fbpx

نخيل تدمر لا ينحني

0 193

آخر جملة نطقها عالم الآثار السوري المخضرم ومدير آثار مدينة تدمر لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً “خالد الأسعد”، كان خلالها حارساً لآثار هذه المدينة ومشاركاً في تبيان تاريخها على مستوى العالم، وهو الذي شارك في العشرات من المؤتمرات والمنتديات التي كانت تتحدث عن هذه المدينة وتاريخها وحضارتها، وسمى ابنته، زنوبيا، على اسم ملكة تدمر، وبقي فيها طوال حياته التي زادت على الثمانين عاماً بقليل.

وفي مثل هذا اليوم، الثامن عشر من شهر آب لعام ألفين وخمسة عشر، كان لخالد الأسعد موقف شهده العالم كله، وأحدث دوياً على المستوى السياسي والدولي، بعد أن حمل إليه حدثاً مميتاً.

“نخيل تدمر لا ينحني” كانت آخر جملة قالها خالد الأسعد لد.ا.عش قبل أن تهوي عليه يد السّياف وتقطع رأسه.

كان الأسعد حينها أسيراً لدى “د.ا.عش” ، التي احتلت المدينة قبل أشهر، وقد عاثت فساداً في المدينة التاريخية، فدمرت بعض التماثيل القديمة وسرقت تحفاً أخرى، وبعضهم يؤكد أنها كانت تبحث عن تحف نادرة كان الأسعد قد أخفاها في مأمن. وقد حاولت قوات د.ا.عش مراراً أن تعرف منه بالترهيب والترغيب أماكنها، لكنه لم يكشف هذا السر أبداً، لذلك قرّرت قتله، وهذا ما كان مساء ذلك اليوم.

يومها، وأمام حشد من أهالي المدينة، جيء بالعالم إلى مكان مكشوف، وتليت عليه اتهامات عديدة، حينها، طلب منه أن ينحني حين تنفيذ الحكم فرد عليهم وهو بكامل ثباته “نخيل تدمر لا ينحني”، وسرعان ما هوت يد السيّاف، لتنهي حياة رجل، كان عالماً وأثرياً على المستوى العالمي، وهو الذي نال في سوريا وخارجها أرفع الأوسمة وسميت شوارع الغرب باسمه.

والعديد العديد من السوريين نفسهم لا يعلمون لا به ولا بقصته ، وأنا بشكل شخصي أحرص شديد الحرص على إحياء ذكرى استشهاده وتضحيته بشكل سنوي ليعلم من يرى المنشور في كل سنة قصة هذا الإنسان الذي أعده فخراً وشرفاً لي ويكاد أن يكون الجزء الوحيد من كل سوريا الذي أفخر به.

للشرف أهله

نقلاً عن موقع purpal

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني