واقع الخدمات الاساسية في مناطق شمال وشرق سوريا
تشهد مناطق شمال وشرق سوريا في ظل الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي واقع خدماتي يوصف بالسيء في أغلب نواحيه حيث شهدت هذه المناطق انقطاعاً شبه تام للتيار الكهربائي قبل أن تعلن قوات قسد عن سيطرتها على ثلاثة سدود في إطار محاربتها لداعش منهم سد البعث هذه السدود التي كانت تغذي المنطقة بالكهرباء وحتى بعد هذه السيطرة وبعد إعلان مكتب الطاقة عن إصلاح عنفات السويدية لتزويد المنطقة بالكهرباء لاتزال هذه المناطق تعيش واقع كهربائي سيء حيث تتجاوز فترات انقطاع التيار الكهربائي أحياناً /20/ ساعة يومياً، و كانت الرئيسة المشتركة لهيئة الطاقة “أهين سويد” قد عزته في وقت سابق إلى تخفيض الدولة التركية لكميات المياه المحولة إلى السدود وفي ظل هذا الواقع شهدت المنطقة ظاهرة المولدات الكهربائية ضمن الأحياء وهي في غالبيتها تعود لأشخاص يتهمهم أغلب سكان المنطقة برشوة موظفي دائرة الكهرباء لاستمرار قطع التيار الكهربائي لضمان عمل مولداتهم ذات التكلفة العالية حيث يدفع في بعض المناطق ما قيمته 1800 ليرة سورية عن كل أمبير.
وفي إطار متابعة الإدارة الذاتية لواقع الخدمات أطلقت حملة لتعبيد الطرقات العامة في مناطق سيطرتها وإعادة تأهيل هذه الطرق وصيانة المتضرر منها نتيجة للأعمال القتالية التي شهدتها بعض المناطق، شمل هذا المشروع الذي نفذته شركة زاغروس للتعهدات الطرقية، الطرق الواصلة بين المدن الرئيسية من وإلى القامشلي حيث كان من أبرز ما أنجز في هذا المجال تعبيد طريق عامودا/القامشلي وطريق علي فرو وطريق القامشلي/القحطانية وكان من ضمن هذا المشروع إنجاز الصيانة وتجهيز الشوارع الرئيسية ضمن المدينة ويذكر أنه لم ينفذ من هذا المشروع سوى طريق جسر قناة السويس في القامشلي فيما يشتكي سائقو سيارات الأجرة والسرفيس ضمن المدينة رداءة الطرقات داخل المدينة كشارع الخليج والكورنيش وشوارع العنترية حيث تعتبر هذه الطرقات طرق رئيسية ضمن المدينة لكنها شوارع مهملة تمتلأ شتاءً بالمياه.
تعاني مناطق شمال وشرق سوريا من نقص في تأمين مادتين أساسيتين في بعض الأحيان هما الخبز والغاز وما يدعو للدهشة أن مناطق شمال وشرق سوريا هي مناطق منتجة للمادة الأساسية لهاتين السلعتين الحيويتين حيث أن هذه المناطق هي مناطق زراعية ما يعني وفرة في القمح وهي مناطق نفطية كان من المفروض توفر الغاز والمحروقات فيها بشكل غير قابل لحدوث أزمات وفقدان هذه السلع، حيث تشهد هذه السلع ارتفاع كبير في السعر بين فترة وأخرى بالإضافة إلى معاناة السكان في الحصول على المادتين لأكثر من عدة مرات في السنة وهو ما يعني عدم قدرة الإدارة الذاتية على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتزويد المنطقة بهذه المواد رغم توفر الإمكانات.
تسيطر القوات التابعة للنظام على أحد الأفران العامة في القامشلي فيما تسيطر الإدارة الذاتية على الفرن الآخر ويشتكي أغلب السكان من رداءة منتوج الفرنين المذكورين حيث يعتمد السكان على الخبز السياحي المنتج من قبل أفران خاصة تتعرض للمضايقات وإيقاف العمل من قبل الإدارة الذاتية بين الحين والآخر.
ولمعاناة سكان مناطق شمال وشرق سوريا مع المياه قصص أخرى حيث تشهد المنطقة انقطاعاً مستمراً للمياه في بعض الأحياء ويضطر غالبية سكان عدة أحياء في مدينة القامشلي، خصوصاً أحياء السياحي وقناة السويس ومناطق أخرى لشراء المياه عن طريق صهاريج، فيما تشهد مناطق أخرى توفراً للمياه، وغيرها من المناطق تحصل على المياه بمعدل مرة كل يومين، أما مدينة الحسكة فشهدت في الفترة الأخيرة انقطاعاً تاماً للمياه عن كامل المدينة بسبب سيطرة الفصائل المسلحة التابعة لتركيا على محطة مياه علوكه المغذية لمدينة الحسكة ويعتبر شراء المياه عبئاً إضافياً يثقل كاهل مواطني المنطقة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”