fbpx

هآرتس.. تظاهرات حاشدة ضد الحكم.. وبن غفير لشرطته: تصدوا لهؤلاء “الفوضويين” بكل الوسائل

0 47

خرج عشرات الآلاف أمس إلى الشوارع في تل أبيب والقدس وأماكن أخرى من أرجاء الدولة، احتجاجاً على إجراءات الحكم. وجاء هذا في الوقت الذي ضرب الائتلاف الهدام برئاسة نتنياهو مثالاً جيداً على ما يقصدون حين يقولون “ماذا يقصد حين يقول “طغيان الأغلبية”. فقد تمكن الائتلاف أمس من أن يقر بالقراءة التمهيدية مشروع القانون الذي يصعّب الإعلان عن عدم أهلية نتنياهو ويثبت مكانته التي فوق القانون؛ وأن يقر بالقراءة التمهيدية عقوبة الإعدام للمخربين العرب، وهكذا التمييز قانونياً بين دم يهودي ودم عربي؛ كما أقر أعضاء لجنة الدستور مدماكاً إضافياً في قوانين الانقلاب النظامي (تقييد الرقابة القضائية، وفقرة التغلب).
استغل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الفرصة وأمر الشرطة بالتصرف بيد أقصى تجاه المتظاهرين. يبدو أن مهمة الحكومة كما يراها هي إشعال الخواطر، لا تهدئتها. واصل بن غفير تسمية المتظاهرين “فوضويين” وادعى “بأنهم تجاوزوا كل الحدود” وطلب من الشرطة “أن تستخدم كل الوسائل التي تحت تصرفها”. إن حقيقة أن مجرماً مداناً وعنصرياً قومجياً، يرى في القاتل باروخ غولدشتاين نموذجه البطولي، يتجرأ على تسمية عشرات آلاف الأشخاص الذين يقاتلون على ما تبقى من شرف لإسرائيل “فوضويين” ويأمر بالعمل ضدهم بعنف أشد – هي عار أخلاقي وشهادة فقر في الدولة.
هذا عار سانده رئيس الوزراء. “حق التظاهر ليس حق الفوضى”، قال من تسحق حكومته مبنى النظام في إسرائيل، بل وأخذت لنفسها الحرية لتشريع قوانين أساس شخصية تستهدف الإحسان للمجرمين المدانين وللمتهمين الذين يشكلونها.
أما الشرطة ففهمت الرسالة وامتشقت قنابل الصوت وألقت بها نحو المتظاهرين. وكل ذلك رغم أنه يفترض حسب التعليمات أن يحفظ استخدامها لحالات عنف قاسية تجاه قوات الشرطة. فضلاً عن قنابل الصوت، استخدمت الشرطة سيارات المياه العادمة، لأول مرة منذ بداية الاحتجاج، بل ونفذت اعتقالات بالقوة. وكان “حصاد” السلوك الوحشي: 11 مصاباً، بينها إصابة واحدة نقلت إلى غرفة العمليات الجراحية. إضافة إلى ذلك، اعتقل 39 متظاهراً في لواء تل أبيب وحده.
ما هكذا تتصرف شرطة تسعى للمحافظة على النظام والقانون. بل هو تصرف شرطة سياسية تنطلق لأداء مهمة سياسية لأغراض سياسية لمرسليها: نتنياهو وبن غفير. على هذه الحكومة السيئة أن تفهم بأن العنف سيشجع الاحتجاج ويعززه. لن يقف الجمهور جانباً حين يسحقونه، يسحقون الدولة التي يعيش فيها ويسحقون القيم التي يؤمنون بها.

المصدر: القدس العربي

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني