هاجم بايدن ووصفه “بالفاسد”.. أول تصريح لترامب عقب جلسة محاكمته في قضية الوثائق السرية
هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الرئيس الحالي جو بايدن واتهمه بالفساد، وتوعده بالملاحقة القضائية، وذلك بعد ساعات من انتهاء أولى جلسات محاكمة ترامب في ما يعرف بقضية الوثائق السرية.
وفي كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي أمام حشد من مناصريه في ولاية نيوجيرسي، قال ترامب إن بايدن سيعرّف بأنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة فسادا، مضيفا “لكننا سننتصر”.
وتابع أن من المحزن مشاهدة “رئيس فاسد” يحاول إلقاء القبض على خصمه السياسي بتهم ملفقة، حسب تعبيره.
وأكد أنه في حال انتخابه رئيسا سيعين “مدعيا عاما حقيقيا” لملاحقة بايدن، وسيمحو ما وصفها بالدولة العميقة التي تريد سلب حريته، معتبرا أنه “لم تعد لدينا ديمقراطية حيث يتم اعتقال خصم سياسي وبلادنا في حالة انحدار خطير”.
ورأى المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة المقررة عام 2024 أن توجيه وزارة العدل للائحة اتهامات ضده في قضية الوثائق السرية يعد أبشع استخدام للسلطة في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات ملفقة وتعد تدخلا في الانتخابات ومحاولة لتزويرها وسرقتها، على حد تعبيره.
ورأى الرئيس السابق أنه كان لديه كل الحق في الاحتفاظ بالوثائق وفقا لقانون السجلات الرئاسية، قائلا إن الرئيس يتمتع بسلطة غير مقيدة لاتخاذ القرارات الخاصة بالتعامل مع المستندات الرئاسية.
وانتقد ترامب عدم التحقيق مع أي رئيس آخر حتى أولئك الذين احتفظوا بوثائق أكثر مما كانت لديه، مشيرا إلى أن بايدن احتفظ بمجموعة من الوثائق السرية منذ أن كان نائبا للرئيس وعضوا بمجلس الشيوخ، معتبرا ذلك أمرا غير قانوني.
كذلك أشار إلى أن وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون “خرقت القانون ولم يتم توجيه تهم لها كما حصل مع بايدن”، حسب تعبيره.
وفي موضوع آخر، قال الرئيس الأميركي السابق إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، وهو وعد كرره خلال الأشهر الماضية.
ترامب أمام المحكمة
وكان الرئيس الأميركي السابق مثل أمس الثلاثاء أمام محكمة في ميامي بفلوريدا للرد على الاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة باحتفاظه من دون وجه حق بوثائق تتعلق بالأمن القومي عندما ترك منصبه، وكذلك الكذب على مسؤولين سعوا إلى استعادتها.
وخلال الجلسة -التي لم يسمح للإعلام بنقل وقائعها- دفع محامو ترامب نيابة عنه ببراءته من 37 تهمة وجهت له في لائحة الاتهام الرسمية، وبينها انتهاك قانون التجسس، وعرقلة العدالة، وحيازة وثائق سرية.
وضمن الإجراءات القانونية المعمول بها، اعتقل الرئيس السابق مع مساعد له لمدة 10 دقائق، وكان مصدر قضائي قال إن ترامب سيُحاكم مثلما يحاكم المتهمون الآخرون؛ مشيرا إلى أن الإجراءات تشمل أخذ بصماته رقميا وتحميل صورة له في سجلات المحكمة، لكنها لن تنشر للجمهور.
وعقب الجلسة، سمح للرئيس السابق بمغادرة مقر المحكمة من دون شروط، وقالت شبكة “سي إن إن” (CNN) إنه لن تُفرض قيود على سفره، كما لن تفرض عليه كفالة مالية مقابل السماح له بمغادرة المحكمة.
لكن القاضية الفدرالية آيلين كانون التي تشرف على القضية قررت منع ترامب من التحدث إلى أي شهود محتملين في القضية.
ويقول خبراء إن الأمر قد يستغرق عاما أو أكثر قبل إجراء المحاكمة في قضية الوثائق السرية. وترامب هو أول رئيس أميركي سابق يخضع لمحاكمة جنائية فدرالية بعد انتهاء ولايته، لكنها ليست المحاكمة الوحيدة التي تنتظره.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” -وهو في طريقه إلى المحكمة- “إنه يوم من أكثر الأيام حزنا في تاريخ بلدنا.. نحن أمة في انحدار”. مكررا اتهاماته بأن المحاكمة “ملاحقة” سياسية له.
وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترامب أمام محكمة في الأشهر الأخيرة؛ حيث دفع ترامب ببراءته في نيويورك في أبريل/نيسان الماضي بخصوص تهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها.
المصدر: الجزيرة