يضيع الدم بين قسد وداعش
دعت عشائر المنطقة الشرقية في سوريا منذ بداية الثورة لمقاومة نظام الأسد، واستشهد بعض أبنائها واعتقل بعضهم الآخر، لكن يبدو أن انضمام جزء آخر منهم إلى التنظيمات المتشددة لأيديولوجيتها مثل داعش والنصرة ومن ثم قسد، أضاع البوصلة وزاد العداء والخلاف بين أبناء القبيلة الواحدة وليس فقط القبائل الأخرى.
عُرف القبيلة
وبالنسبة لمن لا يَعرف عُرف القبائل والعشائر في هذه الحوادث، فهم لا يتركون ثأرهم ولا ينتظرون حكومة أو دولة تتدخل في قضاياهم العشائرية ويترك أمرهم بيدهم، وهذا في حال عُرِف القاتل، وإن كان مجهولاً يبقى البحث سارياً حتى القصاص.
اغتيالات متلاحقة
لكن في أيامنا هذه تعددت الجهات وكثرت الاغتيالات وتوجت أصابع الاتهام لهذا وذاك من قسد وداعش، ولا ثأر يُؤخذ ولا حق يعود، كما حدث في الآونة الأخيرة مع عملية اغتيالات منظمة وممنهجة لشيوخ قبيلة البقارة وقبيلة العكيدات أكبر القبائل في بلاد الشام عدداً وانتشاراً.
مظاهرات الثأر
محمد.ن أحد أبناء عشيرة العكيدات التي وقعت بها حادثة اغتيال لشيوخها منذ أيام قال: إن المظاهرات عمّت أرجاء بعض القرى مثل ذيبان والحوايج والشحيل وحدثت اشتباكات بين أبناء هذه القرى وقوات قسد التي تسيطر على المنطقة دون قدرة منها على ضبط الوضع الأمني وإيقاف أو منع هذه الاغتيالات إن لم تكن طرفاً فيها، كما يقول محمد.ن إنّ أصابع الاتهام توجه لقسد في أكثر من موضع نتيجة عدم رضا وقناعة الأهالي أبناء العشائر بفرض سيطرتها على المنطقة.
الكلام الذي يؤكد عليه غالبية أبناء العشائر من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هو الرفض القاطع لحكم قسد وسيطرتها على أراضيهم في الوقت الذي تسعى فيه قسد لتسوية أوضاعها وتلميعها خارجياً بفيديوهات وصور لبعض المنتسبين لها من المنطقة لتقول إنها تحكم باسم أبناء العشائر وبسيفهم.
لا نهاية لحمام الدم
عبدالعزيز.ح من أبناء العكيدات قال أيضاً ستبقى الاغتيالات قائمة على قدم وساق دون أيّ رادع، ولربما كانت ستشمل شخصيات أخرى معروفة ضمن المنطقة لا أحد يعلم، بينما تظهر على ساحة هذه العشائر أسماء لشخصيات مشكوك بولائها مثل أحمد الخبيل المعروف “بـ أبو خولة” وهو قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد وأحد المنتسبين السابقين لتنظيم داعش، الذي تكثف قسد من ظهوره الإعلامي كممثل لعشيرته وقائد لها، رغم تاريخه المعروف في المنطقة.
كل هذه الأحداث تأتي تباعاً دون أن نغفل البيانات التي تتلو الاغتيالات وما بها من تهديد ووعيد، دون جدوى تذكر، فهل سيعرف من القاتل هاهنا أم سيضيع دم القبائل بين قسد وداعش؟
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”