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحجة مواجهة التطرّف والعنف.

والمتتبع لتطورات الأحداث في مدينة دير الزور عقب تنفيذ المجزرة، سيلاحظ بأن قوات الحرس الجمهوري التي استقدمها النظام، لم تستطع تحقيق انتصار حقيقي على فصائل الجيش الحر داخل أحياء المدينة، الذين لم يتجاوز عددهم ما نسبته 20% مقارنة بأعداد عناصر النظام؛ كما وأن الأخيرين لم يشتبكوا بشكل مباشر مع تنظيم “داعش” حين استولى على المدينة، واقتصر وجودهم على المربع الأمني ونقاط الحواجز في مناطق سيطرتهم إلى أن تم تسليم المدينة لهم مؤخراً من قبل التنظيم.

في النهاية، بقي أن نطرح السؤال التقليدي والمصيري الذي طالما رددناه منذ ما يزيد عن سبع سنوات: هل سيُحاسَب نظام الأسد على جرائمه ومجازره المرتكبة بحق الشعب الأعزل في يوم ما؟

المراجع:

1- صحيفة عين المدينة، مجزرة حيّي القصور والجورة، أحمد الصالح، 2013-10-06 العدد 1364.

2- صحيفة عنب بلدي، سيرين عبد النور، الثلاثاء الأسود” كيف يستعيد حي الجورة ذكريات المجزرة.

3- موقع الأيام السوري، مجزرة حي الجورة و حي القصور في دير الزور، خولة حسن الحديد، 16,12، 2014.

4– منظمة العدالة من أجل الحياة، الجورة والقصور – الجريمة المنسية، سبتمبر 12, 2017.

5– مقطع يوتيوب لقناة ديرالزور الفضائية يحمل عنوان “شاهد على مجزرة حيي الجورة والقصور”.

6- عنب بلدي، المرجع السابق.

7– عين المدينة، المرجع السابق، (من كلام الشهود).

8- تم نسخ المنشور بعد الحصول على موافقة الصديق رامي عساف، من صفحة “شهداء ديرالزور – الجورة والقصور” بتاريخ 27/9/ 2015.

9– الجزيرة نت، مجزرة في ديرالزور 20/10/ 2012.

10– منشور في صفحة “الذكرى السنوية لمجزرة حيي الجورة والقصور” التي يديرها نشطاء من مدينة ديرالزور اعتمدوا في توثيقهم على رصد الأهالي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني