ملكت أوردتي والقلب حيران
مُرتاعةٌ في دروب الحزن أشجانُ
مُدّت يد الشعر للآهات باكية
لكن تهدّم في الأعماق بُنْيانُ
يا واحة الشعر، هل جفت منابعك؟
ما عاد يُسعفني دمعٌ ولا أوزانُ
ما قيمة الشعر والأشعار قاصرة
مكبوتةٌ وفؤادي اليوم ولهانُ
يا لائمي في هواها هل سألت دمي
مكتوبة فيه «لا يُمْحى لها شَانُ»
مزقتُ كل حروف الصبر من خجل
مكسورة، ويد الأحزان نيرانُ
مضت فلسطين في جرح يلاحقها
من كان يسعى لها بالودّ مِعْوانُ
مدَّ العِدى جورهم حتى يحاصرها
ما بين أهوالهم سجن وسجّانُ
مشى الغُزاة على أرضٍ مُقطّعةٍ
مكسورة فوقها نار وطغيانُ
مضى الزمان وفي الأحشاء ألسِنةُ
تحكي الذي جار، والأرواح نيرانُ
واستغرق العالم صمتا بلا وجعٍ
والعُرْب في صمتهم صمّ وعميانُ
مدوا الأيادي كسالى في تهاتفهم
بين الأماني وما خانوا وبهتانُ
مضت ليالي المآسي غيرَ عابئةٍ
مرتاحةٍ والعُرْب بالصوت قد دانوا
ما عاد في الأرض من يرعى لها ألماً
فالكل عنها بعيدٌ أو لهُ شانُ
كم من شهيد على أرض العُلا نزفوا
فهل فترت عزيمة؟ وهل لانوا؟
واللاجئون كزهر الروح منبتُهم
مركونة في ربوع النفي أكفانُ
مازال في ساحة الأبطال ملحمة
مصقولة من حديد الموت فرسان
وغزةُ العِزّ تروي غير آبهة
مرقومة في جبين الليل برهانُ
تظل تحكي حكايات بها عبر
محفورة فوق شمس المجد عنوان
جرت قيوداً على الأحرار تُرهقهم
وبات كل طاغ وهْو عُرْيانُ
لا خير في العيش والكرامة فيه
مسكوبة في جفان الخزي ألوان
يا موطن العز هل ضاعت مهابتنا
ممدودة في يد الأعداء قُربانُ