fbpx

نداء إلى جميع النخب والقوى الوطنية السورية، كرداً وعرباً

0 22

أعتقد جازما أنه بات من مصلحة وواجب جميع القوى الوطنية، (وقد باتت تتشكل اليوم من تحالف بين الإسلاميين والديمقراطيين، الذين يوحد مصالحهم العمل المشترك للحفاظ على وحدة سورية في سياق بناء نظام سياسي وطني، لايمكن أن يكون إلا ديمقراطيا)، إدراك أبرز حقائق الصراع على سوريا في هذه اللحظة السياسية النوعية، وبالتالي طبيعة المهام الوطنية الملقاة على عاتقهم!

1- خطورة التحريض الطائفي في حمص والساحل لا تأتي فقط من ارتباطها بقوى محلية، (تتشكل عمليا من تحالف “مشايخ الأسد” و حفنة من “المثقفين البعثيين – اليساريين” الطائفيين، الذين كانوا يترزقون على موائد فتات تحالف سلطة الأسد اللاوطنية الساقطة وحزب الله الإيراني العميل[1]، إضافة إلى بعض المتخوفين من طبيعة مشروع “الهيئة”، وما ينتج عن ممارسات بعض المتطرفين الحاقدين داخل “غرفة العمليات” المشتركة!!)، بل، والأكثر خطورة، هو كونها تأتي في إطار وسياق جهود إقليمية ودولية لتثبيت وقائع تقسيم سوريا، التي كانت وما تزال تتجسد بمشروع قسد الأمريكي، وباتت اليوم تتشابك مع جهود قيام كانتون “إسرائيلي – قسدي” في السويداء!.

2- على الصعيد الخارجي، تقود جهود التحريض الطائفي في مناطق الساحل وحمص (على أمل تفجير حروب طائفية، تؤدي إلى التقسيم، وتتكامل مع جهود تثبيت كياني قسد و”الهجري”!)، على الصعيد السوري العام، مراكز عديدة، منها:

أ- الإعلام التابع لقسد..

ب- أبواق إعلامية وشخصية ترتبط بوزارة الخارجية الألمانية… وجهودها للتشكيك بمسار الحكومة المؤقتة الوطني، وزعزعة الاستقرار الداخلي، وقد ارتبط الهدف الرئيسي لزيارة وزيرة الخارجية بموضوع حماية “قسد”.

ت- وسائل الإعلام والتأثير الإسرائيلية.

ث- وسائل الإعلام الإيرانية – قناة الميادين.

3- يبدو جليا انتقال جهود التقسيم من مرحلة التحريض الإعلامي إلى مرحلة الممارسات العملية، والتي يمكن تلخيصها بالتالي:

أ- تدخل جيوش الولايات المتحدة (وحلفها الأوربي – العربي) في الحرب بين تركيا وفصائل الجيش الوطني (المدعومة من الهيئة التي تنسق مع تركيا لوضع ضغوط على قسد من أجل الموافقة على الانضمام إلى المسار الوطني السوري، السياسي والعسكري، اللذين تجسدا بمؤتمر الحوار الوطني وقرار تفكيك الفصائل لصالح وزارة الدفاع الجديدة) في مدينة “كوباني” (عين العرب) التي باتت تشكل خط الحماية الرئيسي لكانتون قسد، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية متقدمة في مواجهة ضغوط الأتراك والسوريين العسكرية!

ب- تدخل عسكري “إسرائيلي – أمريكي” مباشر في السويداء، يمنع قوات الحكومة السورية المؤقتة من الدخول الى المدينة، تحت ذرائع مختلفة، تكفل الشيخ الهجري في ترويجها!
ت- هجوم “عربي” (سعودي – إماراتي – أردني)، معاكس للجهد “التركي السوري”، يحاول لي ذراع “الحكومة المؤقتة” ورئيس الإدارة الانتقالية من خلال حزمة دعم اقتصادية ومالية وسياسية.
أخطر الشروط التي يضعها حكام تلك الأنظمة، المرتبطين بأجندات التقسيم الأمريكية الإسرائيلية، والذين يسعون لتشكيل تحالف إقليمي “عربي – إسرائيلي” في مواجهة تركيا، هي ضرورة خضوع الحكومة السورية المؤقتة، ورئيس الإدارة الانتقالية، لشروط قسد و”الهجري”!

4- يواجه الكيان السوري أخطر سياسات التقسيم، وقد باتت جبهة الأعداء واضحة، وتعمل بشكل حثيث، وبجميع الوسائل، ولن تكتفي بفصل إقليم ” قسد الديمقراطي” و “إقليم الهجري الثوري”، بل ستعمل أذرعها الخبيثة جاهدة على العبث في الساحل السوري، والعزف على وتر التحريض الطائفي، على أمل تفجير حرب، تشكل ذريعة لتدخل إسرائيلي/قسدي مباشر.

حيثيات وعوامل السياق السابقة هي التي تفسر:

أ- رفض الولايات المتحدة (الديمقراطيين والجمهوريين) رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وحكومتها المؤقتة والانتقالية، مباشرة، واستخدامها كورقة ضغط وابتزاز من أجل فرض شروط قسد، التي لن تتخلى عن جيشها وجهودها لفصل الإقليم عن سوريا، وتسعى لشرعنة وقائع التقسيم القائمة في الدستور السوري الجديد، من خلال فرض وجودها الفاعل والرئيسي في “مؤتمر الحوار الوطني المنتظر!.

ب- إعلان السيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية السوري، من عمان، وفي ختام زيارته، تأجيل جهود انعقاد المؤتمر الوطني السوري!.

لقد بدت واضحة آثار الضغوط الأمريكية القسدية التي مارستها الحكومة الأردنية على وزير الخارجية السوري وحكومته، في نغمة التصريح، وحقيقة دوافع تأجيل مؤتمر الحوار الوطني.

“نريد أن يمثل هذا المؤتمر إرادة الشعب السوري، ونعتبره حجر الأساس في سوريا المستقبل وسيكون المؤهَل وصاحب الصلاحيات في انشاء الهوية السياسية للشعب السوري”.

التحضيرات السابقة للزيارة لعقد المؤتمر، التي قررت حكومة الوزير السوري تأجيلها (لأنها لم تكن تمثل “إرادة الشعب السوري” في منظور قسد، والحلف الأمريكي – الإسرائيلي!)، كانت تقتصر على دعوة الشخصيات كأفراد، وليس ككيانات سياسية، وهذا ما رفضته قسد، التي تريد قيادتها أن تشارك في المؤتمر “كمشروع خاص” وليس في إطار شخصيات كردية، تمثل حقوق الكرد الوطنية والقومية المشروعة، في إطار دولة وطنية سورية موحدة!.

ت- ما قد يحصل من استهداف شخصيات ورجال دين وطنيين، لأنها تُعيق جهود التحريض والتجييش الطائفي من جهة، ولان تحييدها يعطي المزيد من الذرائع.

السلام لسوريا الجديدة الموحدة.. والخزي لجميع قوى وطوابير وأبواق التقسيم.


[1]– “… في لحظات انتصار الشعوب في حركاتها التحررية، يطفو على سطح الحراك ناشطون جدد، مثقفون وفنانون و”مترجمون” يحاولون تصدر المشهد، وصفتهم الأساسية هي النذالة السياسية والأخلاقية، وقد أطلق السوريون على هؤلاء الأنذال تسمية “المكوعون”.
نشح الطبخة وخرا الحديد والمكوعون. ثلاث تسميات لمعنى واحد.” الصديق العزيز سمير سليمان

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني