fbpx

نساء الحرب

0 229

لا تسأل نساء الحرب عن الحب..

فقد دفنّه في المقابر الجماعية..

وصنعن منه شبابيك تطل على الشهوة

وكفنّ به جثث الأحبة…

لا تسأل نساء الحرب عن الحب..

لأنك ستجده في الشهقات المكبوتة

ومع الجمر المتبقي في زوايا الغرف

لا تسأل نساء الحرب عن الحب

فقد قتلت رغبتَهن الخيانةُ قبل أن يقتلهن الرصاص

لا تسألهن عن الحب…

فقد تعلمن كيف يدفنه.. عند أول اشتياق

لا تسأل نساء الحرب عن حزنهن…

فهن يعرفن جيدا كيف يعضن على شفاههن ويكابرن..

منهن اللواتي يغتسلن كل صباح بماء أنوثتهن المسفوح… انتظاراً

ومنهن اللواتي قطعن أثداءهن وعلقنهن تعويذات على أبواب البيوت..

ومنهن من انتحرن بشعر جدائلهن..

لا تسأل نساء الحرب عن موتهن..

فكلهن أطلقن رصاصة على أرواحهن… ولا زلن على قيد الحياة.

لا تسأل نساء الحرب عن حزنهن…

لا تسأل نساء الحرب عن شرح المفردات..

ستجد معنى الانكسار في انحناءة أكتافهن..

وتجاعيد وجوههن ستدلك على معنى الحزن..

وتهدل أثدائهن سيغنيك عن معنى الشوق والانتظار…

ستعلمك تفاصيل أجسادهن.. كل الأبجديات..

حزن نساء الحرب.. كوشم عتيق على يد بدوية…

لا تسأل نساء الحرب عن ثوب العيد

فقد صبغنه بلون أحزانهن..

ودفن التبريكات تحت ثناياه

لم يعدن يسمعن صوت التكبيرات

فصوت الأنين طغى… حتى على اسم الآلهة..

كل مساء… ترضع نساء الحرب أحزانهن من حليب أثدائهن المعتق

يدارينها كطفل لم يكمل سنته الأولى..

وترعاهن كعجائز.. أصبن بفقدان الذاكرة

فنسين طقوس الفرح..

يمارسن معها لعبة عض الأصابع.. ليغلبن في كل مرة.. وينمن بعدها مبللات بالملح

لا تسأل نساء الحرب كم مرة قتلن..

بعضهن لن يعترفن إلا بموت واحد..

وأخريات ستخونهن الذاكرة…

لا تسأل نساء الحرب ماذا يملكن..

فقط دقق النظر ولن ترى سوى هذا الليل المعلق على سياج أرواحهن المتعبة..

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني