fbpx

هجمات إلكترونية هي الأعنف منذ سنوات يتعرض لها موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان

0 166

ترصد نينار برس تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان في الشأن السوري، حيث ورد في تقريرها السنوي السادس ما قامت به القوات الروسية وقوات النظام من انتهاكات جسيمة.

نينار برس تنشر هذا التقرير كما وردها من الشبكة السورية لحقوق الإنسان لأهميته

أولاً: عمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان يفضح ويدين مرتكبي الانتهاكات في سوريا

عملت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على مدى عشر سنوات منذ تأسيسها في حزيران/2011 على توثيق الانتهاكات التي يتعرَّض لها المواطن والدولة السورية، وعبر سنوات من عمليات التوثيق اليومية تراكمت لدينا قاعدة بيانات واسعة لأنماط متعددة من الانتهاكات، التي نقوم بتحليلها ونشر أخبار وتقارير عنها، مع تحديد هوية المرتكبين، وتعريتهم؛ تمهيداً لمحاسبتهم، وحفاظاً على الذاكرة الجمعية من التشويه؛ ما يساهم في منع تكرار الانتهاكات، وفي مناصرة الضحايا والدفاع عن حقوقهم.

إضافة إلى ذلك، تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمشاركة البيانات الأولية مع العديد من الهيئات الأممية والدولية ومع منظمات دولية شريكة، ومراكز أبحاث ووسائل إعلام محلية ودولية. كل هذا أزعج بشكل كبير جداً مرتكبي الانتهاكات في سوريا، وعمدوا على مدى سنوات على تشويه السمعة، وقذف الاتهامات دون أي دليل، يساعدهم في ذلك العشرات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن النظام السوري خلق منظمة ووظفها لصالحه تحمل اسم “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

أصدرت العديد من الجهات بيانات إدانة وتخوين واتهام بحق الشبكة السورية لحقوق الإنسان تركَّزت كردٍّ على تقارير أصدرناها توثق وتدين الانتهاكات التي قاموا بها، ولم تلجأ أيٌّ من أطراف النزاع إلى الرد بشكل منهجي، فقد أصدرت وحدات حماية الشعب الكردية العديد من البيانات نفت فيها الانتهاكات التي وثقناها، ووجهت لنا قائمة طويلة من الاتهامات، أما تنظيم داعش الإرهابي فقد أرسل لنا العديد من رسائل التهديد، فقد كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من أوائل المؤسسات التي أصدرت تقريراً موسعاً بداية عام 2014 يفضح أساليب تنظيم داعش وانتهاكاته، وبعد التدخل الروسي في سوريا في أيلول/ 2015 أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدداً من التقارير التي توثِّق جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الروسية؛ ما تسبَّب لاحقاً في تعرض موقعنا على الشبكة العنكبوتية لهجمات إلكترونية، ومحاولات لاختراق حسابنا على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، إضافة إلى هجوم لاذع من وزارة الخارجية الروسية ومن وسائل إعلام موالية لروسيا منذ عام 2015، وقد بلغ عدد التقارير التي أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بحق الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية 92 تقريراً، وكلها متوفرة ضمن تصنيف خاص على موقعنا الإلكتروني.

ثانياً: هجمات إلكترونية كثيفة تستهدف موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وروسيا هي المتهم الأبرز

تعرَّض موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا على مدى السنوات الماضية لمحاولات اختراق عديدة، تمكنَّا دائماً من التصدي لها بنجاح، وذلك لما يتمتع به مخدم الموقع من ميزات عالية، وللخبرة الطويلة التي اكتسبها فريق “الآي تي” لدينا، لكننا نؤكد أن الهجمات التي تعرضنا لها مؤخراً كانت الأقسى والأشد ضراوة.

يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:

“هناك أسباب عديدة تدعو مرتكبي الانتهاكات للهجوم علينا بشكل مستمر، لكنني أعتقد أن تقريرنا السنوي السادس عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سوريا، والذي يصدر بشكل سنوي في 30 أيلول ذكرى التدخل العسكري الروسي في سوريا، وكذلك الإعلان في الأول من الشهر الجاري عن تنظيمنا لفعالية عالية المستوى مع أبرز ثلاث دول، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، والتطرق لموضوع محاسبة مرتكبي الانتهاكات واستحالة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، ربما تكون هذه عوامل إضافية مشجعة للهجوم علينا، لأن الهجمات وقعت بعدها مباشرة”

يعتقد فريق الآي تي لدينا أن هذه الهجمات المنسقة والكثيفة تفوق إمكانيات النظام السوري، أو قوات سوريا الديمقراطية، أو فصائل المعارضة المسلحة، ونرجح غالباً أن روسيا هي خلف تلك الهجمات وهي صاحبة مصلحة أساسية في القضاء علينا وتشويه سمعتنا.

بدأت الهجمات السبت 2 تشرين الأول 2021 وتسبَّبت في إحداث صعوبة شديدة في أثناء زيارة الموقع الإلكتروني وتصفحه، وعرض رسائل تحذيرية لكل من يرغب بزيارة الموقع بأنه موقع غير آمن، وتبين لنا لاحقاً أن المهاجمين قد تمكنوا من اختراق الحماية الخاصة بالمخدم، وبرامج الحماية الإضافية، وزرع برامج ضارة (Malware) في المخدم.

كما تسبَّبت هذه الهجمات الكثيفة في تشويه طريقة عرض موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان عند البحث عنه عبر محركات البحث العالمية مثل غوغل وبينغ.

استمرَّت الهجمات الإلكترونية وأصبحت أكثر شدة، وهدفت إلى الانتقال من عرقلة تصفح الموقع إلى محاولة شلِّ حركته وإيقافه التام عن العمل، وفي 6 و7 تشرين الأول نجح المخترقون في إيقاف الموقع عن العمل لعدة ساعات، وفي أثناء محاولة التصدي لهذه الهجمات وقعت بعض التعارضات البرمجية؛ مما زاد من مدة توقف الموقع عن العمل.

وفيما يلي بعض البيانات الصادرة عن شركات مختصة تظهر جانباً مما تعرض له موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان من هجمات:

إحصائية لشركة Azure تظهر محاولات الضغط على الخادم

ويظهر التحليل الظاهر في الصورة التالية والصادر عن خدمة حماية Cloudflare استمرارية الهجمات، وأنها بلغت في أحد الأيام معدل 414 تهديداً محتملاً في غضون 24 ساعة.

وبحسب Cloudflare، فإن المصدر الأول للهجمات هو من بنغلادش، ثم ألمانيا ثم أستراليا ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما يلي توزع لعدد مرات الهجمات على الموقع موزعة بحسب البلدان، مع التنويه أنَّ هذا التوزع غالباً ما يكون مخالفاً للواقع، لأن المهاجمين عادة ما يستخدمون شبكة خاصة افتراضية -VPN

•       بنغلادش: 128

•       ألمانيا: 90

•       النمسا: 45

•       الولايات المتحدة: 44

•       الاتحاد الروسي: 16

تمكَّن فريق الآي تي عبر برمجيات تمت إضافتها إلى الخادم تتيح معرفة أية تعديلات تجرى عليه، تمكَّن من تحديد الموقع الجغرافي لمصدر زراعة البرامج الضارة Malware على الخادم الخاص بالشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مدينة هونغ كونغ/ الصين. كما تمكنا من تحديد الموقع الجغرافي لعدة محاولات اختراق، باءت بالفشل، وكانت من: روسيا، ماليزيا، أمريكا.

وحددنا اثنين من عناوين البريد الإلكتروني على صلة بمصدر الهجمات

(jackcboldens@gmail.com، rano791577@gmail.com)، لكن قد تكون عناوين البريد هذه لأشخاص ضحايا تم اختراقهم، ونقوم بالتواصل مع خدمة جيميل لإيقافهم نهائياً.

وعلى مدى الأيام الماضية، تمكن فريق الآي تي لدينا من مجابهة الهجمات الكثيفة، وتنظيف الموقع من كافة الفيروسات التي تمت زراعتها تمهيداً لاختراقه، وحظر جميع الأجهزة التي شاركت بالاختراق، والتي حددنا أنها المتسبب في توقف عمل الخادم، واستعاد الموقع عمله بشكل جيد، كما قمنا بتحسين جدار الحماية الخاص بالخادم، وتمت إضافة أدوات وبرمجيات إضافية عليه، تساهم في حجب محاولات الاختراق بشكل تلقائي، إضافة إلى عمليات المراقبة اليدوية المستمرة، وما تزال المئات من الهجمات الإلكترونية مستمرة حتى لحظة كتابة هذا البيان، لكنها لم تعد تتمكن من إيقاف الموقع الإلكتروني.

إن العمل في سوريا محفوف بالتحديات والتهديدات والمخاطر، وإن الهجمات الإلكترونية إحدى أبرز التهديدات التي تواجهنا، وهي مؤشر مهم على مدى الأثر الذي تحدثه الشبكة السورية لحقوق الإنسان لدى مرتكبي الانتهاكات ورغبتهم الشديدة في حجب الانتهاكات التي يقومون بها، وحذفها من الوجود، لكننا نتعهد كمدافعين عن حقوق الإنسان في بلدنا الحبيب سوريا بالاستمرار في نضالنا للتحرر من الدكتاتورية والاستبداد، وتحقيق الانتقال نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

شكر وتقدير

تشكر الشبكة السورية لحقوق الإنسان العديد من المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام الذين عبروا عن تعاطفهم لما تعرضنا له من اعتداء، وأبدى كثير منهم رغبته في المساعدة في التصدي لهذه الهجمات الفظيعة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني